على الرغم من تقدمه في السن وبلوغه العقد السابع، لا زال زكي أبو دغيم -أقدم حلاق فلسطيني في قطاع غزة- محافظا على زبائنه الذين تتنوع أعمارهم بين أطفال وشباب وشيوخ.
فمن مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، يخرج السبعيني "أبو دغيم" ترافقه كاميرا "فلسطين الآن" على درجاته الهوائية مصطحبا معدات الحلاقة الخاصة به، ليفتح "صالون الحلاقة" الذي يملكه بين أزقة المخيم.
ولا يحلو للأطفال والشباب من "زبائن المحل" إلا الجلوس مع "العم زكي" ليسمعوا حكايا على مدى 50 عاما أمتهن خلالها "الحلاقة".
ولا يحتاج الستيني "أبو إبراهيم" أكثر من اتصال هاتفي بـ"العم زكي"، حتى يستمتع بجلسة حلاقة خاصة اعتادها منذ سنين، فهو لا يقبل قص شعر رأسه أو لحيته بيدي حلاق آخر مهما كانت شهرته.
ورغم وجود أكثر من حلاق في محيط سكنه، فإنه يفضل الانتظار لعدة أيام حتى يأتي دوره لدى "العم زكي".
فـ"أبو إبراهيم" لا ينظر إلى الحلاقة باعتبارها مجرد قص أو تصفيف للشعر، لكنها جلسة للسمر والضحك وتبادل الحكايا التي لا تتوقف خلالها الضحكات وهو يستعيد مع حلاقه التقليدي ذكريات الزمن الجميل يتخللها احتساء "كوب من القهوة"، حيث البساطة التي كان الناس يتسمون بها، والعلاقات التي تغلب عليها المحبة لا المصالح.