12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
15.96°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة15.96°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: بين أحزان مجزرة رفح وأفراح تطهير الجيش

المفارقات في هذا الأسبوع جد كبيرة بين أحزان القلوب التي اعتصرت على شهدائنا في ليلة ذكرى غزوة بدر الكبرى ووقت الإفطار لشباب جيشنا المصري العظيم، فاختار المجرمون آمن الأوقات، ووقت فرحة الصائمين بفطرهم كي يدخلوا غمّاً وهمّاً وكرباً في كل بيت مصري أو عربي وإسلامي أو إنساني، وانطلقت الأبواق العميلة والدخيلة والبغيضة والكريهة تضاعف الهموم والغموم، باتهام غزة العزة، غزة الكرامة، غزة التي لم أر شعباً حزن على هؤلاء مثلهم ولقد رأيت بعيني بكاءهم مخلصين وهم يقدمون لي العزاء في المساجد والشوارع والإدارات والوزارات التي زرتها، لكن الحملة تضاعفت على فخامة الرئيس محمد مرسي، وتحمل الرجل بفراسته هذا الأذى واشتغل بإدارة الأزمة مع فريقه الألمعي الذكي النقي، فجاء مرتين إلى موقع الحدث وفكر واستشار واستخار ولحسن حظه أن شهره الأول المكتمل هو شهر رمضان فقد فاز قبل منتصف شعبان وقلت في نفسي يومها: "ياسلام يادكتور مرسي: أمك داعيالك، وأمّتك بتدعي لك وجايلك رمضان هاتكون محفوف بعناية الله أيها الحافظ للقرآن وبركاته ونفحاته ورحماته لا حد لها" فاستبشرت كثيرا أن أول شهر كامل الأيام في الرئاسة هو رمضان، ولم يغير الرئيس عادته مع الله فيقطع الله عادته معه بل ذهب يصلي التراويح في مساجد مصر ويؤم ويعطي الخواطر لأنه الرئيس صاحب الرسالة، وجعل أول جمعة في مسقط رأسه وفاء، وهنا جاءه البلاء شديدا فهو صاحب قلب يأسى لأول مجزرة في رئاسته فاستعان بالله ولعله استحضر "وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ" (البقرة:72)، وبالغ في التضرع لله تعالى وأحست الأمة بهمه وكربه فضاعفت له الدعاء وكثفت له الرجاء برب الأرض والسماء وكنت أسمع عبارات الناس: "الله يقويك يا محمد مرسي" وهنا التقت الأرض بالسماء ونزلت عناية الله القائل في كتابه: "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ" (المدثر:31)، والقائل سبحانه: "مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (فاطر:2)، وهنا يقول الشهيد سيد قطب كلاما نفيسا غير مسبوق إليه: "إن العبد ليعالج أعسر الأمور برحمة الله فإذا بها أيسرها، وإن العبد ليعالج أيسر الأمور بغير رحمة الله فإذا بها أعسرها"، وهذا بالضبط ما حدث مع فخامة الرئيس مرسي عالج أعسر الأمور وهي مذبحة رفح فأصابته رحمة الله فإذا بها أيسرها وكنت أستحضر هذا في مقالي الأسبوع الماضي، حول مفارقات بين غزوة بدر ومذبحة رفح. وقد ختمت المقال بقولي: " على كل نحن موعودون من الله أن يخرج أضغانهم، ويبطل مكرهم، ويزهق نفوسهم ويقطع دابرهم، والحمد لله أنها وقعت ليلة غزوة بدر لتجري على المشركين والمنافقين سنة الله فيهم، فتفاءلوا بالخير تجدوه، ويقيني أن الغد أفضل لمرسي ومصر وفلسطين والأمة كلها ولكن المنافقين لا يفقهون"، لكني ما كنت أظن أن الرحمات تكون بهذا القدر الكبير الذي قال به السيد أردوغان رئيس وزراء تركيا: لقد اختصر الرئيس محمد مرسي ما قمنا به في سنوات في شهر ونصف الشهر، وهذه حالة فريدة، نعم فريدة لأني لم أر رئيسا مثله حافظا للقرآن هو وزوجته وأولاده الخمسة وهو مع هذا السياسي البارع الذي حمل الملف السياسي في جماعة الإخوان المسلمين وأسس حزب الحرية والعدالة في أجواء صعبة وتعامل مع ملفات متشابكة، كان فيها جامعا بين رجل العبادة والقيادة، رجل الدعوة والدولة، رجل الفكر والعمل، وخاض معركتين شرستين في مجلسي الشعب والشورى وتفوق حزبه على الجميع، وجاءت كلاكيع الانتخابات الرئاسية التي بدأت بإرسال المجلس العسكري مندوبه المدني الذي كان يقوم بالدور نفسه أيام مبارك يعلن في العلن ويحقق مراد الرئاسة في الخفاء وطلب من المرشد أن يكون رئيس مصر رجل من المجلس العسكري فرفض الإخوان، وأرسل المجلس العسكري لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير يطلب الأمر نفسه مع مطالب أخرى لكل من المرشد وخيرت ومرسي فأجابهم الجميع أن هذا انقلاب على الثورة. وبدأت الأزمات تتوالى مجلس شعب منتخب من ثلاثين مليونا يحله المجلس العسكري، وقامت المحكمة الدستورية بتوجيه من المشير بإرباك المشهد السياسي كله في ارتماء فاضح للعسكر الذي لم يعودوا يصلحون حاكمين أو حامين للثغور كما قلت دوما في ميدان التحرير: إن المجلس العسكري فقد صوابه حاميا وحاكما" ودارت رحى المعركة الرئاسية وكانت عناية الله وحفظه لتنقذ مصر الثورة، مصر الخير، مصر برجالها ونسائها الطيبين الذين لاقوا المسخ والخسف لكن الله أدركهم بعنايته بنجاح د محمد مرسي ليدخل إلى قصر الرئاسة رغم أنف المجلس العسكري تماما كما دخل النبي صلى الله عليه وسلم ليؤسس دولة المدينة المنورة وكبير المنافين عبد الله بن سلول يهيء نفسه ليكون ملكهم فظل يعمل في الخفاء والعلانية في مؤامرات ضد دولة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعطى المرسي الفرصة لكل من يريد أن يراجع نفسه لكنهم تمادوا وزادوا وزايدوا، وظلت قيادة جهاز المخابرات والمشير وعنان على غيهم، وانشغلوا بالمؤامرات ضد الرئيس عن حماية جنودنا الغلابة على الحدود مع الكيان الصهيوني، ومع علمهم المسبق بالمجزرة فهذه الحالقة التي لا تحتمل التأخير. وهنا كانت القرارات الجريئة القوية العادلة المرضية للثوار في مصر بكل فصائلهم الإسلامي والعلماني والشعبي بل الأحرار في العالم كله ولم يمتعض إلا الكيان الصهيوني ومن يخدمهم بدءا من الأمريكان والعملاء لهم، حتى قيل إن هذا أول يوم يجلس مرسي على الكرسي، وأول قرارات أزاحت عبئا ثقيلا عن مصر بدءا بموافي ورئيس الحرس الجمهوري ورئيس الديوان الجمهوري وقائد الشرطة العسكرية وأخيرا كان التطهير الكبير في تاريخ مصر وهو ذهاب المشير وعنان عن قيادة جيشنا العظيم جيش العاشر من رمضان، والسادس من أكتوبر، واليوم أدعو للتأريخ للثورة بيومين 11/2/2011م يوم ذهاب مبارك، ويوم 12/ 8/2012م يوم ذهاب المشير وعنان، ولا تنسوا أن الدولة العميقة لا يزالون يتربصون ومشوار التطهير للاستبداد السياسي والفساد المالي والتخلف الحضاري والتحلل الأخلاقي، خاصة في قطاع الإعلام والاقتصاد لمقاومة الحيتان الذين رباهم مبارك وجمال وصفوت الشريف و.... لكن تذكروا قوله تعالى: " وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (يوسف:21). غدا مصر وفلسطين والأمة أحسن من اليوم ما دمنا نتقي الله ونبذل قصارى جهدنا ولن يضيع الله مصرنا ولا قدسنا ولا أمتنا، وتفاءلوا بالخير تجدوه، وثقوا في وعد الله لكم