10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
14.89°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة14.89°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: نظام ظالم

الرئيس محمد مرسي يضع مصر على بداية الطريق لاستعادة دورها الريادي والقائد على مستوى السياسة الخارجية. مرسي يقول وبصوت واضح وقوي أمام قادة مؤتمر عدم الانحياز، وفي طهران: "النظام السوري ظالم". مرسي أيد وبوضوح الثورة السورية وربط بين الثورة السورية والثورة التونسية، والليبية، والمصرية. الوضوح في الكلمة المصرية أزعج الوفد السوري فبادر بالانسحاب من قاعة المؤتمر، واتهم الإعلام السوري مرسي بأنه يحرض على القتل؟!!. ما قاله الرئيس محمد مرسي هو الحد الأدنى في الوصف وتحديد الموقف الذي يعبر عن الشعب المصري وما كان لمرسي أن يقول شيئًا أقل من ذلك، مرسي يقود ثورة، ويرأس عهدًا جديدًا، وأمامه معطيات تقول إن في سوريا الآن (25 ألف قتيل سوري) و(250 ألف مصاب) و(300 ألف) لاجئ سوري تركوا بلادهم وفروا بأرواحهم إلى خارج حدود وطنهم. ومازال القصف يتواصل، ومازالت الدماء تنزف، وأمام هذه المعطيات وخذلان المجتمع الولي ما كان لمرسي أن يتجاوز الحديث عن الأزمة السورية كما تجاوز عنها أحمدي نجاد وغيره، وقد اتخذ مرسي لغة واضحة معبرة، ولا تخلو من الدبلوماسية أيضًا. بان كي مون يقود المنظمة الدولية ذات المسئولية الأولى عما يجري في سوريا. بان كي مون اختفى خلف دبلوماسية باردة جدًا فقال: "أدعو الأنظمة للإصغاء إلى شعوبها". هذا قول هو دون المنصب، وأقل من الواجب والمسئولية. بان كي مون يعبر بالدرجة الأولى عن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. وهؤلاء الأعضاء خذلوا المجتمع السوري، مع اختلاف في النسبة بين روسيا وغيرها، هؤلاء لا يعملون ما فيه الكفاية بحسب القانون الدولي لحماية المدنيين من القتل. نعم مؤتمر عدم الانحياز في طهران كشف عن ثلاثة مواقف: الأول موقف مصر، والثاني موقف بان كي مون، والثالث موقف إيران الصامت. موقف مصر بقيادة مرسي كان الأهم في نظر المراقبين، الاهتمام بالدور المصري يستمد الإثارة من دور مصر الإقليمي المتوقع، ومن شخصية مرسي نفسه وانتمائه إلى الإخوان المسلمين. الموقف المصري يريح الضمير المصري، ويريح الضمير السوري الوطني، وتتلقاه السعودية وغيرها بسعادة. الموقف المصري من الأزمات الإقليمية لا يقف عند كلمات وصفية من على منصة المؤتمرات، بل يجدر أن نتابع ترجماته العملية في الميدان. وأحسب أن العالم كله يجمع الآن على وصف النظام السوري بالظالم. وهذا الإجماع يحتاج من العالم عملاً مشتركًا لوقف الظلم الممتد، والمتصاعد. مسئولية وقف الظلم هي مسئولية قادة النظام العربي والإسلامي قبل غيرهم، ولا أظن أن القادة العرب والمسلمين قد قاموا بالحد الأدنى من المسئولية التي يجب أن يقوموا بها. ولا يجوز لهم الاختفاء خلف أمريكا وفرنسا وغيرهما.