أكدت المحررة إسلام حسن البشيتى التي أفرج عنها قبل عدة أيام بعد 4 شهور فى سجون الاحتلال، بأن أوضاع الأسيرات فى سجون الاحتلال قاسية جدا وأنهن يتعرضن لمضايقات مستمرة ، وإجراءات استفزازية من قبل إدارة سجن هشارون اللواتى يقبعن فيه. وحول يوم اعتقالها قال البشيتى إن عملية الاعتقال كانت مفاجأة لها ولعائلتها حيث حاصرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزل عائلتها في مدينة الخليل، الساعة الثالثة فجرا، وكانوا يصطحبون معهم مجندة ،وفور دخولهم المنزل قاموا بتفتيشه بشكل همجى مما أرعب الأطفال الصغار، "ثم طلبوا هويتى الشخصية ، وحين تأكدوا من شخصيتى قالوا باني مطلوبة للاعتقال وامهلونى عشر دقائق لتغيير ملابس، ورافقتني المجندة، وفور خروجى من باب المنزل قاموا بتقييد يدى ووضع عصابة على عيني، ونقلوني في العربات العسكرية الى مركز توقيف عصيون، وتم إجراء فحص طبي شكلي وروتيني". وتتابع: "بعد الساعة الـ 9 صباحا تم نقلي الى مركز تحقيق سجن عوفر بالقرب من رام الله ، حيث تعرضت للتعذيب هناك والتهديد لعدة ساعات، ومن ثم تم نقلى الى سجن هشارون حيث كانت التهمة جاهزة ، وهى العمل ضد امن الاحتلال ، وقاموا بوضعي في زنزانة انفرادية لمدة أسبوعين ، وبعدها تم نقلى إلى غرف الأسيرات العادية". وأضافت البشيتى خلال مقابلة صحفية بان الاحتلال أخضعها للمحاكمة 7 مرات خلال شهرين وذلك لزيادة معاناتها حيث أن الخروج للمحكمة فيه الكثير من العذاب والمعاناة ، ثم فى المحاكمة الأخيرة فرض عليها الحكم بالسجن الفعلي لمدة 4 شهور، و10 شهور مع وقف التنفيذ لمدة 5 سنوات وغرامة 7000 الاف شيكل بدل سجن 7 شهور أخرى. وعن أوضاع الأسيرات أفادت المحررة البشيتى بان أوضاع الأسيرات قاسية للغاية، وأنهن يتعرضن لكل أشكال القمع والتنكيل، وهناك باستمرار أسيرات جدد يدخلن إلى سجن هشارون بعضهن يمضى أيام ويطلق سراحه، وبعضهن يمكثن أسابيع ،وبعضهم لا يزال فى السجن لحتى الان ، حيث اعتقل الاحتلال خلال وجودي فى السجن 4 أسيرات جدد. وأشارت البشيتى إلى أن 7 أسيرات يحتجزن في غرفتين بسجن هشارون وهما غرفة رقم 1 وغرفة رقم 8 ، والأخيرة هي الأسوأ بسبب قربها من غرفة السجينات الجنائيات الإسرائيليات اللواتي يتعمدن الصراخ والتهجم عليهن بالألفاظ البذيئة ، وتعمد إزعاج الأسيرات الأمنيات ، ونحن نعيش حالة قلق دائمة من وجودنا بجانب الجنائيات، و نخشى ان نتعرض للخطر من قبلهن وتكرار ما حدث مع الأسيرة ألاء الجعبة والتي تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل احدى السجينات الجنائيات عندما حاولت خنقها، لولا رعاية الله. وقالت البشيتى إنّ الأسيرات يشتكين من سياسة الإهمال الطبي حيث تتواجد أسيرتان مريضات في القسم ولا يقدم لهن علاج مناسب وهن الأسيرة "لينا الجربونى" وهى أقدم الأسيرات، والأسيرة "سلوى حسان "، وهى اكبر الأسيرات سناً. كما تشتكى الأسيرات من مراقبة حركاتهن من خلال الكاميرات الموجودة فى الفورة وفى الممرات التي تؤدى إلى الغرف، ولا تزال إدارة السجون تمنع دخول الكتب وأغراض الأشغال اليدوية للأسيرات، عبر الأهل خلال الزيارة ، وهذا يجعل الوقت يمر بطيئا داخل السجون وخاصة في شهر رمضان، كما أن الأكل المقدم لنا سئ جدا وقليل لذلك نضطر لشراء ما نحتاج من كنتين السجن، وتقريبا نحن نشترى كل شئ من هذا الكنتين على حسابنا الخاص لان الإدارة لا تقدم لنا شيئاً. وأعربت المحررة البشيتى عن خيبة أملها من التقصير الواضح في متابعة قضايا الأسيرات في سجون الاحتلال، حيث أن الأسيرات يتعرضن من بعد إتمام الصفقة وخروج العدد الأكبر من الأسيرات إلى التهميش وعدم الاهتمام رغم ظروفهن القاسية وخصوصيتهن، وان المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والحقوقية والإنسانية خصوصا تلك التي تنادي بحقوق المرأة لا تقوم بواجبها تجاه الأسيرات الفلسطينيات، بحيث لا يتابع أمورنا إلا عدد من المحامين الذين يقومون بزيارتنا من فترة وأخرى ويقتصر دورهم على نقل الرسائل من والى الأهل. وعن اثر الاعتقال على المحررة البشيتى أفادت بأنه رغم صعوبة السجن والاعتقال وما يرافقها من ظروف قاسية ورغم أن الفترة التي قضيتها كانت فترة بسيطة مقارنة مع الأسرى والأسيرات إلا أن هذه التجربة علمتني الكثير وصقلت شخصيتى وأضافت لها ملامح جديدة وعرفتني عن قرب على ظروف ومعاناة وأوضاع الأسرى والأسيرات ، فالاعتقال تجربة لا يمكن أن نستوعبها كاملة مهما وصُفت لنا إلا بخوضها .ولقد علمني الله دروسا كثيرة ما كنت لاتعلمها في الخارج أو ربما كنت سآخذ وقتا أطول لتعلمها ، وتجربة الأسر لا تنسى فلقد تعلمت الصبر وذقت مرارته ،وعشت خلال تلك الفترة خلوة اقتربت فيها من الله عز وجل أكثر فأكثر وأدركت نعمه علي ، وعلمت جيدا معنى اللجوء إليه في السراء والضراء. ودعت البشيتى إلى الاهتمام أكثر بقضايا الأسرى وخاصة الأسيرات ، وعدم اقتصار هذه الاهتمام على الأحداث الموسمية ، فالأسرى يعانون في كل وقت ولا تتوقف هذه المعاناة أبدا طالما هم خلف القضبان ، حتى ان بعضهم تتواصل معاناته بعد الاعتقال ، معتبره ان هذه الاهتمام هو الزاد الذى يواصل من خلاله الأسير رحلة الصبر والصمود ويشعر بانه ليس لوحده. يشار إلى أن الأسيرة المحررة إسلام البشيتي من بلدة بيت أولا قضاء الخليل، وتدرس في السنة الرابعة بجامعة بوليتكنك فلسطين تخصص تكنولوجيا معلومات ، وهى الطالبة الأولى على كليتها وحافظة لكتاب الله كاملا، وأفرج عنها من سجون الاحتلال بتاريخ 5/8/2012 بعد انتهاء محكوميتها البالغة 4 شهور .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.