يختلف الناس حقيقة في كون "الواسطة" فيتاميناً أم فيروساً في عالمنا العربي, ولعلك أبو يزن لم تستطع نيل أي من الوظائف بدون المعرفة والواسطة, وهذا يعتبر فيتاميناً بالنسبة لك, أما بخصوص أن معدلك التراكمي في الجامعة لم يخرج من مستنقع "الستينات" بعد وقد توظفت وظيفة مرموقة, فغيرك تخرج من بحار "التسعينات" وواقف على شاطئ البطالة حتى هذه اللحظة . صحيح أبو يزن شو بخصوص التزكية؟ هل تعتبرها حضرتك المصطلح الحضاري للواسطة؟ ويا ترى هل هي حرام أم حلال؟ ومن أهم من وجهة نظرك القدرات والمهارات أم الانتماءات ؟ على صفحة الانترنت تقدم أحد الشباب لوظيفة مدير لمشروع, وتقدم معه عشرات الشباب رآهم في المقابلة, ووقع الاختيار على أحدهم, وبعد التحري وجد أن المقابلة شكلية لشرعنة اختياره, والخروج ببياض الوجه أمام الجمهور "هي القصة محتاجة فلسفة ". صحيح أبو يزن شو بخصوص اتصالاتك.. لم أرَ في حياتي موسوعة أسماء وأرقام مثل التي في جواله ؟! يضع فيه أسماء لوزراء ومدراء, ونقباء, وجزارين, وبقالين, ودكاترة, وصيادلية, وحلاقين, وخياطين, وطباخين, وصيادين, ومدراء معابر... سألته لماذا أبو يزن؟ قال لي : "المعارف بتريح الواحد". حتى لا أقف على الطابور منتظراً دوري, 49 أغورة "فيتامين واو" تسهل المهمة . قيل لي أن المرء يُوَظَّفْ على كفاءته, ويُفْصَل على أخلاقه, وليس العكس؟ فمعيار الوظيفة الكفاءة, ومعيار تركها الخُلُقْ, ثم قيل لي أن الوظيفة لا يجب أن تكون عطف على إنسان, فالأولى أن يجلس المعطوف عليه في بيته يتقاضى راتباً, على أن يكون على رأس عمل يَهْدِمْ فيه, وهو لا يعرف "الألف من كوز الذرة " ويُحْسَبْ كموظفٍ على المؤسسة التي يعمل فيها, "ويا ويله ويا سواد ليله من ليس له واسطة".