14.45°القدس
14.21°رام الله
13.3°الخليل
18.26°غزة
14.45° القدس
رام الله14.21°
الخليل13.3°
غزة18.26°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: الاختراق الإسرائيلي (2)

تكلمنا في حلقة سابقة عن هذا الموضوع؛ تعليقاً على أقوال نشرت في صحيفة عبرية، ونواصل في هذه الحلقة الكلام في هذا الموضوع الخطير. وقبل أن أواصل الحديث تعليقاً على مقال برئيل، وقفت اليوم وقت كتابة هذا المقال على مقال في مجلة الأهرام العربي العدد 804 كتبه هاني بدر الدين وعنوانه: دور إسرائيلي خفي في حادث رفح.. وألخص ما جاء في الكلام، وقد كنت كتبت ثاني أيام عملية سيناء مقالاً في "السبيل"، قلت فيه قريباً مما قال هذا المقال، ولكني ألخص ما جاء في المقال، قال: معسكر قوات حرس الحدود الذي تعرض لهجوم الإرهابيين يوم الأحد الدامي، كان قد سبق لي زيارته قبل فترة، ويرابط به عدد من أفراد وضباط حرس الحدود وهو أحد الأسلحة المتميزة في القوات المسلحة. وأفراد الموقع يلقون معاملة جيدة من أهالي رفح المصرية (هذا نصف الحقيقة ورفح الفلسطينية كذلك، وقد كانت غزة تمون الموقع وكل المواقع الحدودية المصرية مع رفح وقت الثورة وتعطل إمداد الدولة المصرية!) وهم ينظرون لهم نظرة إجلال واحترام، وأهالي سيناء كذلك، وخاصة بعد حرب أكتوبر. ثم قال: عملية رفح تتضمن اختلافاً كبيراً في نهج العمليات التي تشنها عناصر مسلحة على القوات المسلحة والشرطة في سيناء؛ حيث إن تلك الهجمات تركزت في السابق على استهداف الكمائن على الطرق، وبالتالي جاء هجوم الأحد الدامي في تطور وتصعيد جديد، حيث تمت مهاجمة معسكر للجيش بعدد كبير نسبياً من الأفراد بلغ 35 شخصاً. والسؤال الأهم في حادث رفح: من وراء ذلك الحادث؟ وما الفائدة التي سيحصل عليها؟ ثم أشار المقال إلى كلمة أدلى بها موسى أبو مرزوق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ألقت الضوء على أمر مهم لم يلتفت إليه البعض، بل الكثيرون. حيث قال أبو مرزوق: إن الحادث جاء قبله تسريبات إسرائيلية بانعدام الأمن في سيناء، والإنذار بهجوم وشيك على الحدود المصرية، ومطالبة المواطنين الإسرائيليين بعدم التوجه إلى سيناء ومغادرتها على الفور (كتبت هذا في مقال سابق). هي إشارات واضحة على أن هناك اختراقاً في تلك المجموعات التي نفذت الهجوم مع علم مسبق عند العدو الصهيوني (وهذا كذلك كتبته من قبل وعتبت على مصر لِمَ لَم تخترق تنظيمات هؤلاء كما فعل الصهاينة؟!) ثم قال المقال تحت عنوان فرعي: "تورط سابق في فلسطين"، قال: الدور الإسرائيلي ربما يكون هو حجر الزاوية في حادث رفح، حيث إن إدراك (إسرائيل) وتحذيرها المسبق من وقوع تلك العملية، يكشف عن معرفتها المسبقة بتفاصيلها. وهو ما يذكرنا بواقعة شهيرة -وهنا بيت القصيد أقول- وقعت خلال أواخر حياة عرفات، حيث أوعزت (إسرائيل) إلى بعض الفلسطينيين لتبني أفكار الجهاد والقاعدة، وبالفعل نجحت في ذلك وأمدتهم بالأموال والمساعدات اللوجستية، وحرضتهم على التخطيط لتنفيذ هجمات تحت راية القاعدة. (معلوم أن سوريا لها اختراق ضخم للقاعدة وإيران كذلك وعراق المالكي كذلك، وأمريكا بالطبع لتشويه صورة الجهاد، لقد أصبح اسم القاعدة ماركة تجارية تستخدمها كل أجهزة المخابرات المتورطة في الدماء العربية في العالم! فمتى يفيق النيام؟) ونواصل مع المقال، بعد ذكر اختراق تنظيم القاعدة من قبل (إسرائيل)، يقول: وهو المخطط الذي كشفته المخابرات الفلسطينية آنذاك تحت رئاسة أمين الهندي، حيث قام عملاء للمخابرات الإسرائيلية مستخدمين أسماء مستعارة، ومدعين أنهم مسلمون سلفيون، بتجنيد عدد من الفلسطينيين، ومدهم بالوثائق المزورة والأموال ليقوموا بتنفيذ عمليات تحت راية القاعدة، تستخدمها (إسرائيل) ذريعة للترويج لفكرة أنها تدافع عن نفسها ضد الإرهاب الفلسطيني. ووفقاً لنظرية "فتش عن المستفيد للوصول إلى الجاني"، فإن (إسرائيل) هي المستفيد الحقيقي من الحادث، لضرب أي تقارب بين مصر وغزة تحديداً، بعد الانفتاح الذي تم إثر وصول الرئيس مرسي لقصر الرئاسة الذي دخله قادة حماس لأول مرة (كتبت هذا من قبل عدا المعلومة الأخيرة) بعد سنوات طويلة من رفض مبارك لقاءهم؛ مما يبشر بحل مشكلات عديدة يعاني منها أهالي غزة وحل العديد من الملفات كالمصالحة الداخلية (التي كان مبارك يمنع حدوثها بالضغط على عباس) ومشكلات نقص الوقود والكهرباء. كما أن (إسرائيل) مستفيدة -أيضاً- من الحادث؛ حيث تسعى للتقرب من مصر بعد الثورة، وإظهار أن هناك احتياجاً لمصر بأن تظل على صلة قوية بـ(إسرائيل)؛ لمواجهة التطرف الإسلامي (يعني تقتل وتستفيد من قتله بدل أن تعاقب على قتله!) حيث حاولت "تل أبيب" بعد الثورة مد جسور العلاقة مع مصر، بعد رحيل مبارك الذي حافظ جيداً على المصالح الإسرائيلية، حتى وإن كان على حساب المصالح المصرية، كما ظهر في اتفاقية تصدير الغاز بثمن بخس (بالنص!) وتحت عنوان: "أسرار قبائل سيناء"، قال المقال: في يونيو 2011 (قبل سنة ونيف من الحادث الأليم اللئيم) كنت في جولة في سيناء شملت شمالها ووسطها وجنوبها (يبدو أن الصحفي صحفي و..) كانت تلك الجولة بصحبة بعض القيادات العسكرية المصرية، وخلال وجودنا في العريش، وقعت عملية مهاجمة أحد كمائن الشرطة؛ مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود. كان الحادث الذي تم تنفيذه بسهولة، ينم على ضعف إجراءات الأمن والاحتياطات الأمنية. وبعد الحادث وضعت عدة تقارير حول ضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات. ولكن للأسف باتت تلك التقارير حبيسة الأدراج(!!) بعدها بشهور قليلة، وبعد هجوم الملثمين على قسم العريش، بدأ الجيش المصري حملة واسعة في شمال سيناء وجنوبها؛ بهدف القضاء على المسلحين المتطرفين، ولكن بات واضحاً أن تلك الحملة لم تحقق أهدافها. وفي إحدى المرات، وبعد تنفيذ الشرطة لحملة موسعة في سيناء زرت أرض الفيروز، وكانت لنا عدة جولات بها، إحداها كانت بصحبة محافظ شمال سيناء والقيادات الأمنية والتنفيذية لوسط سيناء، خلالها تركت جلسة المحافظ مع الضيوف، وتجولت في المنطقة المحيطة، والتقيت عدداً من الأهالي، وجلست معهم أستمع لهم فأكدوا أن الأمن لم يعد لسيناء، فتلك الحملات تستهدف شخصيات بعينها، ولكن بعضها لا يكون على أي صلة بالأحداث الإرهابية، حيث يقوم المخبرون (عبارته هو المرشدون) بتقديم بلاغات كيدية ضد أشخاص ليس لهم صلة بالإرهاب، وتبدأ عملية ملاحقتهم، والضغط عليهم من خلال اعتقال ذويهم؛ لإجبارهم على تسليم أنفسهم. (يعني عملية مزدوجة تنقذ المطلوب للدولة وتورط البريء ليحول بدوره إلى إرهابي، وهذا في ظني شغل جهاز مبارك التابع للأعداء في تنظيف البلاد من الشرفاء والوطنيين فيتخلصون منهم بهذه الطريقة وينجو المجرمون، وتدور المجتمعات في الحلقة الجهنمية المفرغة ألا قاتلهم الله كيف يفسدون). أكد الأهالي كذلك أنه ما أن تنتهي زيارة المحافظ وقيادات الأمن حتى يتحول وسط سيناء إلى منطقة خارج سيطرة الدولة، حيث تسير السيارات دون لوحات وسائقوها معهم مختلف أنواع الأسلحة في وضح النهار. (هذا الفلتان الأمني مقصود!) كما أن المطاردين يتجولون بمنتهى الحرية دون أية ملاحقة مستغلين معرفتهم بالطرق ونقص الوجود الأمني في سيناء، خاصة وسط سيناء. (الآن تطالب (إسرائيل) بعودة القوات التي دخلت سيناء ليستمر الاختراق، ويستمر الفلتان وتستمر الحلقة إياها!). يتابع المقال: أكد الأهالي أن المطلوب ليس مجرد "مظاهرة أمنية"، وإنما إرسال حشود من القوات لسيناء لطمأنة الشعور الداخلي، وامتصاص موجة الغضب من نفوس المصريين؛ بسبب حادث رفح. وإنما المطلوب حملة حقيقية لتعقب أثر المتطرفين، وتقديمهم إلى العدالة للوقوف على كل التفاصيل ليس في حادث رفح فحسب، ولكن كل حوادث سيناء. من هنا، فإن الحملة التي ينفذها الجيش حالياً في سيناء قد تكون سيف البتر لرؤوس التطرف في سيناء. (لاحظ التزامن المريب لضربة رفح مع وصول الإسلاميين للرئاسة كما أصدر الظواهري تعليمات لمتشددي تونس بالثورة على جماعة الغنوشي الذين انحرفوا عن العقيدة –بزعمه– وهم من سكتوا طيلة عهد "شين العابثين". والأمر الأكثر أهمية، يقول المقال إن الجميع في مصر أدرك منذ شهور أنه لا بد من زيادة القوات المصرية في سيناء (هذه واحدة من "بركات| كامب ديفيد تفريغ سيناء ليعبث بها بنو إسرائيل!). ثم ختم مقاله بقوله: "يظهر مجدداً مدى الحاجة لتعديل اتفاقية كامب ديفيد بشكل يسمح بدخول مروحيات وتوفير الذخيرة (!) والمدرعات لتستطيع القوات الدفاع عن نفسها(!).. (أقول قبل التعديل معرفة الملاحق السرية وتنظيف فلول عهد مبارك وانتهاء الفلتان الذي يقوده الفلول)، والموضوع موصول.