مع الأسف، يعتبر قضاء ليالٍ بلا نوم بالنسبة لك ولزوجك أمر لا مفر منه على مدى الأسابيع الستة الأولى، وأحياناً الـ 12 الأولى من عمر طفلك. ينام الأطفال بشكل متقطع ومتغير. ستكونين من الأمهات المحظوظات لو استطعت أن تلاحظي ظهور أي نمط نوم قبل مرور هذه الفترة. ولكن بعد الشهر الثالث أو الرابع، يمكنك مساعدة صغيرك على إيجاد نمط نوم منتظم طالما كنت دائماً ثابتة في موقفك.
يتأقلم الأطفال بامتياز؛ من هنا يمكنك تعليم طفلك النوم من دونك في سريره أو مهده.
إنك صاحبة الخيار. تصعب معرفة أي الأساليب أفضل، خاصة لو توفرت الكثير من النصائح. في النهاية، أنت الشخص الخبير بصغيرك والقادر على تحديد ما هو الأنسب لأسرتك. لذا، اتخذي أنت القرار والتزمي به. يستحسن أن تتبعي برنامجاً تشعرين بتناغمه مع نمط حياتك بدل الاعتماد على طريقة تصادفينها في كتاب أو مجلة.
عندما يكون عمر طفلك بين ستة وثمانية أسابيع، يمكنك البدء بتعليمه كيف ينام من تلقاء نفسه. ضعيه في الفراش على ظهره عندما يشعر بالنعاس، لكنه ما زال مستيقظاً. ابقي معه إذا شئت، لكن كوني على استعداد لفعل الشيء نفسه في كل مرة يستيقظ فيها أثناء الليل.
في كل مرة يصحو فيها طفلك أثناء الليل، عليك تكرار ما تقومين به كل مساء لمساعدته على النوم ثانية بالأسلوب نفسه المتبع في المرة الأولى. لو كنت تطعمينه كي ينام، سيطالب بالإجراء نفسه في كل مرة يستيقظ فيها. أما إذا تركته ينام وحده، فسيتوقع ذلك أيضاً.
حين تنطلقين في برنامج محدد، التزمي به تماماً. لو لم ترغبي في الاستمرار بهدهدة طفلك كي ينام، ضعيه في سريره صاحياً وليس نائماً واهمسي برقة لتهدئته كل خمس أو عشر دقائق. لا تستسلمي بعد 45 دقيقة لأنك بالكاد علّمته أهمية المقاومة أطول فترة ممكنة.
أمهلي برنامجك أو خطتك بعض الوقت، على الأقل أسبوعين. حاولي ألاّ تربكي طفلك وتشوّشي عليه بالتغيير المفاجئ بقصاء ليلة في الخارج أو الذهاب في عطلة. مع كل برنامج جديد تحاولينه، تطلبين من صغيرك أن يتعلّم نمطاً كاملاً من عادات النوم. تستغرق العادات "القديمة" زمناً كي تختفي وتحلّ مكانها العادات الجديدة.
لا تبدئي روتيناً جديداً للنوم إذا كان طفلك مريضاً أو يمر بمرحلة التسنين (ظهور الأسنان)، لكن استمري باتباع الروتين إذا كنت قد بدأته قبل إصابة طفلك بالمرض. هذا الأمر لن يقدّر بثمن عندما يشفى طفلك ويحتاج إلى الإعتياد على الحياة الطبيعية مرة أخرى. سيصل طفلك إلى طريقة لتهدئة نفسه والنوم من خلال روتين معروف ومريح، ويمكنك تمني ليلة سعيدة له إذا أمضيت بعض الوقت بالقرب منه. كما سيستطيع النوم أكثر لو تجنبت السماح له بقيلولة نهارية متأخرة.
في حال لم ينجح طفلك في النوم على الرغم من جميع جهودك ومحاولاتك، من المفيد حينها أن تتحدثي إلى طبيبتك.