كان نجم المؤتمر بلا منازع، وبدا وكأن المؤتمر كله عقد لأجله، كان يتبختر كأنه الطاووس، وكان يطلق الضحكات كلما رأى عدسات المصورين تصوب نحوه.
إنه مؤتمر بنيامين نتنياهو بحق، ذلك الشخص الذي تحيطه تهم الفساد من كل جانب هناك أمام مواطنيه، لكنه في وارسو كان قبلة بعض الوزراء العرب، بل إن أحدهم تبرع له بميكرفونه ليكمل خطابه المسموم، وآخرون تحولقوا حوله على مائدة الطعام ليبثوا له همومهم!!
الرابح الوحيد في مؤتمر وارسو الذي حشدت له الولايات المتحدة العرب بالعصا والجزرة كان نتنياهو الذي استعرض عضلاته هناك، لكن همه الوحيد كانت ساحته الداخلية التي ينتظره فيها معركة انتخابية حامية ربما تطيح به.
لم يكن في وارد نتنياهو معركة العرب البؤساء الذين يحرضونه ليخوضها بدلا منهم أو على الأقل معهم، بل كان همه الرئيسي معركته التي يخوضها أمام خصومه وأمام الشرطة والقضاء في كيانه، وما يريده من العرب أن يساعدوه في تلك المعركة، وفي الحقيقة فهم لم يقصروا في ذلك كعادتهم مع الغرباء!!
عاد نتنياهو وفي جعبته الكثير من النجاح، فقد اخترق النظام الرسمي العربي، وحصل على تأكيدات رسمية بأن القضية الفلسطينية لم تعد هي الأولية لدى بعض العرب، وأنه وجد القاسم المشترك بينه وبين العرب بعيدا عن فلسطين وأهلها ومشاكلهم!!
عاد نتنياهو وقد وضع جدول أعمال العرب في الفترة القادمة: إيران ثم إيران ثم إيران!!