أجمع محللان سياسيان على أن تهديد رئيس السلطة محمود عباس بوقف المخصصات المالية لقطاع غزة سيزيد الوضع الفلسطيني تعقيدًا.
وأكد المحللان في أحاديث منفصلة مع وكالة "فلسطين الآن"، أن قرار عباس يؤكد سياسة الانفصال التي يسعى لها، مستهجنين استمرار سياسته المجحفة على قطاع غزة.
وهدّد عباس مساء أمس الجمعة بوقف المخصصات المالية لقطاع غزة، والذي قال إنها تبلغ 110 مليون دولار شهريا قبل أن يتم تخفيضها إلى 96 مليون دولار ضمن حزمة العقوبات التي يفرضها منذ أبريل 2017 على القطاع المحاصر إسرائيليًا.
لا مصالحة بوجود عباس
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل رأى أنه "لا مصالحة" في ظل وجود رئيس السلطة محمود عباس، معتبرًا أنّه يسعى نحو "مخطط الانفصال" عن قطاع غزة والاكتفاء بدولة فيما تبقّى من الضفة الغربية المحتلّة.
وأضاف عوكل في حديث لوكالة "فلسطين الآن" أنه بهذه التصريحات فإن "المصالحة وصلت إلى طريق مسدود والآن ندخل في اشتباك ليس إعلاميًا فحسب بل في حالة عداء كبيرة، وسيتبعها إجراءات سواء كانت ستعمّق حالة الانقسام أو ستعمق المآسي التي يعاني منها الشعب الفلسطيني عامة".
وتابع قوله "عباس وبكل تأكيد سينفذ مثل هذه التهديدات، ما سيعمّق حالة الانقسام بين أطراف الشعب وسندخل في مآسي جديدة، وتدخلات دولية غير مناسبة للفلسطينيين".
ورأى عوكل أن المطلوب من حركة حماس "إعلان الاستعداد لتمكين الحكومة بالعقل السياسي المحنك صاحب التجربة".
وتابع مفسّرًا "حماس تستحوذ على كل عناصر القوة في قطاع غزة، فهناك ضمان بالحفاظ على حقها في حالة حضور الحكومة، أما الانتخابات فكيف ستحصل في حالة العداء؟ فمن سيتحمل نزاهة الانتخابات في الواقع القائم".
عباس "يؤزم" الوضع
في السياق، اتفق الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، مع سابقه عوكل، بأن قرار رئيس السلطة محمود عباس يؤكد سياسة الانفصال التي يسعى لها، ما سيزيد الحالة الفلسطينية تعقيدًا ويضيف عراقيل على مسار المصالحة.
واعتبر عبدو في تصريحات لوكالة "فلسطين الآن" أن مسلسل القرارات والعقوبات التي تستهدف قطاع غزة والتي كان آخرها إعلان قرار المحكمة الدستورية حلّ المجلس التشريعي بمثابة "قرارات مدانة فهذه قرارات ضد غزة ويحاول عباس نزع الشرعية عن القطاع".
وأكد "بأنه من غير المستبعد أن ينفذ عباس قراراته لأنه قام بالفعل بتمرير قرارات سابقة في منتهي الإجحاف أثرت على أهالي القطاع".
ورأى أن رئيس السلطة يستهدف كل مستويات الشعب في إجراءاته العقابية بحجة الضغط على حماس.
وتابع الكاتب والمحلل السياسي "عملياً لا يوجد خيارات أمام القوى في غزة عامة وحماس خاصة في مجابهة ووقف عباس من أجل وقف قرارته المجحفة، ويبقى مسلسل الإدانة والشجب والاستنكار".
يذكر أن عباس هدّد أمس خلال لقائه عددا من الصحفيين والمفكرين المصريين بالقاهرة بوقف صرف مخصصات قطاع غزة المالية التي تجبيها السلطة من الضرائب، موضحًا أنه "غير مستعد أن أدفع شهرياً هذه المبالغ، في حال لم يسيروا وينفذوا قرار إجراء الانتخابات بعد أن تم حل المجلس التشريعي".