26.62°القدس
25.91°رام الله
26.08°الخليل
26.37°غزة
26.62° القدس
رام الله25.91°
الخليل26.08°
غزة26.37°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

ما وراء الحضور الإسرائيلي في البلطيق؟

صالح النعامي
صالح النعامي
صالح النعامي

شهدت العلاقة بين الكيان الصهيوني ودول البطيق، والتي تضم: ليتا، أستونيا، لاتفيا، تطورات متلاحقة في الآونة الأخيرة. وقد عكست الزيارة التي قام بها مؤخرا رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لهذه الدول ولقائه قادتها، الأهمية الكبيرة التي تنظر بها تل أبيب لتطوير العلاقات مع هذه الدول.

وتراهن تل أبيب من خلال توثيق العلاقات بدول البلطيق على تحسين مكانتها الدولية والسياسية من خلال استغلال عضوية هذه الدول في كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو إلى جانب تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة عبر فتح أسواق جديدة أمام صناعة السلاح والتقنيات والسايبر الإسرائيلية، في ظل تبني القيادة في تل أبيب نهجا في السياسة الخارجية يقوم على تنويع التحالفات الدولية والإقليمية.

ولعل أهم الأهداف التي حاول نتنياهو تحقيقها خلال اجتماعه بقادة البلطيق هو السعي لإحداث شرخ داخل الاتحاد الأوروبي من خلال محاولة اقناع هذه الدول بتبني مواقف يتعارض مع مواقف الاتحاد الرسمية ويتماهى مع مواقف إسرائيل من الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى.

وقد كان نتنياهو واضحا عندما أقر في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع قادة دول البلطيق، حيث عبر أن أمله أن ينجح في إقناعهم بتبني موقف مغاير من مواقف الاتحاد الأوروبي من الاتفاق النووي مع إيران، حيث توسع في الحديث عن «المخاطر» التي يمثلها المشروع النووي لإيران وتوسعها في المنطقة؛ حيث وصف موقف الاتحاد من الاتفاق النووي بـ «المشوه وغير المعقول».

وقد هاجم نتنياهو بشكل خاص قرار الاتحاد الأوروبي تحويل مبلغ 18 مليون يورو لإيران، حيث اعتبره «خطأً كبيرا».

وانطلاقا من حرصه على بعث الخوف في أوساط الأوروبيين، فقد زعم نتنياهو بأن الترسانة النووية الإيرانية لن تستهدف إسرائيل فحسب، بل بشكل خاص أوروبا.

لكن نتنياهو لم يسع فقط إلى ضمان تجنيد هذه الدول لضمان دعم موقف إسرائيل من الاتفاق النووي مع إيران، بل إنه حاول أن يقنعها بتبني موقف تل أبيب من الصراع مع الشعب الفلسطيني.

فعشية زيارته ليتا، قال نتنياهو إنه يهدف أيضا إلى اقناع دول البلطيق بعدم تبني موقف الاتحاد الأوروبي من الصراع مع الفلسطينيين، القائم على اعتبار حل الدولتين هو الحل الأنسب لهذا الصراع.

وحسب ما قاله السفير الصهيوني في ليتا أمير ميمون فإن اللقاء مع قادة البلطيق مثل «فرصة لإطلاعهم على الرؤية الإسرائيلية إزاء العديد من التحديات التي تواجهها إسرائيل، سيما التهديدات التي تمثلها حركة حماس وحزب الله والواقع في سوريا.

ولكن على ما يبدو، فإن نتنياهو لم يحرز إنجازا كبيرا في محاولته اقناع هذه الدول بتفهم المواقف الإسرائيلية من الصراع مع الشعب الفلسطيني، حيث إن رئيس وزراء لاتفيا ماريس كوسينسكيس شدد خلال المؤتمر الصحافي المشترك على أن دول البلطيق تتبنى موقف الاتحاد الأوربي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وعلى كل الأحوال فقد ضمنت الزيارة تمهيد الأرضية لتعزيز العلاقة بين الجانبين، حيث تقرر خلال الزيارة أن تعقد مجموعة «B3» التي تضم دول البلطيق اجتماعها السنوي القادم في القدس المحتلة.

وهدفت زيارة نتنياهو إلى البحث عن أسواق جديدة للسلاح والتقنيات المتقدمة الإسرائيلية، حيث تم الاتفاق بشكل عام على إطار يسمح بالتوصل لصفقات لبيع العتاد ومنظومات تسليح متقدمة والسايبر إلى هذه الدول، إلى جانب التعاون في مجال الابتكارات العلمية.

تهدف إسرائيل من خلال تكثيف اتصالاتها مع دول البلطيق كما هو الحال مع دول أوروبا الشرقية والوسطى أيضا إلى التوصل إلى «صفقة متكاملة» مع هذه الدول تقوم على تقديم إسرائيل دعم أمني وتقني وتدشين مشاريع في مجال الاختراع مقابل أن تدعم هذه الدول المواقف والرؤى الإسرائيلية المختلفة من القضايا المختلفة وضمان دعمها عند مناقشتها في اجتماعات الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو»، وهما المنظمتان اللتان تعد هذه الدول أعضاء فيها.

وتسعى تل أبيب إلى تسويق هذه الصفقة لضمان تأييد هذه الدول إسرائيل عند التصويت على القرارات التي تمرر في المحافل الدولية والأممية؛ حيث أشارت إلى أن إسرائيل تواجه معضلة في ضمان تجنيد دول لدعمها في هذه المحافل.

ويحرص نتنياهو خلال جولاته تحديدا في أوروبا الشرقية والوسطى على تقديم المواجهة بين الاحتلال الإسرائيلي من جهة والمقاومة الفلسطينية وحزب الله من جهة أخرى على أساس انه جزء من المواجهة التي تشنها تل أبيب ضد الإسلام المتطرف بشكل يوجب دول أوروبا والغرب بشكل عام للوقف إلى جانبها.

ففي اللقاء الذي جمعه في يوليو الماضي بقادة مجموعة «فيسغارد»، التي تضم كلا من: هنغاريا، بولندا، التشيك، وسلوفاكيا، تعهد نتنياهو بأن تضطلع إسرائيل بالدور الرئيس في مواجهة «الإسلام المتطرف وتقليص مخاطره دفاعا عن أوروبا»، مدعيا أن إسرائيل تمثل «قعلة متقدمة» للدفاع عن أوروبا.