24.43°القدس
24.05°رام الله
23.3°الخليل
25.09°غزة
24.43° القدس
رام الله24.05°
الخليل23.3°
غزة25.09°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

الحرب الرابعة أجابت عن أسئلة كثيرة

thumb
thumb
أشرف صالح

عندما دخلت القوات الخاصة الإسرائيلية 3 كيلوا في عمق خانيونس للقيام بعملية أمنية معقدة , واغتالت من خلالها مسئول القسام في خانيونس ومعه ستة من مساعديه في الحركة , فهؤلاء الشهداء رحمهم الله لم يكونوا الهدف الوحيد في هذه العملية , بل كان هناك هدفا سياسيا بامتياز أرادت أن تحققه إسرائيل حتى ولو كان على حساب أمنها , وبالفعل كان على حساب أمنها , فاليوم جميع الفصائل في غزة تضرب إسرائيل ومن خلال غرفة عمليات مشتركة , وأدركت بالفعل أن الحرب الرابعة بدأت , فهل ستستمر الحرب الرابعة أم ستكون مجرد جولة عابرة , هذا يترتب على جهود المخابرات المصرية لاحتواء الموقف .

العملية حملت رسالة سياسية مصطحبة برسالة أمنية أيضا , وهي تقول أن إسرائيل تلاحق وتستهدف الأشخاص المطلوبين لها في أي وقت وفي أي مكان , وحتى لو كان هناك اتفاقية سلام موقعة رسميا مع غزة .

لماذا قررت إسرائيل هدم ما وصلت اليه من مقدمات للسلام مع غزة وتحديدا  حماس , وبجهود مصرية وقطرية وأممية تحت مسمى هدنة طويلة الأمد ؟

 برأيي أن غرور إسرائيل حال دون هذه الاتفاقية , مصطحبا خوفه من الداخل الإسرائيلي , وفي الوقت الذي بدء تنفيذها فعلا وضخ  الأموال القطرية لغزة , أطاحت إسرائيل بها كالعادة وفي ساعات الليل انقطعت شعرة معاوية , وتغذى هذا الغرور على المخاوف من الأصوات المنادية من داخل إسرائيل ضد هذه الاتفاقية ,  فأصبحت الحكومة في إسرائيل تستعرض قوتها وضرباتها كي تثبت للرأي العام أنها تعمل اتفاقيات السلام من مصدر قوة وليس من مصدر ضعف . فالإعلام العبري يتمتع بالحرية ويهاجم نتنياهوا يوميا ويصفه بالضعف , وكذلك الرأي العام في إسرائيل وخاصة اليمين المتشدد , ومن داخل الكنسيت أصوات كثيرة تنادي باجتياح غزة , وحتى في الوزارة هناك وزراء يهاجمون ليبرمان كونه لا يستطيع قمع غزة بالقوة .  ومن هذا المنطلق اختارت إسرائيل أن تبادر بالحرب الرابعة متمثلة بعملية خانيونس , ولكن كانت حالة ترقب من إسرائيل بعد تنفيذ العملية , في انتظار ردة فعل المقاومة , ففي حال عدم ردة فعل للمقاومة أرادت إسرائيل أن تكمل مساعي الهدنة مع غزة , وهكذا تكون قد حفظت ماء وجهها أمام الداخل الإسرائيلي , وأثبتت أنها دخلت السلام مع غزة من مصدر قوة , ولكن هذه المرة كان العند سيد الموقف من قبل الطرفين , فإصرار المقاومة على الرد القاسي قابله إسرار إسرائيل على الاستمرار بضرب غزة , ولا زال الطرف الثالث يسعى بكل جهد وقوة لإيقاف الحرب , وهو المخابرات المصرية والتي تعمل ليلا نهارا لمنع وقوع كارثة إنسانية في غزة , لأن هذه الكارثة لو وقعت ستتدحرج الى أرض مصر بحكم الواقع الجيوسياسي .

مع بداية الحرب الرابعة وجدنا إجابة عن سؤال كان يداهم عقل المواطن الفلسطيني باستمرار , وهو هل الانقسام حل مكان مفهوم الوحدة الوطنية والى الأبد ؟ الإجابة لا بالتأكيد , فهناك غرفة عمليات مشتركة تجمع كل الفصائل ويعملون سويا وجنبا الى جنب , فالآن كتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام والذين يمثلون حركات سياسية منقسمة قد جسدوا الوحدة الوطنية على أرض الواقع , بجانب إخوانهم في باقي الفصائل , وأيضا من الآن فصاعدا ستكون السلطة عونا ودعما لغزة , بدليل قرار الرئيس بإرسال شاحنات الأدوية اللازمة والعاجلة لغزة , وهذا جيد أن تكون الحرب الطاحنة في غزة والتي لم تعرف نهايتها بعد أن تفعل ما لا نستطيع فعله طيلة اثنا عشر عاما , فمهما كانت الحرب قاسية على الناس فلم تكون أشد قسوة من الانقسام .