يُمكن للـتدخّل الزائد عن حدّه في حياة الطفل والإفراط في حمايته والضغط عليه لتحقيق الأفضل، أن يجعله أكثر عرضةً من أقرانه للنقد الذاتي "اللاذع" أو القلق المزمن والاكتئاب.
فتصرّفات الأهل المبالغ فيها هذه، ولو عن نيّة حسنة، تُضعف ثقة الطفل بنفسه وتحمله على الاعتقاد بأنه لن يكون أبداً بالمستوى المطلوب.
كما أنّ توقعاتهما "غير الواقعية" وردود فعلهما "القاسية" إزاء الأخطاء التي يرتكبها صغيرهما مؤذية بدورها، إذ تدفعه لانتقاد نفسه بطريقةٍ مجحفة والعيش بخوفٍ مستمر من ارتكاب أدنى الأخطاء، الأمر الذي لا بدّ أن يضعه في دوامة لامتناهية من القلق المزمن والاكتئاب.
تصرفات الأهل المبالغ فيها، ولو عن نيّة حسنة، تُضعف ثقة الطفل بنفسه وتحمله على الاعتقاد بأنه لن يكون أبداً بالمستوى المطلوب.
ومع الوقت، قد يتحوّل هذا السلوك، المعروف أيضاً بالمثالية غير السويّة، إلى حالة مرضيّة تُهدّد سلامة الطفل النفسية، وفي بعض الحالات الخطيرة، حياته، بحيث تدفعه للتفكير في الانتحار.
يُمكن للتدخّل الزائد عن حدّه في حياة الطفل والإفراط في حمايته والضغط عليه لتحقيق الأفضل، أن يجعله أكثر عرضةً من أقرانه للنقد الذاتي "اللاذع" أو القلق المزمن والاكتئاب.
ما سبق وأفدنا به الآن، ليس مجرّد كلام بكلام وهو خلاصة ما توصّلت إليه دراسة أُجريت في سنغافورة على أطفال في السابعة من العمر وأهاليهم الذين خضعوا لاختبارات وتقييمات متتابعة على مدى 5 أعوام.
وانطلاقاً منها، تدعوكِ "عائلتي" لأن تنتبهي جيداً لطريقة تعاطيكِ مع طفلك وتمتنعي عن التحكّم بتفاصيل حياته والضغط عليه لتحسين علاماته في المدرسة بحجة خوفكِ عليه أو رغبتكِ في رؤيته متفوّقاً على كلّ من حوله.
والأفضل من ذلك، أن تُعلّميه الاستقلالية تدريجياً وتبذلي ما في وسعكِ ليكون بيتكِ ومدرسته والشارع بيئةً يرتكب فيها الأخطاء ويتعلّم منها، مكتفيةً بالنصح والإرشاد والتدخّل عند الضرورة.