نشر موقع "بي بي سي نيوز" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن الدلائل السبعة التي تشير إلى أن العالم غير مصمم للنساء.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن قرار إلغاء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أول رحلة سير إلى الفضاء كانت مخصصة لرائدتي فضاء بسبب مقاس البدلات، قد أثار مؤخرا جدلا واسعا حول المكانة التي تحظى بها المرأة.
وحيال هذا الشأن، صرحت كارولين كريادو بيريز، الصحفية ومؤلفة كتاب "النساء غير المرئيات: فضح تحيّز البيانات في عالم مُصمّم للرجال"، بأن هذه الحادثة لم تثر دهشتها على الإطلاق، فقائمة مظاهر التحيّز ضد المرأة طويلة وتشمل العديد من مجالات الحياة، مما يثبت فرضيتها بأن هذا العالم مُصمّم للرجال فحسب.
وذكر الموقع أن خبر إلغاء وكالة ناسا لأوّل رحلة سير فضائية كانت مبرمجة لرائدتين بسبب بدلة فضاء متوسطة الحجم، قد أثار موجة غضب عارمة على تويتر.
من جهتها، أوضحت الوكالة أن رائدة الفضاء آن ماكلين قد أدركت بشكل متأخر أن مقاس المتوسط للبدلة يناسبها بشكل أفضل من المقاس الكبير الذي كانت تستخدمه في السابق. وجاء قرار عدم مشاركتها في هذه الرحلة بأسباب تتعلق بسلامتها.
من جهتها، أكّدت كريادو بيريز أنه ليس كل مقاسات بدلات الفضاء متاحة في وكالة ناسا. والجدير بالذكر أن الوكالة قد ألغت استخدام البدلات الفضائية ذات المقاس الصغير خلال تسعينيات القرن الماضي بسبب التخفيض في قيمة الميزانية، وهو ما يعني أن ثلث النساء في ذلك الوقت لم تكن تناسبهن البدلات التي كانت متوفرة آنذاك.
وأضاف الموقع أنه في سنة 2016، بدأ الجيش الأمريكي في تجنيد النساء للقيام بمهام قتالية ضمن وحدات عسكرية، وقد واجهن صعوبات جمّة تتعلّق بالمعدّات العسكرية التي كانت مصممة لتناسب الرجال فحسب.
وخلال تلك السنة، أضاف الجيش الأمريكي ثمانية أحجام أصغر لتناسب النساء، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات تتعلق بالعديد من المعدات الأخرى، على غرار الأحذية والخوذات.
وقد أخبرت العديد من النساء موقع "بازفيد" أنهن أُجبرن خلال فترة خدمتهن العسكرية على التكيّف مع الدروع الواقية، حتى لو كان ذلك يعني إزالة الألواح الجانبية الواقية أو وضع القليل من الرغوة تحت الأشرطة لإعادة ضبط موضع المعدات.
وأورد الموقع أنه حتى الدمى المستخدمة لتحديد مدى تأثير حادث السيارة على جسم الإنسان كانت على شكل رجل لعقود طويلة، إلى حدود سنة 2012 حينها فقط اختبرت الحكومة الأمريكية تأثير حادث السير على دمية على شكل امرأة.
ووفقًا لدراسة أجراها "مركز جامعة فرجينيا للميكانيكا الحيوية التطبيقية" سنة 2011، فإن هذا يعني زيادة احتمالات تعرض المرأة للإصابة في حادث سيارة بنسبة 71 بالمئة.
وقد ذكرت كريادو بيريز أن هذه الدمية على شكل امرأة غالبًا ما تكون مجرد نسخة مصغرة من الدمية المستخدمة سابقا، حيث أنها لا تقدم معلومات حول مدى تأثير حادث سيارة على الجسد المرأة بشكل دقيق.
وأوضح الموقع أن الهواتف الذكية أيضا صُمّمت بميزات تجعلها تناسب الرجال فحسب. فحجم يد المرأة، في المعدّل أقل بحوالي بوصة من حجم يد الرجل، مما يجعل التوجه نحو زيادة أحجام الهواتف الذكية مشكلة للمرأة عند استخدامها، ويجعل من الصعب على العديد من النساء إرسال الرسائل النصية بيد واحدة على شاشة بحجم 4.7 بوصات أو الأجهزة الأكبر حجما.
وأشارت كريادو بيريز إلى أن التطبيق الصحي للمساعدة الافتراضية من آبل "سيري" أظهرا تحيّزا غير متعمّد ضد النساء.
ففي سنة 2016، أصلحت شركة آبل خللًا أصاب سيري الذي كان يرسل الباحثين عن مراكز للإجهاض إلى مراكز التبني بدلاً من ذلك. وأرجعت كريادو بيريز السبب في ذلك إلى "عدم إشراك النساء في عملية صنع القرار".
وأشار الموقع إلى أن النساء والفتيات يواجهن تحيّزا فيما يتعلّق بالملابس الرياضية. فعلى سبيل المثال، عندما صمم نجم كرة السلة الأمريكي ستيفن كاري مجموعة جديدة من الأحذية للأطفال السنة الماضية، عُرضت ملابس ذات أحجام مختلفة للأولاد فحسب.
وعلى خلفية ذلك، كتبت فتاة في التاسعة من عمرها تدعى رايلي رسالة إلى كاري تساءلت فيها عن السبب الذي دفعه للقيام ذلك.
وفي رده على رسالتها، أوضح كاري أن الأحجام الصغيرة للملابس الرياضية صُنّفت جميعًا على أنها مصممة "للأولاد" على الموقع الإلكتروني.
وأكّد الموقع أن المعدّات المستخدمة في العلوم كانت مصممة للرجال. وقد ذكرت عالمة الأحياء جيسيكا مونتس أن معظم المعدات المستخدمة في هذا المجال هي في الأساس مصممة للرجال، مشيرة إلى أن "البدائل المصممة للنساء غالبًا ما تكون باهظة الثمن، وغير مصممة لتلائم النساء بشكل كاف".
وأورد الموقع أن تصميم المكاتب ينطوي على تحيّز ضد النساء، حيث أنه يتماشى مع تفضيلات الرجال. فعلى سبيل المثال، وقع تحديد درجة الحرارة في المكتب وفقا لما يتناسب مع رجل عمره 40 سنة ووزنه 70 كيلوغرامًا في حالة سكون، وليس امرأة جسمها أصغر وتمثيلها مغاير.