ما زالت (إسرائيل) قبلة مرشحي الرئاسة الأمريكيين في موسم الانتخابات كل أربع سنوات لتقديم فروض الولاء والطاعة عسى أن يمنّ عليهم اللوبي اليهودي في أمريكا بالدعم في حملاتهم الانتخابية. وأخيراً وليس آخراً قام المرشح الجمهوري مت رومني بفرد جميع أوراقه الرابحة على الطاولة الإسرائيلية طالبا التفضيل على منافسه أوباما الذي أقرّ مؤخراُ قانون توسيع التعاون الأمني مع إسرائيل فربح الجولة ولمّا يربح المعركة الانتخابية. فبدأ رومني حسب ما تقتضيه أصول بني صهيون بالاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ثمّ لوّح بالورقة الأقوى التي لم يجرؤ أوباما على استخدامها إذ لمّح بدعم إسرائيل إذا ما قررت ضرب إيران ردا على تصاعد الخطر النووي الإيراني في حين حاولت إدارة أوباما متمثلة بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون التي سبقت زيارتها زيارة رومني بأن تدفع في اتجاه إعطاء الفرصة للعقوبات الدولية على إيران لتؤتي أكلها قبل الشروع بتوجيه ضربة عسكرية. إلا أن وزير الدفاع ليونبانيتا الذي تلت زيارته زيارة رومني استدرك هذا التقصير وأعاد ما قاله رومني بأن جميع الخيرات متاحة ربما كي لا يعطيه أفضلية التنازل الأكبر لإسرائيل وفي ذلك فليتنافس متنافسوهم. ورغم أن سذاجتنا ظلت لعقود من الزمن تهيئ لنا أن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دور الوسيط العادل إلا أننا لم تعد تصدمنا تصريحات الساسة الأمريكيين مهما عظمت رغم اننا نشعر بالغثيان ونحن نسمع المزايدات في إطراء إسرائيل التي توضح الوجه الحقيقي لهؤلاء الذين أصبحوا دمى يحركها اللوبي اليهودي كيفما شاء. ولعلنا قد وصلنا أخيرا إلى قناعة وإيمان كاملين بأن الإدارة الأمريكية مهما تغير انتماؤها السياسي أو الديني أو حتى تغير لونها فإنها تجتمع في رأيها حينما يخص الأمر إسرائيل. ولكن القناعة الأهم التي يجب ان نتوصل إليها بأن تغيير واقعنا هذا لن يكون في المحافل الدولية من مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة بل في استتثمار االوضع السياسي الجديد الذي تمخضت عنه الثورات العربية. وربما يبدأ هذا بالانخراط في التكتلات السياسية الجديدة التي أفرزها ومازال يفرزها الواقع الجديد ولا سيما الإسلامية منها في دول الربيع العربي كمصر وتونس بالإضافة إلى تركيا الحليف القوي للشعب الفلسطيني. فإن لم نكن لاعبين مؤثرين في هيكلة هذه التكتلات الآن فإنها ستأخد شكلها النهائي تحت تأثير قوى خارجية تفهم تماما الطاقات الكامنة في هذه التكتلات وترمي إلى تفويت الفرصة على الفلسطينيين. ولتحقيق ذلك لا بد من أن نوحد صفوفنا داخليُ أولا إذ مازال انقسامنا يفقدنا تعاطف الشعوب العربية المتحررة والأنظمة المتمخضة عنها التي تلوم فينا الانقسام بين أبناء الشعب الواحد الذين عاشوا معا ويلات العدو الإسرائيلي وتبدد وهم الوسيط الأميريكي العادل ولاسيما في ظل خطر حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران سيكون الشعب الفلسطيني طرفا فيها بإرادته أو رغما عنه ولقمة سائغة في ظل انقسامه وعزلته.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.