احتضنت القرية الذكية الواقعة على الطريق الصحراوي الرابط بين العاصمة المصرية القاهرة ومدينة الإسكندرية شمالًا السبت الماضي الدورة الخامسة لمعرض القاهرة للصناع المسمى "Maker Faire Cairo" المخصص للصناعات اليدوية بجميع المجالات، وشارك فيه أكثر من أربعمئة من العارضين وبائعي المنتجات.
وتتجمع هنا شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمؤسسات الحكومية المرتبطة بهذه الصناعات للاحتفاء بالفنون والحرف ومشروعات العلوم القائمة على ثقافة "اصنعها بنفسك" ويحضره سنويا أكثر من عشرة آلاف شخص.
وبدأ تنظيم المعرض سنة 2009 بالمملكة المتحدة، ثم انتقل عام 2010 إلى كندا، وإلى الولايات المتحدة عام 2011 قبل أن تشهده القاهرة عام 2015 ويصير الأكبر بالوطن العربي.
ويقول المنظمون إن المعرض ضم سنة 2015 ثلاث مناطق رئيسية مخصصة تباعا للعرض وللمتحدثين خلال المؤتمر وللأنشطة والمسابقات التي يسمح للحضور بالاشتراك فيها.
معروضات متنوعة
يهدف المعرض حسب منظميه لإبراز تزايد أفراد مجتمع التصنيع الشخصي بمصر من الهواة والطلاب الذين ينفذون مشروعات تخرجهم في مجالات الإلكترونيات والشركات الناشئة برعاية السفارة الأميركية في القاهرة وبعض شركات الاتصالات.
ولا يقتصر الزائر على التعرف على المعروضات اليدوية التقليدية عن طريق الحياكة واللوحات الزيتية، ولكنه يطلع أيضًا على بعض معروضات غير عادية تتمثل في مجسمات فريدة وشخصيات كرتونية تعود إلى فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
ويملك أحد زوار المعرض مصطفى يحيى منذ 25 عامًا هواية صنع مجسمات شخصياته المفضلة، وحاول منذ كان طفلًا استطلاع الأمر ببعض الورق والمجسمات المصنوعة سلفًا والألوان، لكن الآن اختلف الأمر لأن جميع الشخصيات مصنوعة من البلاستيك أو الصلصال الحراري أو عجينة السراميك والقماش.
ولاقت المسابقات بين العارضين الرواج الأكبر بعد أن تنافسوا المشاركين فيها على تنفيذ طابعة ثلاثية الأبعاد في أسرع وقت بين أربع فرق مختلفة من الشباب تستعين بطلاب في التكنولوجيات الحديثة الذين قرروا تجميع ألعاب إلكترونية من سنة 1989 إلى 2001.
جنسيات مختلفة
لا تقتصر أماكن العرض على المصريين فقط، بل شارك فيها أشخاص من جنسيات أخرى على غرار الأميركي بن الذي وجهت إليه الدعوة عبر سفارة بلاده باعتباره أحد الذين تستهويهم الأعمال اليدوية.
وألهمت الحضارة المصرية بن، وظهر ذلك على معروضاته من خلال الشرائط اللاصقة لبرج القاهرة وآلهة الفراعنة أمثال تحوت وحورس وأنوبيس، ويأمل في زيارة القاهرة مجددا بعد عودته عقب نهاية المعرض.
وفي المقابل، يمثل الترفيه جانبًا مهمًا من جوانب المعرض ويستوجب على الزائر الذي يزور منطقة الترفيه تحويل نقوده الحقيقية إلى عملات معدنية أو عملات خاصة لاستخدامها في شراء وجبات الطعام أو التنزه أو التقاط الصور مع الشخصيات الكارتونية التي جسدها بعض الحضور.
