في مشهدِ الحزنِ في أقصى شمالِ قطاع غزة، حيثُ بلدةُ بيت لاهيا، تشرقُ شمسُ الوداعِ على عائلاتها وشوارعها وأشجارها وتوتها الأحمر، بعدما غادرْ بنيانها اثنان عزيزان على قلوبِ أهلها الطيبين.
ظهر أمس الأحد، شيعت جماهيرٌ غفيرةٌ من أهالي البلدة، الحاج أبو أشرف رجب، الطيب والمعروف بالطيبة والأصالة المعهودة التي تشتهر بها "بيت لاهيا".
وكان من بين المشيعين الشاب الطيب الخلوف محمد الكسيح "رجب" (37 عامًا)، وهو أحد أقرباء المرحوم، حيث ساهم في تشييعه ومواراة جثمانه الطاهر التراب وعاد سريعًا لمساعدة إخوانه في تجهيز بيت العزاء.
وبينما هو متواجد في بيت العزاء، فارق الحياة سريعًا بجوار ربه، في صورةٍ أبكت الكثيرين من الحضور ومن وصله النبأ العظيم.
ومن الغريب أن يجهّز إنسانٌ بيت عزائه، حيث قرر أهل البلدة جعل العزاءين عزاءً واحدًا مشتركًا.