10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
14.89°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة14.89°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: الانتخابات واحتياجات الشعب

استمعت إلى آراء كثير ممن يؤيدون إجراء انتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة أو في الضفة وحدها ويقدمونها على المصالحة الوطنية وإنهاء كافة الملفات المعرقلة لتنفيذ اتفاق القاهرة، غالبيتهم ترى في الانتخابات مخرجا لكل الأزمات التي يعيشها شعبنا الفلسطيني والصحيح أن هذه الآراء لم تكن نابعة عن قناعة بل هي متأثرة بمواقف سياسية لا أكثر. اكثر ما يردده الفريق المؤيد لتقديم الانتخابات على ما سواها هو " الاستحقاقات"، فيعتبرون ان الانتخابات استحقاق دستوري واستحقاق وطني وغير ذلك من " الاستحقاقات"، ونحن لا نخالفهم في وجهة نظرهم ولكن " الاستحقاقات" ذاتها تتفاوت من حيث الأهمية والأولوية، وقد يشهد بذلك تاريخ السلطة الفلسطينية حيث أجريت أول انتخابات تشريعية عام 1996 ولم تكن هناك انتخابات لمدة عشر سنوات، وكذلك الرئاسة الفلسطينية، أما الهيئات المحلية والغرف التجارية فحدث ولا حرج ، حيث إن هناك بلديات حتى يومنا هذا لم تخضع لانتخابات، أي أننا شعب لا يتنفس الديمقراطية الى ذلك الحد الذي يصوره البعض لنا، وأعجب لماذا لم يفطن أولئك لكلمة " استحقاقات" في الأيام الخوالي التي لم يعرف فيها الشعب الفلسطيني الانقسام وكانت العلاقات بين جميع الفصائل جيدة ولم تكن هناك انتخابات؟. مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية تواجه مشاكل اقتصادية وسياسية خطيرة جدا، ولا يمكن ان تحل بانتخابات الهيئات المحلية، وربما تشغلنا الانتخابات عن همومنا الحقيقية لوقت ما ثم نصحو لنجد أنها تفاقمت وتضاعفت، المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني اكبر من الشعب ذاته، لأنها مؤامرة إسرائيلية أمريكية غربية من اجل تركيع السلطة الفلسطينية في رام الله والحكومة في قطاع غزة. المصالحة الداخلية وتنفيذ اتفاق القاهرة ربما يكون مقدمة لتلاحم الشعب الفلسطيني والوقوف صفا واحدا في وجه الضغوط الغربية والأزمات السياسية والاقتصادية وبالتالي فالمصالحة الداخلية لها أولوية بعكس الانتخابات المحلية التي تزيد الانقسام وتعيدنا إلى مربع 2007 إذا ما تمت من جانب واحد. إنني ادعو أصحاب " الاستحقاقات" إلى أن ينظروا إلى حال الشعب الفلسطيني أين وصل مع الغلاء الفاحش واستمرار الانقسام وتعثر المسارات السياسية، و أن يفكروا في الشعب الفلسطيني لا بمصالحهم الفئوية؟ عليهم أن يستمعوا الى صوت الشارع بدلا من الاستماع إلى أنفسهم وحينها سيدركون أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى أشياء كثيرة ضرورية وملحة ليس من بينها الانتخابات.