15.01°القدس
14.77°رام الله
13.86°الخليل
18.24°غزة
15.01° القدس
رام الله14.77°
الخليل13.86°
غزة18.24°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: الإبراهيمي بديلاً لأنان

الأخضر الإبراهيمي بديلاً أمميا لكوفي أنان. كوفي أنان أعلن عن فشل مهمته في سوريا بعد أشهر عديدة، سالت فيها دماء غزيرة. كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والدبلوماسي الدولي فشل في مهمته لسببين على الأقل: الأول له علاقة بالموقف الروسي الصيني الداعم للنظام والمعرقل الرئيس لخطوات مجلس الأمن. والثاني لعدم استجابة السلطات السورية الحقيقية لمبادئ مبادرته، واستمرار مسلسل القتل والقصف واستخدام الأسلحة الثقيلة في مهاجمة المدن والأرياف. الأخضر الإبراهيمي يأتي مبعوثًا دوليًا لمجلس الأمن يبحث عن سلام ضائع وعن فرص نجاح منعدمة، أو كالمنعدمة في بلاد الشام التي غرقت في الدم وأحاطت بها النيران والقذائف. الأخضر دبلوماسي جزائري يتقن العربية، ويجيد الدبلوماسية، ولكن خطته في النجاح كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا. والأخضر لن يجد في دمشق ماء أو دواء أو علاجًا، وستلاحقه عوامل فشل أنان في مهمته، ولكن ثمة سبب ثالث أنكى من السببين السابقين، وأعني به غياب الإرادة الأممية للدول الكبرى، وبالذات أمريكا وأوروبا بالتدخل لإنهاء الصراع، لأنه ثمة إستراتيجية انتهازية تحكم تصرف هذه الدول إزاء سوريا وثورتها بحكم الصراع العربي الإسرائيلي. وهذه الانتهازية تتمثل في رغبة مشتركة لديها بإيصال سوريا (كدولة-وشعب-وجيش-وثورة) إلى حالة الإنهاك الكامل، الذي يمنع القيام من جديد، وتتولد من خلال الإنهاك الذاتي للدولة والمجتمع عوائق جديدة تمنع قادة التغيير من تلبية مطالب الثورة فضلاً عن مطالب الشعب الحياتية اليومية. الغرب وأمريكا يقفون موقفًا مضادًا للنظام السوري، وفي نفس الوقت يقفون موقفًا مضادًا للثورة، وهم يتحدثون كلامًا كثيرًا على المستوى الإعلامي، ولكنهم يتلكؤون عن ترجمة بعض أقوالهم إلى أعمال حقيقية في الميدان، ويبدو أنهم استطاعوا التأثير على الموقف التركي، الذي تحدث عن دعم غير محدود للثورة، ولكنه فشل في تقديم شيء ملموس يسهم في تغيير المعادلة في الميدان. كيف سينجح الإبراهيمي فيما فشل فيه كوفي أنان في ظل مجتمع قرر أن يقف موقف المتفرج المتربص. سوريا مدمرة، سوريا المنهكة هو ما يريده المجتمع الدولي الذي فوض الإبراهيمي نيابة عنه تفويضًا كلاميًا أو تفويضًا شكليًا، بينما خطط الغرب وأمريكا لا تلتقي مع التفويض، والموقف الصيني والروسي موقف صادم لإرادة الشعوب. الأخضر الإبراهيمي أراد أن يبدأ بما بدأ به كوفي أنان بالحصول على تأييد الدول الكبرى لمهمته. الرجل حصل على تأييد شكلي ولغوي، ولكنه لن يظفر بترجمة حقيقية له في الميدان وسيواجه بمعدلات قتل يومية متزايدة بدأت تتجاوز المائة يوميًا، وسيواجه باستخدام مفرط للأسلحة الثقيلة في الهجوم على المدن، فكيف سيتصرف وهو لا يملك أدوات التصرف، وهل تغني اللغة الدبلوماسية والحصافة السياسية عن أدوات العمل وقوة القانون الدولي، وما يملكه الإبراهيمي من أوراق هي أقل مما كان يملكه كوفي أنان، لذا نقول إنه ثمة فرصة زمنية جديدة يعطيها المجتمع الدولي للدم السوري لكي ينزف وليست هناك فرصة معقولة للنجاح الإبراهيمي في وقف الدماء النازفة. سوريا لا تستحق هذا. سوريا تستحق وقفة عربية دولية حقيقية لوقف النزيف، ولوقف تحطيم الشعب والدولة.