02 سبتمبر 2012 . الساعة 04:48 م بتوقيت القدس
حين كانت عيناه الرماديتان باخضرار تلاعب سقف السجن, تتذبذبان ببطئ دون أي استشعار فهو لم يدري ما يدور حوله, سوى أن يومه الأول كان هناك.... الطفل يوسف الزق الذي ولد في السجن, وقضى فيه عام وتسعة شهور متتالية, بصحبة أمه الأسيرة المحررة فاطمة الزق, والتي أفرج عنها في صفقة وفاء الأحرار الأولى بعد أن أمضت في السجن عامين ونصف, بعد أن حكمت المحكمة الصهيونية عليها بالسجن 12 عام. يوسف يذهب اليوم إلى رياض الأطفال إلى روضة فاطمة الزهراء بحي الشجاعية شرق مدينة غزة, ....استيقظت أمه فاطمة من الصباح الباكر, تُهَذَّب ملابسه, وترتب حقيبته الصغيرة التي بالكاد تتسع لأحلامه, ثم تلبسه حذاءه, وتبقى مستعدة بانتظار اليوم الأول لابنها في رياض الأطفال . [title]داخل السجن ...[/title] لم تتوقع أن ترى ابنها في "الروضة" تلبسه بيدها, وترتب له شعره, وتعد له فطوره, فهي كانت تنتظر الثلاثة شهور الأخيرة, ليتم انتزاع الطفل من أمه داخل السجن بعد أن بلغ عامين فيعود لوالده إلى غزة, لكي تبقى الأم وحدها في السجن وطفلها بالخارج, ولكن ما لا يعلمه السجانون, يعلمه الله, وقدر الله غالب أن تخرج من السجن لكي تعيش هذه اللحظات. تقول فاطمة "لفلسطين الآن" وهي تتذكر اللحظات الماضية داخل المعتقل: " لقد منع ابني يوسف من أبسط حقوقه داخل السجن, وأهمها الحليب, فقد كان يتناول حليب "الماتيرنا" ولكنه منع عنه, ثم أصيب بوعكة صحية داخل السجن, دون مبالاة من السجان, وارتفعت درجة حرارته إلى الأربعين........ كانت أيام قاسية بالفعل, وكنا معنا في الغرفة داخل السجن, أربعة من الأسيرات, لقد كان ابناً لهن جميعاً" تضيف قائلة "كنت خائفة من الثلاث شهور الأخيرة التي ستفقدني أبني بعد أن يبلغ العامين, فقانون الاحتلال الغاشم يفصل بين الأم وطفلها, إن بلغ العامان, ثم يعيدانه لوالده خارج السجن" وتابعت بحزن وبكاء" كانت أياماً صعب للغاية, نقاتل فيها السجانات لكي نحصل على حق يوسف في الطعام, وهو في شهوره الأولى.... " [title]إلى الروضة...[/title] كانت كل أمنيتها داخل السجن أن تسجل ابنها في "الروضة" تعد له فطوره, وتلبسه ملابسه, تقول وهي تبكي " كنت أخشى أن يذهب للروضة وأنا داخل السجن..." وعلى مدار أيام متتالية حاولت فاطمة الزق إقناع ابنها, والذي لا يفارقها نتيجة لحبها له, وتعلقه بها, أن يذهب إلى "الروضة" وحده, ولكنه رفض, فهو يريدها عشرة أيام متتالية .. تقول واصفة الحالة وهي تضحك" لقد حاولت اقناعه بأن ثلاثة تكفي بأن أذهب معه كل يوم بيوم, ولكنه رفض, وتوصلنا لعشرة أيام بعد محاولات عديدة... وأخشى أن أصبح مربية فصله من كثر ما سأذهب للروضة...." وسرعان ما اندمج يوسف مع الألعاب داخل الروضة, وبين الأطفال في فصله, بالرغم من عدم تجهيز رياض الأطفال بطريقة متطورة لكي تشد الطفل وتجذبه بطريقة كافية, ولكن السعادة بدت ظاهرة على وجه يوسف. [title]أصغر أسير محرر....[/title] شكرت "أم يوسف الزق" المقاومة الفلسطينية الباسلة التي استطاعت أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط, لتخرجها من السجن مع طفلها, في صفقة وفاء الأحرار الأولى... وقالت فاطمة " المقاومة هي الخيار الأمثل لتحرير أسرانا, كثير من وجوه المعاناة بقيت داخل السجن بانتظار صفقات أخرى... ثم أضافت" أتذكر وقت أن قمنا بعمل عيد ميلاد في العام الثاني ليوسف داخل البيت بوجود والده وعماته وخالاته, وأخوته... واليوم يطالبني كل يوم بعمل عيد ميلاد لكي يرى الجميع حوله". [title]شاهد الصور..[/title] [img=092012/re_1346604107.jpg]الطفل يوسف مع والدته[/img] [img=092012/re_1346604154.jpg]والدة الطفل يوسف الزق تساعده للذهاب إلى الروضة[/img] [img=092012/re_1346604212.jpg]والدة الطفل يوسف الزق تساعده للذهاب إلى الروضة[/img] [img=092012/re_1346604388.jpg]والدة الطفل يوسف الزق تساعده للذهاب إلى الروضة[/img] [img=092012/re_1346604431.jpg]الطفل يوسف مع والدته[/img]