12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
17.2°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة17.2°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: "شورت" جبريل وحجاب ورود

ليس أقبح من أن يخرج الإنسان من جلده ومعتقده؛ ليرضي من لا يمكن أن يرضى عنه! وليس أجمل ولا أعز ممن يفتخر بهويته ورموزه ويسعى بالتميز؛ ليضع بصمته على خارطة عالم لطالما ظلم شعبه ووطنه واستهدفهم. لكل هذه الأسباب دخلت ورود صوالحة العداءة الفلسطينية قلوبنا من أوسع الأبواب، وحازت أرفع الميداليات في قلب الجمهور العربي دون منافسة، فهي وأخواتها قدمن للعالم صورة ولا أجمل عن الأنثى العربية التي نجحت في الميادين كلها، وكسبت الدنيا دون أن تفرط بمبادئها، وأكدت للعالم أن من تغطي رأسها وجسدها تنطلق للعلياء بكل إقدام وشجاعة، وأن المرأة الفلسطينية خصوصا التي عانت من الويلات أبشعها، ومن سوء المعاملة أقساها، ما زال بها رمق، وتوق إلى الحياة والنجاح وخدمة الوطن وإعلاء رايته. انتبه العالم لورود الفلسطينية، وانتبه لها أكثر بحجابها، ليس لأنها كانت تلبس شورتا كما شجع جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية في تصريحاته! كانت ورود الفلسطينية المحجبة علامة فارقة في المشاركة النسائية في الاولمبياد، وكتب عنها الغربيون احتفاء وتوقعا وترقبا أكثر من العرب، بينما غابت بعض صاحبات الشورتات في القاعات الداخلية للمسابقات دون أدنى ذكر. قلوبنا اليوم مع ورود المرأة العربية الفلسطينية المحجبة في سباقها القادم، ونحن نعلم أنها إذا نجحت فلن تنجح لأنها فقط محجبة، فالإسلام ليس دين دروشة واتكال، وإنما هو للمرأة دين حجاب وعمل ودعاء وقطران، ومع حجاب ورود كان هناك تدريبها ومثابرتها في ظروف قاسية، وملاعب ومضامير غير مؤهلة، ولكن ذلك لم يفت في عزيمتها، بل زادها تحديا وإصرارا. لقد قطعت ورود وفلسطين والحجاب الكثير من الخطوات في سباق الألف ميل، ونتمنى أن يكمل لنا الأمر بالفوز، فإن لم يكن فالشعب الفلسطيني لم تكسر إرادته الحرب، وقناته لن تلين بالتأكيد في الرياضة، والعنصر البشري متوفر ومستعد، والدور الباقي على الرعاة أن يلتفتوا إلى تدريبهم؛ حتى يلمعوا نجوما ساطعة في سماء العالم، بدل أن يصرفوا طاقاتهم في الاهتمام بالشكل دون المضمون، فالشورت القصير لن يساعد لاعبة ضعيفة، ولن يحسن أداءها، فهذا ميدان رياضة ومنافسة عالمية، لا ميدان رقص واستعراض إن كان اختلط عليهم الأمر. لقد برعمت التضحيات الفلسطينية ورودا، ولا أحلى، فنعم الأم فلسطين، ونعم ورود ابنتها.