جميل أنت يا نور القمر، وتكون أجمل عندما ترخي بنورك على سطح البحر في بقعة ضوء وسط العتمة ، استمتع وأنا أنظر إلي تلك البقعة من الضوء ولا اكترث كثيرا بحجم الظلمة من حول تلك البقعة من النور، هذا هو الأمل الذي نتطلع إليه رسمته بقعة النور والتي نعمل على اتساعها بروح التفاؤل على أمل أن يصحو الناس على الأمل بأن الخير لن ينقطع وان تنميته ممكنة فلا مستحيل ، إذا كان هناك عمل وجد وإيمان بإمكانية نشر مزيد من بقع النور. هذا حديث النفس مع القمر ساعة الفجر ، كلمت فيه نفسي علَ القمر يسمعني أو يلتفت نحوي ، كررت حديثي أياما وأنا في طريقي لصلاة الفجر، ولكن دون جدوى ، قلت في نفسي علً القمر لم يسمعني أو مشغول في التفكير مثلي ، كنت أخشى أن يعلو صوتي ، فمن حولي الصمت شديد إلا من بعض الخطى التي يحدثها قليل من المصلين المتوجهين نحو المسجد لصلاة الفجر ، خشيت أن أزعج النائمين في مضاجعهم إن ناديت على القمر، أو يعتقد بعض من يسمعني أنني فقدت شيئا من عقلي، ويقولون أتحدث القمر؟! نعم سأحدث القمر إن لم يستجب لهمسي ورسائلي ، سأحدثه، سيستمع لي ، لن يتركني دون جواب . تجرأت في اليوم التالي للأيام التي سبقته وأرسلت له رسالة بلغة يفهمها ، ولا تلفت الانتباه، لأننا فيما بيننا لغة خاصة لا يعرفها العامة ، التقط القمر الرسالة ، ونظر نحو مبتسما مبديا أسفا على عدم الانتباه في الأيام الماضية ، لأنه كان منشغلا ، فسألت أتنشغل كما ننشغل؟! ، قال :نعم، ولما لا ، لي أحاسيس ولي قلب يخفق ، نعم أكيد ، وإلا كيف نفهم على بعضنا البعض ، واصل القمر الحديث وواصلت الاستماع حتى عرفت أن ما كان يشغله يشغلنا ، ابتسمت ، فقال: علامك تبتسم؟ ، قلت: ما شغلك شغلني ، اتساع دائرة الضوء ، اليس كذلك؟، نعم اتساع دائرة الضوء ، ولما لا ، فالضوء هو الأمل والأمل أكسير الحياة. قلت : يا قمر هل اتساع دائرة الضوء ممكن؟ ، فرد مسرعا وهل ينقطع الأمل؟ ، اتساع دائرة الضوء ممكن؛ ولكنه بحاجة إلى إرادة ، والإرادة بحاجة إلى عمل ، والعمل بحاجة إلى التعاون، فوحدي لا استطيع ، وإن استطعت سأكون بطيء، قلت : وما العمل ؟، صمت القمر قليلا وابتسم ، عندها ابتسمت وإذا بالمؤذن يقيم الصلاة ، فقلت للقمر سلاما ونلتقي، سلاما ونلتقي.