تختلف أشكال شارة الكابتن وألوانها، ولكن مكانها يتوحد على ذراع أحد اللاعبين في الفريق أو المنتخب، كما أنها تشكل حلماً لكثير من اللاعبين، فصاحبها يحظى بامتيازات ربما تتجاوز عملية اجراء القرعة واختيار الملعب، إلى التدخل في صميم عمل المدربين أحيانا لا سيما ما يتعلق بتشكيلة الفريق.
وشارة الكابتن التي يعلقها اللاعب أعلى يده، تدل على أنه هو ربّان سفينة الفريق في الملعب حيث ينوب عن زملاءه في التحدث مع الحكم واعتلاء المنصة لاستلام أحد الكؤوس لحظة التتويج بإحدى البطولات.
واختلفت الآراء حول أحقية شارة الكابتن، ما بين تراكم الأقدمية وما بين قوة الشخصية فهناك من يرى ضرورة إتبّاع الأقدمية في منح شارة القيادة لأحد اللاعبين وفقاً لمبادئ النادي أو أرشيف الكابتن عبر تاريخه الطويل حيث تورث الشارة للأقدم فالأقدم.
ويرى البعض أن قوة الشخصية والقُدرة على التأثير داخل وخارج الملعب يفترض أن تكون هي المعايير التي يتم بموجبها منح الشارة لأحد اللاعبين بعيداً عن نظام الأقدمية أو تاريخ الانضمام للفريق لأن قانون الأقدمية لا يُحقق غاية التأثير المطلوبة.
ويُفترض بمن يحمل شارة الكابتن أن يحظى بقدرات قيادية، ونضج في طريقة تفكيره وقوة في شخصيته، وبراعة في التعامل مع زملائه، واتقان دور الوسيط بين الادارة والمدربين واللاعبين.
وفي سياق هذه الكلمات يعتبر بعض اللاعبين والمدربين في غزة، شارة القيادة بأنها حمل كبير، داخل وخارج أرضية الملعب.
الأقدمية وقوة الشخصية
ويري الكابتن جهاد السدودي المدير الفني لنادي الجلاء أحد أندية الدرجة الأولى أثناء حديثه لوكالة "فلسطين الآن"، بأن صاحب شارة القيادة يجب أن يتمتع بصفات كثيرة، أهمها أن يكون قدوة بالأخلاق وقيادي وابداعي واستباقي وعلى درجة عالية من الوعي التكتيكي لتطبيق تعليمات المدرب داخل الملعب وأن يملك محبة وثقة الجميع والقدرة على التأثير فيهم.
ويقول السدودي بأن لشارة القيادة أهمية كبيرة لدى حاملها، مبيناً بأنه لا يكون في راحة كبيرة إذا جهل معنى وواجبات شارة القيادة.
وعن رؤيته في منح شارة القيادة للأقدمية أو قوة الشخصية، يوضح السدودي بأن الأقدمية لا تفرز دائماً قائد جيد للفريق، فيجب أن تكون أقدمية ممزوجة بصفات خاصة لقيادة الفريق في داخل الملعب وخارجه.
وأشار السدودي إلى أن سلبيات حمل قيادة الكابتن تتعدد في عدة أمور، ومن أهمها تحمل مسئولية اللاعبين وهمومهم داخل وخارج الملعب، وعدم النظر لأي شيء يخصه والوقوع في حرج كبير مع الجهاز الفني والإداري في حالات اختلاف وجهات النظر مع أحد اللاعبين.
وبيّن السدودي بأن اللاعب يجب أن يتمتع بإيجابيات كثيرة، موضحاً بان يكون على علاقة جيدة مع الجميع، ويكون صوت مسموع من جميع عناصر الفريق، خاصة في الأمور الإدارية والأمور الخاصة باللاعبين.
وطالب السدودي كل من يحمل شارة القيادة، بأن يتحلى بالأخلاق وأن يكون قدوة حسنة تميزه عن باقي زملائه، وأن يكون ملتزماً ومنضبطاً داخل وخارج الملعب، واحترام جميع عناصر اللعبة من حكام وجماهير واعلام ومنافسين.
وشدد السدودي على أن يعامل حامل الشارة الجميع بنفس المعاملة، وأن يكون عامل جمع وليس تفرقة، ويحاول تحفيز اللاعبين وحل مشاكلهم بوعي وحكمة، ليخدم مصالح وأهداف المؤسسة، موضحاً بأن يطبق الكابتن كافة اللوائح والأنظمة عليه، حتى يُجبر الجميع على الالتزام والانضباط.
مسؤولية كبيرة
بدوره اعتبر محمود فحجان كابتن فريق خدمات خانيونس، الذي يلعب في دوري الدرجة الممتازة في حديثه لوكالة "فلسطين الآن"، بأن شارة الكابتن مسؤولية كبيرة، لا يمكن لجميع حامليها أن يكونوا على قدر تحملها.
وبيّن فحجان بأن صاحب هذه الشارة يجب، أن يكون محبوباً من اللاعبين والجماهير، وأن يكون على ثقة كبيرة مع إدارة ناديه، للوصول إلى أهداف المؤسسة التي تعتبره قائد الحملة التي يخوضها النادي من أجل الوصول لهدف معين.
وأضاف "حامل شارة القيادة يجب أن يكون قادر علي السيطرة على اللاعبين وانفعالاتهم داخل وخارج أرضية الملعب، وأن يكون مثالاً للأخلاق ويستطيع التحكم بانفعالاته لأن الجميع ينظر اليه.
وأوضح فحجان بأن حامل الشارة لا يكون مرتاح في حملها، لأنها ثقيلة لجلبها بعض الخلافات مع خصوم والحكام وتقع على عاتقه أعباء كبيرة.
وأشار فحجان إلى أن قيادة الفرق في دوري غزة، لا تعتبر قيادة لأنها غير واضحة المعالم، فالجميع يحاول أن يكون قائد، وبعض اللاعبين يتجاهلون كلام الكابتن الذي قد تؤثر على شخصيته في الملعب.
وأكد فحجان بأن ناديه يعتمد في منح الشارة على الأقدمية، تكريماً للاعب وجهوده الكبيرة في خدمة ناديه طوال فترة اللعب.
وطالب فحجان جميع كباتن فرق دوري قطاع غزة، بِحَث لاعبيهم على الاحترام المتبادل، وعدم توثير الأجواء والعمل علي تقبل الهزيمة وبث روح الطمأنينة في نفوس المشجعين.
راحة غائبة
واعتبر أحمد ظهير حارس مرمي خدمات رفح في حديثه لوكالة "فلسطين الآن"، أن حمل شارة القيادة ضغط متفاوت على حاملها داخل وخارج الملعب وتحتاج إلى جهد كبير وخاصة في دوري القطاع.
وأكد ظهير أن عدم تحمل حامل شارة القيادة للمسؤولية، سيؤدي على تفريق الفريق، وإحداث مشاكل، الأمر الذي سيؤثر بالسلب على الفريق في المسابقات التي يشارك فيها.
وأشار إلى أن عامل الإيجابية في حمل شارة القيادة، هو القدرة على السيطرة على اللاعبين خارج وداخل الملعب، إضافة لتجميع اللاعبين وحل مشاكلهم مع إدارة النادي أو الفريق.
وشدد ظهير بأن حامل الشارة، لا يكون في راحة تامة، نظراً لمتابعة أمور الفريق داخل وخارج الملعب، وخاصة في أثناء المنافسة على البطولات المحلية.
وأوضح ظهير بأن القائد، يجب أن يكون ذو خبرة وشخصية مميزة، وأن يكون على علم بأمور النادي، والقدرة على التأثير على الفريق، والتعامل بحكمة، إضافة لشحن جميع اللاعبين داخل الملعب بالطاقة الإيجابية قبل أي لقاء مهم.