تعقيدات كثيرة, وتفاصيل دقيقة أكثر دقة من البكتيريا التي لا ترى إلا بالمجهر توضع أمامك إذا أردت أن تنجز معاملة ما, أو أن تتوجه بكتاب رسمي لمؤسسة ما, ولكي تحصل على غرضك يجب أن "تَكْرَهَ نَفْسَك" وأنت "تَلُفُّ حَوْلَ نَفْسِكَ", ستصعد عشرات الطوابق, وستنزل ضعفها, وستَصْطَف عشرات الطوابير, وعندما تسأل الموظف وراء "الكَاوْنْتَرْ" أو المكتب عن معاملتك يقول لك: "أريد تَوْقِيعْ مُدِير قسم البرامج النووية".... تَذْهَبْ تُوَقِّع ثُمَّ تَعُود, فيقول لك: "أُرِيدْ تَوْقِيعْ خَبير التجميل السوسيولوجي"... تذهب تُوَقِّع ثُمَّ تَعود, فيقول لك: "أريد توقيع زعيم الثورة الصينية".... أنت لا تتمالك نَفْسَك وقتها, فتقول له: "يا عمي ارْحَمْنِي, ارْحَمْنِي, اعْمَلِّيِ هالمُعَامَلَة وخَلِّصْنِي" ... يجيبك الموظف" إنْتَ بِدَكْ عنب ولا بِدَّكْ تْقَاتِل النَّاطور" ... تنظر إليه بلسان لاهِثٍ من كثرة النزول والصعود على المؤسسات الحكومية والبنوك وغيرها, وأرجلك مُلْتَوِيَة كقوس قزح من التعب وتقول له "يا عمي بدي المعاملة ... بس مش لازم أموت عشان أنجزها... لكي تفتح مشروعاً ما في نيوزيلندا تحتاج لساعتين من الوقت تنهي المعاملة بالكامل, ولكي تفتح مشروعاً ما في الإمارات لن تحتاج لأكثر من 6 ساعات لإنجاز المعاملة بالكامل, أما لدينا فلكي تنجز معاملة ما "إجازة, ورقة مستشفى, فحص بول, مرابحة بنكية, شراء سيارة, شراء طيارة....." تحتاج فعليا لتفكير طوال الليل, مع أربعين ورقة من تحويلات وتوقيعات وضمانات وبدائل, مع شريطان من " البارستامول", وجردل من المسبات والشتائم, وآلاف من الأوراق التي تحتاج لتوقيعها... ما علينا يا "أبو يزن" دع الخلق للخالق, وإلِّي بده الدَّحْ بِيْقُولِشْ أَحْ".....
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.