11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.09°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.09°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: سيناء برميل بارود أم ساحة صراع

لا أعتقد أن من قام بالعملية الإجرامية بحق جنود حرس الحدود من الجيش المصري ينتمون لأي مشروع جهادي أو إسلامي حتى وان كانت هناك مسميات ذات طابع إسلامي تتبنى هذا العمل المنافي لأخلاق الإسلام ومبادئ الدين الحنيف. لا زالت لدي قناعة تامة ولدى الكثير من المختصين بالتحليل الأمني أن سيناء هي خاصرة مصر الأمنية الضعيفة والتي من خلالها يتم ابتزاز مصر أمنيا وسياسيا ، إضافة إلى ذلك هناك أطماع صهيونية وغيرها من جهات دولية للحد من دور مصر الريادي في المحيط الإقليمي . لا شك ان ما حدث سيكون له تبعات كبيرة وانعكاس كبير تحديدا على غزة وذلك لأنها الحلقة الأضعف والتي لا حول ولا قوة لها ، لذلك تداعت قيادة غزة الأمنية والسياسية والإعلامية لاستنكار ما حدث إضافة الى ذلك الفعاليات التي قامت بها غزة تعبيرا عن رفضها للعمل الإجرامي ، وأشير الى ما صدر من قيادة غزة من تصريحات ما تحدث به الأخ يحي السنوار حيث أشار إلى ان المقاومة الفلسطينية لا تمر عبر سفك الدم المصري وسنبقى الأوفياء لمصر . وما تلى ذلك اتصالات مع القيادة المصرية سواء الأمنية منها والسياسية لتأكيد وقوف غزة بجانب مصر في هذا المصاب الجلل ناهيك عن قناعة قيادة غزة ان المراد من وراء تلك العملية هو إرباك العلاقة بين مصر وغزة وكذلك إقحام حركة حماس في مستنقع هي في غنى عنه. أعود مرة أخرى إلى أحداث العمل الإجرامي من خلال تحليل حيثيات العمل يتضح كثير من الأمور التي يجب مواجهتها بكل قوة ومن هذه الحيثيات : • من خلال تتبع مجريات العملية لا اعتقد ان هدف العملية هو قتل الجنود المصريين بهذه الوحشية والاستيلاء على المدرعات المصرية للدخول بها الى داخل مواقع الكيان الصهيوني بل هناك أهداف كبرى وأخرى مخفية لا يعملها إلا من خطط وأعطي الأوامر لبدء تنفيذ الهجوم خاصة وان دخول المدرعات الى الثكنات العسكرية الصهيونية من ضروب الخيال والانتحار حيث مضت المدرعات أكثر من مسافة كيلو متر ولم تشتبك مع الجنود الصهاينة. • أن من يقف وراء تلك العملية ليسوا تنظيما جهاديا او كما يعتقد بعض الناس أنهم تكفيريين وان كانوا كذلك ولكني أشير هنا ان هناك تداخلات استخبارية لدول لا تريد الخير لمصر خاصة وان هدف العملية لم يكن واضحا تمام كما في التكتيك العسكري في عرف العمل العسكري ما قام به هؤلاء هو انتحار عسكري . • هناك دلائل ميدانية وأمنية تشير الى تورط أجهزة استخبارات صهيونية في هذا العمل وذلك من خلال رصد عدد من الأحداث أهمها أن وحدة مكافحة الإرهاب في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني وقبل العملية بيوم تحدثت عن إنذار ساخن جدا وطالبت السياح الصهاينة بمغادرة سيناء فورا هنا نتساءل لما لم يتم اكتشاف هذا الإنذار عندما اقترب عدد من المقاتلين قرب السياج الفاصل وقاموا بعملية قتل لأحد الجنود العاملين في حماية السلك الفاصل من الجنود الصهاينة ولما لم تبلغ أجهزة الاستخبارات الصهيونية أجهزة المخابرات المصرية ونحن نعلم ان هناك تنسيق بينهما. • تراجع القوات الصهيونية عن الشريط الحدودي ودخولها في عمق الأراضي الصهيونية لتفادي أي اعتداء على عناصرها المتمركزة قرب الشريط الحدودي واكتفت بالمراقبة عن بعد وذلك قبل بدء الهجوم على الجنود المصريين بساعات . • بعد الهجوم مباشرة قامت وسائل إعلام صهيونية بتحميل غزة المسئولية عن الحادث وان من قام بذلك قدموا من غزة مع العمل هناك أحداث حصلت واتهمت غزة فيها وتبين انها براء منها وذلك لإلحاق الاذي بغزة وترسيخ الحصار عليها خاصة وان هناك مبشرات تفيد برفع الحصار كليا عن غزة بقرار مصري ولكن اليهود أرادوا ان يخلطوا الأوراق وهذا ما يدلل ان لليهود يد فيما حدث . • استهداف الكيان الصهيوني للمدرعات المصرية هو اعتداء على السيادة المصرية كان بالإمكان السيطرة على المدرعة ومحاصرتها واعتقال من فيها خاصة وانه تم رصد المدرعات منذ اللحظة الأولى لتوجهها نحو الحدود المصرية الصهيونية ولكن هذا يشير الى أجهزة الاستخبارات الصهيونية أرادت ان تخفي معالم هذه العملية وان لا تبقي خيطا للوصول الى الفاعلين ولكن الأيام القادمة سوف تثبت ان للموساد يد في هذه العملية . • هناك مسالة في غاية الأهمية لابد لأجهزة الاستخبارات المصرية ان تدركها بشكل قوي وان اعتقد انها مطلعة على ذلك وهو النشاط الواضح الفاضح لأجهزة الاستخبارات الصهيونية في سيناء وما قامت به من اختطاف عدد من المصريين والفلسطينيين من سيناء لهو خير دليل على نشاطهم الكبير في سيناء لذا تجدهم دائما يتحدثون عن نشاط لمجموعات متشددة إرهابية في سيناء وما أعلن عنه رئيس هيئة الأركان الصهيوني من إحباط أكثر من عشر محاولات للمساس بالجنود الصهاينة وهذا محل شك كبير في هذه الرواية الصهيونية وهنا لابد من العمل الأمني المصري الجاد لمحاربة النشاط الأمني ألاستخباري الصهيوني في سيناء وهذا يشير الى تورط الموساد الصهيوني في هذه العملية وان كان من قام بها ونفذها هم مجموعة من المراهقين الذين لا يفقهون شيئا سوى التكفير والقتل. [title]ما المطلوب الآن[/title] • المطلوب من الجانب المصري أولا : العمل على تعزيز التواجد الأمني المصري خاصة وان هناك ترهل امني ملحوظ في سيناء وشاهدنا عائلات تسيطر على مناطق في سيناء ولم نلاحظ التواجد الأمني هناك وهذه فرصة حقيقية لمصر لبسط سيطرتها الأمنية والعسكرية في سيناء وان تنفض يدها من البنود التي تكبلها في اتفاقية كامب ديفيد خاصة وان كان ذلك سيكلفها دماء جنودها. • على أجهزة الاستخبارات المصرية تكثيف نشاطها لمحاربة الجماعات المتشددة والضرب بيد من حديد والحد من نشاط أجهزة الاستخبارات الدولية خاصة منها الموساد الصهيوني لان سيناء خاصرة مصر الضعيفة امنيا. • أن تعمل الحكومة المصرية الجديدة بتحسين مستوى المعيشة لأهل سيناء وتوطيد العلاقة معهم وإشراكهم في حفظ الأمن في هذه البقعة الجغرافية الكبيرة لان اهل سيناء يعتبرون أنفسهم خارج مخططات الحكومة المصرية وأنهم مهمشين. • على المؤسسة الأمنية المصرية والسياسية إشراك غزة في التحقيقات الجارية وان يتم العمل على تأسيس لجنة مشتركة عليا لمتابعة هذه الأحداث وغيرها مستقبلا حتى لا نكيل الاتهامات جزافا دون الاستناد لمعلومات واعتقد ان هذه أهم نقطة مطلوب من مصر التفكير فيها بشكل مهني دقيق. • المطلوب من حكومة غزة : أن تبادر الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المصرية وتبادل المعلومات لقطع الطريق مرة أخري على أي عمل إرهابي يستهدف مصر وغزة. • أن تقوم الحكومة الفلسطينية في غزة بإعادة النظر من جديد في آليات عمل الأنفاق والتشديد على العاملين فيها بحيث يمنع تسلل اي شخص يريد المساس بالأمن المصري او الفلسطيني . • أن يستمر الانتشار الأمني على الشريط الحدودي لمنع حالات التسلل من الجانب المصري داخل غزة ولإثبات التوأمة بين الأمن الفلسطيني والأمن المصري. • خلاصة الرأي أقول أن سيناء ستبقى برميل بارود قابل للانفجار ان لم يتدارك الأمن المصري لبسط سيطرته فيها ومحاربة النشاط الصهيوني الأمني فيها وستبقى كذلك ساحة لابتزاز الجانب المصري خاصة وان هناك دهاليز العمل الأمني الدولي لبعض استخبارات دول عربية وأجنبية ، وأقول سوف يتضح لنا ان من خطط وأعطى الأوامر بالتنفيذ هي صناعة الموساد الصهيوني لخلط الأوراق في المنطقة ولوضع العديد من العراقيل أمام الرئاسة المصرية الجديدة خاصة في توجهها نحو غزة ورفع الحصار عنها.