20.57°القدس
20.33°رام الله
19.42°الخليل
22.82°غزة
20.57° القدس
رام الله20.33°
الخليل19.42°
غزة22.82°
الخميس 06 نوفمبر 2025
4.24جنيه إسترليني
4.59دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.74يورو
3.25دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.24
دينار أردني4.59
جنيه مصري0.07
يورو3.74
دولار أمريكي3.25

نظراً لقلة المساحة

خبر: صيادو غزة .. لقمة عيش مغموسة بالدم

بحر قطاع غزة الذي يمتد من رفح جنوباً إلى بيت لاهيا شمالاً كان بوابة رزق أساسي لآلاف الصيادين في القطاع وبالرغم من الانسحاب الصهيوني من غزة عام 2005 إلا أن السيطرة الأمنية والعسكرية عليه لم تنهِ. فمنذ سنوات عدة تقوم البحرية الصهيونية ببوارجها وزوارقها القتالية المنتشرة في بحر غزة بمنع الصيادين من الدخول في عرض البحر سوى لمسافات قصيرة أدى إلى تكليف الصيادين الكثير. فالصياد محمد سحويل "30 عاماً" وعلى مركبته التي استضاف عليها مراسل موقع "[color=red]فلسطين الآن[/color]" والتي تبعد عن شاطئ غزة ثلاثة كيلو مترات يرمي شباكه في البحر علَّ سمكة ضالة تعلق فيها، يقول وقطرات العرق تقطر من جبينه إن قوات الاحتلال تمنعنا من الصيد لمسافة تتجاوز ثلاثة أميال ومن يحاول أن يتجاوز تلك المساحة المسموح بالصيد فيها يتم إطلاق النار عليه. ويتابع سحويل "المهنة التي كنا نعتبرها سياحة ومتعة كبيرة ونلتقط منها رزقنا أصبحت الآن مغامرة ومكابدة ومصارعة لموت أصبح بالنسبة لنا على مرمى حجر..."، مضيفاً: جلُّ الأسماك تتوافر على مسافة سبعة أميال وأكثر ومن يحاول الوصول إليها يكون مصيره إما الموت أو الإصابة والاعتقال في أحسن الأحوال. [title]اتفاقيات مذلة كبلتهم[/title] وقلّصت قوات الاحتلال الصهيوني المسافة المسموح للصيادين الفلسطينيين التحرك فيها من عشرين ميلاً بحرياً وفق اتفاقيات "أوسلو" إلى ثلاثة أميال بحرية، لا تترك فيها زوارق البحرية الصهيونية ذات الإمكانيات التسليحية المتطورة هامشاً من الحركة لقوارب الصيد الفلسطينية المتهالكة من القِدَم. وتنص اتفاقية "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل" في المادة "11" على تقسيم شاطئ بحر قطاع غزة الذي يبلغ طوله 42 كم إلى ثلاث مناطق "K.M.L" فالمنطقة "k" تمتد إلى 20 ميل في شمال غزة إلى 1.5 ميل اتساعاً للجنوب، والمنطقة "m" تمتد من 20 ميلا في جنوب بحر غزة إلى 1 ميل اتساعاً من مياه مصر، أما المنطقة " "Lتمتد إلى 20 ميلا من الشاطئ. ولم يكن حال الصياد محمد البردويل "54 عاماً" بأحسن حال من سحويل حيث يقول إن عمليات الملاحقات والمطاردة وإطلاق النار من قبل قوات البحرية الصهيونية :"تتم داخل وخارج المنطقة المسموح للصيادين الصيد فيها"، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الصيادين استشهدوا وأصيبوا واعتقلوا بلا ذنب اقترفوه إلى أنهم يبحثون عن رزقهم ورزق أبنائهم. أما "محمود السوري" (40 عاماً) فيقول وهو على متن قاربه الصغير المتهالك ماسكاً سنارته يغزل شبكته الوحيدة التي قطعتها القوات البحرية الصهيونية، إن قوات الاحتلال تتفنن في إذلال الصيادين ومساومتهم على لقمت عيشهم "وتتلذذ في إطلاق النار علينا بسبب أو بدون سبب". وبيّن السوري أن الأمور تزداد سوءً مع مرور الأيام ففي الأشهر الأخيرة تنوعت الممارسات الصهيونية بالإذلال والتنكيل بالصيادين وإطلاق النار باتجاههم والملاحقة والاختطاف، وتقطيع وإتلاف أدوات وشباك الصيد، وإغراق المراكب أو احتجازها، وفرض الغرامات الباهظة عليهم دون مبرر. [title]حصار بحري[/title] من جهته قال "نزار عياش" نقيب الصيادين في قطاع غزة: :"إن كمية الأسماك التي تقع في شباك الصياديين لا تتجاوز النصف طن يومياً، بعد أن كانت الشباك تجمع عشرة أطنان من السمك قبل عشر سنوات، وهي كمية لا يكفي ثمنها نصف سعر الوقود المستخدم من القوارب في الصيد. وأوضح أن الصيادين يعانون من تردي الوضع الاقتصادي الفلسطيني العام، وانعكاسه الكبير عليهم، إذ بات أكثر من 95% من الصيادين يعيشون تحت خط الفقر بعدما تقلص عملهم إلى نسبة قليلة جداً نتيجة المضايقات الصهيونية. وأشار إلى أن جميع عمليات الصيد في بحر غزة تشهد تراجعاً واضحاً بسبب التهديدات الصهيونية وإطلاق الزوارق الحربية النار والقذائف باتجاههم، لافتاً إلى أن مضايقات سلاح البحرية الصهيونية للصيادين تزداد يوماً بعد يوم. وأوضح أن الجنود يقومون باعتقال الصيادين في عمق البحر، وإصدار الأوامر لهم تحت التهديد السلاح بخلع ملابسهم والقفز إلى مياه البحر الباردة بملابسهم الداخلية فقط والسباحة لغاية الزوارق الصهيونية ليتم اعتقالهم ونقلهم إلى ميناء أسدود للتحقيق معهم، ومن ثم احتجازهم لساعات طويلة وأحياناً لأيام، قبل أن يقوموا بإعادتهم إلى زوارقهم وحسكاتهم في قلب البحر. وأضاف أن نحو (3000 ) صياد ومساعديهم يعيلون قرابة (30000) فرد أصبحوا الآن دون معيل، في أطول فترة إغلاق تمر على صيادي القطاع حتى الآن، مطالباً ببلورة برنامج لدعم وتعويض الصيادين أسوة بالقطاعات الأخرى، واصفاً ما يقوم به الاحتلال بعملية قرصنه تستهدف مقدرات الشعب وحقوقه المشروعة. وبلغ عدد الشهداء من الصيادين منذ انسحاب الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة ستة صيادين، ثلاثة منهم في رفح وثلاثة في غزة، كما أصيب واختطف العشرات منهم، في حين أنه ومنذ احتلال القطاع سنة 1967 وإلى سنة 2005، استشهد صياد واحد فقط. [title]تجنيد للعملاء[/title] وبسبب العجز الصهيوني وتراجع إسقاط عملاء جدد من قطاع غزة في شباك الموساد بعد الانسحاب الصهيوني من القطاع وتجفيف منابع العمالة من قبل الحكومة الفلسطينية، صعّد الاحتلال الصهيوني في الآونة الأخيرة من اعتقال صائدي الأسماك في قطاع غزة، وكثّف "الشاباك" من عملية حجزهم واستجوابهم داخل البحر، وذلك لمحاولة تجنيد أكبر عدد منهم ليكونوا عملاء لديه بعد فشل العديد من وسائل التجنيد التي كان يستعملها. وأخذت الانتهاكات الصهيونية في الآونة الأخيرة اتجاهًا تصعيديًّا ضد الصيادين، لمنعهم من ممارسة مهنتهم وفرض مساحة لا تتجاوز الثلاثة أميال للصيد وسط اعتداءات يومية. ويرى محللون سياسيون وأمنيون أنّ الأمر يتعدى تلك الأمور، معتقدين أن الكيان الصهيوني يسعى بشكل مباشر لتقوية نفوذه وقدرته البحرية والعسكرية، وذلك من خلال وجوده العسكري والأمني ورصد الأنشطة "المعادية" له. وذكر المتخصصون أن أجهزة المخابرات الصهيونية تقوم باقتياد الصيادين والتحقيق معهم واعتقالهم كل فترة وأخرى، لعرض عدة تسهيلات عليهم خلال عملهم في البحر، والسماح لهم بالاصطياد داخل المناطق المحظورة عليهم، والتي يتجمع فيها السمك، مقابل الموافقة على الإمداد بالمعلومات الاستخبارية، ويحاول جهاز "الشاباك" إقناعهم بذلك عن طريق إغرائهم بالأموال مقابل أي معلومات. وبينّ المحللون أن ضباط المخابرات يعرضون مرارًا وتكرارًا على الصيادين التعاون أو التخابر، مقابل تقديم وعود بالسماح لهم بالصيد في المناطق الثرية بالأسماك، موضحًا أن محاولات المخابرات تزداد في مواسم الصيد.