26.62°القدس
25.91°رام الله
26.08°الخليل
26.37°غزة
26.62° القدس
رام الله25.91°
الخليل26.08°
غزة26.37°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

توتّر غزة.. عامل مهم في حسابات الناخب الإسرائيلي

عدنان ابو عامر
عدنان ابو عامر
عدنان أبو عامر

يؤكد التوتر الأمني الذي شهدته حدود غزة في الساعات الأخيرة بفعل القصف الإسرائيلي لمواقع المقاومة، أن الوضع الميداني فيها سيبقى في حالة مراوحة بين هدوء أمني مشوب بالحذر، وتصعيد تدريجي، دون استقراره على حال واحدة، إلى حين توجّه الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع في التاسع من أبريل القادم.

تدرك حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو الذي يصارع للفوز بولاية خامسة، أن هذه الأسابيع القادمة ستمتاز بحرج وحساسية فائضة لدى الناخبين الإسرائيليين، وسيكونون في حالة استجابة تلقائية لأي مزاودة انتخابية لخصوم حزب الليكود، مما سيجعله أكثر تصلّبًا مما سبق تجاه الفلسطينيين.

يرغب الإسرائيليون المتطلعون للبقاء في مقر الحكومة خلال الدورة الانتخابية القادمة، ببقاء الأوضاع الميدانية في غزة هادئة، وأن تبتعد الجبهة الجنوبية عن أي توترات أمنية، بالمحافظة على تحقيق التفاهمات القائمة مع مصر وقطر والأمم المتحدة، لكنها في الوقت ذاته قد تواجه صعوبة باستمرار ضخ الأموال القطرية التي تصل غزة عبر الحوالات الشهرية، التي تتزامن دفعتها السادسة في ذات اليوم الذي يذهب فيه الإسرائيليون لانتخاب ممثليهم في الكنيست، مما قد يشكل مادة دعائية دسمة لخصوم نتنياهو، الذي يتلمسون أي ثغرة ضده.

تزداد الحسابات مع مرور الوقت "حرجا" كلما اقتربنا من موعد الانتخابات الإسرائيلية، وفيما لا تريد الحكومة الإسرائيلية الظهور كما لو أنها خاضعة لمطالب حماس، واشتراطاتها، فإن الأمر قد يثقل كاهل المقاومة التي لا تريد في الوقت نفسه أن تظهر كما لو أنها ورقة انتخابية بيد نتنياهو، في وجه منافسيه وخصومه.

لا يبدو الأمر هيّناً أمام المقاومة في غزة لاتخاذ القرار المناسب بين هاتين المعادلتين، كما أن إسرائيل ذاتها تواجه ذات الصعوبة في المفاضلة بينهما، لأن كلا الطرفين يدركان تبعات أي قرار، وهما لا يريدان الذهاب إلى خيارات صعبة، قد تبدو في ظاهرها مساعدة لهما، أو لأي منهما، في حساباته الداخلية، لدى جمهوره ورأيه العام، لكنها ربما تأخذهما، رغماً عنهما، إلى زوايا ضيقة توصلهما إلى خط اللارجعة، وهذا محظور لا يجب أن يصله، أو يرغب به أحد، على الأقل فلسطينيّاً.

لا يستطيع كاتب السطور أن يضع خارطة طريق واضحة أمام صانع القرار في غزة، فالأمور متداخلة، والخيارات تأخذ بالضيق يوماً بعد يوم، لاسيما وأن ما يفصلنا على يوم الاستحقاق الانتخابي الإسرائيلي يقل عن تسعين يومًا، وبالتالي فإن تدحرج الأمور الميدانية في غزة نحو سيناريوهات ميدانية، قد تشكل للمقاومة والاحتلال، أو أحدهما، إما عاملًا إيجابيًّا أو سلبيًّا، وهو ما يتطلب التروّي في ترجيح أي منها، وإخضاعها لكثير من النقاش، وحساب جميع التبعات، فما زال في الأمر سعة!