28.33°القدس
27.9°رام الله
27.19°الخليل
29.8°غزة
28.33° القدس
رام الله27.9°
الخليل27.19°
غزة29.8°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

دخلت غزة عبر نفق

خبر: حاجة تسعينية.. تتمنى الموت في "سمسم"

كانت تجلسُ على أعتاب بيتها، تتذكر قصة غربتها،وبُعدها عن وطنها الأصلي سمسم الذي خرجت منهُ وهي عروسٌ صغيرة تنتظر الغد َ المشرق والجميل، لتصحو على كوابيسٍ ورعب وخوف، بفعل الهجمات الصهيونية على القرية. الحاجة "عزيزة أبو اللبن" جاوزت التسعين عاماً من العمر تروي لـ " [color=red]شبكة "فلسطين الآن"[/color]" حكاية الغربة الطويلة عن الوطن، ومن ثم الحنين للوطن والعودة إليه. [title]بلدتي سمسم[/title] تقول الحاجة عزيزة:" أتذكر عندما كنت صغيرة، وألعب بين الأشجار مع رفيقاتي وجيراني، كانت أياماً جميلة، عندما نجتمع في الأعراس، ونفرح جميعاً، ونبكي جميعاً، كانت قلوب الناس صافية، وكانت قلوبهم على بعض، لكن تغيرت وتبدلت الأحوال في هذه الأيام. تتنهد الحاجة ومن ثم تكمل حديثَها: "ولدت في سمسم، وتزوجت شاباً من قرية برير، وبفعل الهجمات الصهيونية ، هاجرنا بالقوة إلى معسكر جباليا وذلك في العام 1948م وكنت أبلغ من 26 عاماً حينها ، عندما احتل اليهود أرضنا وطردونا منها بالقوة، ولكن سيأتي يوم نعود إليها، وإن لم نعد نحن فسيعود أبناؤنا وأحفادنا". وتتابع فتقول:" ترملت هنا في معسكر جباليا وأنا عمري (30 عاما)، بعدما حملت بولد، أسميته مصباح، لعل الله يضيء لنا الطريق نحو النجاح والفلاح والتوفيق. [title]هجرة 1967م[/title] وتكمل قولها:" في العام 1967م، هاجم اليهود قطاع غزة، لنجد أنفسنا وسط القذائف والصواريخ، وكان الموت يحيط بنا من كل مكان، لأخرج مع ابني إلى الأردن، وبالتحديد إلى مخيم جرش". وتضيف الحاجة عزيزة: "وعندما وصلنا إلى مخيم جرش بالأردن، كان نوعاً من الاستقرار هناك، لأنها كانت منطقة بعيدة عن الحرب، عشنا هناك، وتأقلمنا مع الحياة في المخيم، وقمت بزيارة بيت الله الحرام، وتأدية فريضة الحج، ودعوتُ الله عز وجل أن يعيدنا إلى بلادنا سالمين غانمين، ولكننا كلنا شوق وحنين إلى بلادنا "سمسم" التي شُردنا منها بقوة السلاح والإرهاب. [title]شوق وحنين[/title] وتتابع الحاجة قائلة: "وقبل سنة من الآن، أحسست بالشوق الكبير إلى بلادي، إلى "سمسم" الحبيبة، اشتقت لأشتم تراب فلسطين، اشتقت إلى أشجار الليمون ذات الرائحة الجميلة، اشتقت لنخيل غزة، وسهولها الرائعة، اشتقت إلى أهلي وأحبابي، اشتقت لأن أموت في بلدي فلسطين، وكيف لا أشتاق إليها وأنا التي تنسمت عبير هوائها، وشربت من مائها العذب، ورضعت من أمي الفلسطينية لبن العزة والبطولة، والحنين إلى بلدي فلسطين".. وبإصرار وعزيمة كبيرين قالت الحاجة عزيزة: "حزمت أمتعتي أنا وابني مصباح، وكلنا أمل بالعودة إلى فلسطين، على أمل أن أعود إلى بلادي "سمسم" يوماً ما، وإن لم أعد على الأقل أن أُدفن هنا في غزة لأنها كلها فلسطين، ولكن الأجمل أن أُدفن في "سمسم" بلدي التي ولدت فيها وترعرت فيها، وحملني أبي الغالي فيها. [title]رحلة النفق[/title] وتتابع قصتها: "سافرت إلى مصر قادمة من الأردن مع ابني مصباح، وعندما وصلنا إلى الحدود الفلسطينية المصرية، كانت مشكلتنا في اجتياز الحدود إلى غزة، ومع الإصرار الكبير، قررت أنا وابني أن نخوض تجربة لأول مرة، ألا وهي اجتياز الحدود عبر الأنفاق، وبالفعل دخلنا أحد الأنفاق، قمت بالإمساك بحائط النفق، ظننته بالبداية حائط قوي ومتماسك، فانهالت علي بعض حبيبات من الرمال، فخفت بعض الشيء، خوفاً من انهيار النفق، ولكني واصلت طريقي إلى أن وصلت إلى غزة حالمة بالعودة الكبرى إلى "سمسم". وعن شهر رمضان وعلى الرغم من كبر سنها أكدت الحاجة عزيزة أنها مداومة على الصيام في شهر رمضان، وأنها تفطر مع أقاربها، وتعيد لهم الذكريات الجميلة. وتختم الحاجة "عزيزة أبو اللبن" قولها: "ها أنا عدت إلي بلدي فلسطين، وكلي شوق أن أعود إلى بلدي "سمسم"، وأتمنى الموت فيها،وإن لم أعد إليها فسيعود إليها الأبناء والأحفاد إن شاء الله". والجدير ذكره أن الملايين من الشعب الفلسطيني في الشتات ينتظر العودة إلى بلاده فلسطين التي هجر منها في العام 1948م بالقوة.