قررت وزارة الدفاع الروسية إنتاج حواسيب لوحية خاصة بها دون الاعتماد على بيانات أو خرائط جوجل، بعد أن ضاقت ذرعاً بعمليات التجسس التي تنتهجها الحكومة الأمريكية لمراقبة ورصد كافة تحركات مسؤولي الحكومة الروسية ووزارة الدفاع وكشف بعض الاتصالات الحكومية الأكثر سرية وحساسية. وطرح فريق عمل تابع للمعهد القومي للأبحاث النووية بجامعة موسكو، أول نموذج لجهاز لوحي روسي يحمل اسم "RuPad" يعمل بنظام تشغيل أُطلق عليه اسم "روموس RoMos" وهو اختصار لـ"Russian Mobile Operating System" روسي الصنع تم تصميمه وتطويره من قبل هذا الفريق بقيادة أندريه ستاركوفيكسي، مدير وحدة الإنتاج بالجامعة أو معهد موسكو للهندسة والفيزياء. ووفقاً لستاريكوفسكي فإن "نظام التشغيل الروسي المتنقل لديه صفات وخصائص وإمكانيات تشبه إلى حد كبير القدرات الوظيفية لنظام تشغيل جوجل الشهير "أندرويد"، ويمكن القول إنها نسخة معدلة من نظام تشغيل جوجل، إلا أنه يختلف عن الأخير من حيث السرية والخصوصية وأمن المعلومات، فهو يتميز بعدم إرسال قاعدة بيانات المستخدم إلى مقر المؤسسة المعلوماتية جوجل كما هو الحال مع أجهزة أندرويد"، وقد صرح بذلك في حضور نائب رئيس الحكومة الروسية ديمتري روغوزين بمؤتمر "IFA" المنعقد حالياً بمدينة بالعاصمة الألمانية برلين. وقال ديمتري ميخائيلوف، المدير العام للمشروع القائم على تطوير نظام التشغيل الروسي الذي استغرق تطويره 5 سنوات: "إن الحكومة الروسية لا تخشى الحكومة الأمريكية أو شركة جوجل في حد ذاتها، ولكنها لا تثق بالأمن المعلوماتي الخاص بجوجل وتعتبر عملية تسريب البيانات بشكل عام مصدر القلق الرئيسي لقادة روسيا". ويعتمد الجهاز بالطبع على نظام الملاحة الروسي "غلوناس Glonass"، والذي يدعمه أيضاً هاتف آبل الذكي "آي فون 4 إس"، بجانب دعمه لنظام تحديد المواقع العالمي "GPS". ومن مواصفات الجهاز المتوافرة حالياً أنه مزوّد بشاشة عرض لمسية قياس 10 بوصات ويدعم تقنية "الواي فاي" وكذلك شبكات الجيل الثالث "3G"، ومعظم مكونات الجهاز أجنبية الصنع وستكون خاضعة تحت إشراف ومتابعة المعهد ووزارة الدفاع الروسية. وبجانب مواصفات الحماية والخصوصية من الاختراقات، يتمتع الجهاز أيضاً بسمات ومعايير القوة والمتانة ومقاومته للماء والصدمات السقوط من الارتفاعات الشاهقة، ليتواءم والاستخدامات العسكرية، كما ستتوافر نسخة أخرى للمستخدمين الآخرين، وكلا الإصدارين سيتم طرحه بحلول نهاية العام الجاري، بسعر 15 ألف روبل روسي (أي قرابة 460 دولاراً أمريكياً).