8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
15.18°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة15.18°
الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
4.62جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.83يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.62
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.83
دولار أمريكي3.65

حارتنا

قلوب الضفة النابضة

0
جمانة جمال

لم تكن عملية سلفيت الأولى ولن تكون الأخيرة، بما أن قلب الضفة ينبض بالحياة وطلب الحرية من اشرف نعالوة وصالح البرغوثي وغيرهم الكثير من الشهداء إلى عمر أبو ليلى، نهج واحد وقلب واحد والهدف واحد.

تخطيط فردي تاركا وراءه مستقبلا خطط له منذ الصغر ودموع والديه وإخوته ومكانا فارغا في البيت الا انه لم يخف من الموت بل انقض عليه كأسد متوثب سينير اقدامه طريق الكثيرين من بعده.

انقض على عدوه، استولى على سلاحه.. طعنه ثم أطلق النار على آخر .. قبل ان يتوجه إلى قطعان من الجنود ويطلق النار عليهم، مربكا العدو وتاركا وراءه القتلى والجرحى والهاربين أكثر، تخيلوا ماذا قال له جنود الاحتلال وهو يوجه سلاحهم اليهم، هل توسلوا إليه أن يتركهم وشانهم؟ هل بكوا خوفا وذعرا؟

شاب لم يكمل العشرين من عمره أربك دولة مزعومة، فكيف لو كانت مجموعة من الشباب ربما رأينا نتنياهو يستقل اول طائرة باحثا له عن ملجأ او مأوى!

قلوب ملأها الإيمان لم تعرف الخوف عاشت أيامها الأخيرة، وهي تخطط للعملية وربما استعانت بفيديوهات العمليات السابقة لشهداء الضفة، ورضي بالشهادة من اجل تطهير المسجد الأقصى من دنس الصهاينة.

ومن عملية قتل الجنود الى عملية إلقاء القبض على الاسد الهصور، والتي  استمرت لثلاثة ساعات وهو متحصن داخل منزل ومع كل طلقة كان يطلقها يصرخ في وجه المحتل «الله اكبر» وهذا دليل على ضعف المحتل.. شاب مقاوم لوحده، دون دعم او اسناد من احد..لا يملك سوى سلاح استولى عليه من احد الجنود، يستغرق حسم الموقف معه والسيطرة عليه وقتله، من قبل كتيبة مدربة ومزودة بأحدث الاسلحة ثلاث ساعات كاملة!

هذه الساعات الثلاث التي كانت تشهد إطلاق عيارات نارية مدوية في رام الله مركز السلطة الفلسطينية لم تكن كافية لنرى اي رجل امن من كادر السلطة الامني يهرع ليدافع عن الشهيد، او يقدم له العون، لقد اختفوا جميعا.. وكأن الارض انشقت وابتلعتهم فلم يطل احد منهم من مخبئه، ولو من اجل التعرف على ما يحدث.. وهم على بعد امتار من مكمن الشهيد .. وعلى علم تام بأن كتيبة من جيش الاحتلال بكامل سلاحها تشتبك مع البطل الفلسطيني ابو ليلى.

عمر ابو ليلى يذكرنا بالشهيد مهند الحلبي الذي انقض على جندي، واستولى على سلاحه واطلق النار على الجنود.. الفرق بسيط مهند استشهد في مكان العملية وعمر استطاع ان ينسحب بهدوء محدثا ارباكا للدولة المزعومة، ولولا الأيدي السوداء والقلوب السوداء لما استطاع الاحتلال الوصول اليه.

واخيرا من المناسب ان يدرس ابناء الشعب الفلسطيني مع دراستهم خطط خالد بن الوليد في الكر والفر كيف استطاع ابو ليلى ان ينتصر على جيش والانسحاب بأقل الخسائر، لقد حان الوقت ان تدرس العمليات الاستشهادية التي تنفض عن الضفة ما علق بها من غبار اوسلو، وتعيد الى وجهها الجميل بهاء الشهادة ومجد الشهداء.