14.19°القدس
14.06°رام الله
13.3°الخليل
19.85°غزة
14.19° القدس
رام الله14.06°
الخليل13.3°
غزة19.85°
الخميس 28 نوفمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.65

ماذا يجب أن يفعل الأطفال الذين لا يملكون أصدقاء؟

12019121215950
12019121215950

نشر موقع قناة "كانال في" الكندية تقريرا سلط فيه الضوء على الطريقة التي يجب اتباعها عند التعامل مع الأطفال غير القادرين على إقامة علاقات مع الآخرين.

وقال الموقع في تقرير إنه حين تتساءل عن سبب عدم امتلاك طفلك لأصدقاء، فإن الأمر الوحيد المؤكد هو تعدد العوامل التي تُفسر عزلة صغيرك أو شعوره بأنه منبوذ.

في هذا الإطار، وبالنسبة لبعض الأطفال، تعود هذه المشكلة أساسا إلى سلوكهم. في الواقع، يُظهر بعض الأطفال أنانية، وحتى عدوانية، تجاه رفاقهم والبالغين أيضا. فهؤلاء لا يرغبون في مشاركة ألعابهم مع غيرهم، ولا يميلون إلى إقامة علاقات معهم، بل يُحاولون الظهور كأشخاص عنيفين أحيانا وهو ما يجعل الصغار الآخرين يميلون إلى تجنبهم بطبيعة الحال. وقد يتمثل سبب سلوكيات الأطفال غير اللائقة في اضطراب نفسي، أو في حقيقة أن نشأتهم الاجتماعية لم تتم بالشكل المطلوب، حين كانوا صغارا جدا.

وذكر الموقع أن هناك أطفالا آخرين يعجزون عن إقامة علاقات صداقة بسبب إصابتهم بخجل مرضي يمنعهم من التقرب من غيرهم. ومن المؤكد أن علاقات الأطفال الخجولين للغاية مع الآخر تسير بنسق بطيء مقارنة بالبقية. مع ذلك، فإن الانطواء الحاد للطفل يكون مصحوبا أحيانا بفقدان احترام الذات، وقد يتأزم هذا الوضع أكثر في حال كان هذا الطفل ضحية للنبذ. وهكذا، يمكن أن يتحول هذا الوضع إلى حلقة مفرغة حقيقية.

وفي بعض الأحيان، يعود نبذ الطفل إلى بداية تجربة تنشئته الاجتماعية. لكن، قد يتحول طفل ما تكيف جيدا مع محيطه إلى شخص وحيد تخلى عنه أصدقائه بشكل فجائي. وتنتشر هذه الحالة في صفوف الفتيات أكثر، اللاتي يرجح أن تكون لديهن صداقات أكثر من الصبيان. علاوة على ذلك، لا تتردد الفتيات في استخدام شكل من أشكال العنف النفسي فيما بينهن. تجدر الإشارة إلى أنه غالبا ما تكون هذه الحالات عابرة، لكن مع ذلك، يمكن أن تُسبب معاناة شديدة للطفل.

وأورد الموقع أنه في حال لاحظت أن طفلك ليس لديه أصدقاء أو منبوذ، فلا فائدة من الشعور بالغضب. في الحقيقة، تُعد المدرسة في حد ذاتها مجتمعا مصغرا، وليس لديك دور هام لتلعبه فيه، إذ يتعين على الطفل مواجهة مشكلته والبحث عن الوسائل لحلها. وبدلا من ذلك، يجب عليك التراجع قليلا إزاء مشكلته هذه. إنه لمن الطبيعي أن تزعجك معاناة طفلك، لكن لا ينبغي عليك التفاعل مع هذه المسألة دون تفكير. وإذا شعرت أن سلوك الطفل يقف وراء مشكلته، فلا توجه له لوما مباشرا، ذلك أن ثقته بنفسه قد تكون مهتزة، ما يجعل الأمور أسوأ.

ونصح الموقع بضرورة التحدث مع الطفل بهدوء. في هذا الصدد، إشرح له بعض التصرفات التي قد تُزعج الأطفال الآخرين. كما عليك تطوير حس التعاطف لديه من خلال إقناعه بوضع نفسه مكان الآخرين. من ناحية أخرى، تجنب إلقاء اللوم على زملاء دراسته أو معلميه. وحتى إذا كان الأمر صعبا، فحاول أن تظل موضوعيا قدر الإمكان. وإذا كان طفلك شديد الانطواء على ذاته، فلا تضغط عليه لتكوين صداقات، خاصة إذا كنت تشعر أن الوضع لا يُسبب له أي ضيق. في المقابل، قد تكون عملية إقامته لعلاقات مع الآخر بطيئة فحسب.

وتطرق الموقع إلى أهمية تحفيزك لثقة طفلك بنفسه. ففي كثير من الأحيان، يُؤثر عدم امتلاك الطفل لأصدقاء سلبا على تقديره لذاته. ويتقلص هذا التقدير أكثر فأكثر حين يرفضه محيطه. لهذا السبب، يمكن أن يكون تدعيم الثقة بالنفس مفيدا جدا لتعزيز تقديره لذاته. فضلا عن ذلك، يجب المراهنة على الحوار.  فمن أجل مساعدة الطفل على التعرف على أشخاص جدد، قم بتسجيله لممارسة نشاط مواز للمناهج الدراسية. وإن أمكن، تأكد من أن النشاط يُنظم خارج المدرسة، بحيث يمكنه لقاء أطفال لا ينتمون إلى بيئته المعتادة.

وأضاف الموقع أنه يجب تشجيع القدرات الاجتماعية لطفلك. وفي المنزل وخارجه، شجع طفلك على التعبير عن نفسه والتواصل. علاوة على ذلك، علمه الأدب، وفسّر له أهمية الانفتاح على الآخرين. وبشكل عام، شجعه على الاهتمام باحتياجات ومشاعر زملائه في الصف.

كما من المهم أيضا أن تكون حاضرا في حياة طفلك حتى تُصغي إلى كل احتياجاته، ذلك أن لهذا النوع من التعلق الذي يربط الطفل بوالديه تأثير هام على علاقاته الاجتماعية. وكن على اطلاع دائم على العلامات التي قد تُشير إلى أن وضعه يزداد سوءا، واطرح عليه أسئلة، واهتم بحياته الاجتماعية. ولا تتردد في لقاء معلميه لمعرفة المزيد عن سلوكه في المدرسة، إذ سيُيسر لك هذا الأمر مهمة دعمه.

وفي الختام، تطرق الموقع إلى أنه بالنسبة للأطفال الذين لا يمتلكون أصدقاء، يمكن أن يستمر شعورهم بالغربة، الذي ينتاب الجميع عند الدخول إلى المدرسة، لفترة طويلة. وفي مرحلة الطفولة كما في المراهقة، غالبا ما يتم اعتبار العزلة الاجتماعية بمثابة مأساة حقيقية. لهذا السبب، لا ينبغي الاستخفاف بمثل هذا النوع من المشاكل.