27.78°القدس
27.37°رام الله
26.64°الخليل
28.84°غزة
27.78° القدس
رام الله27.37°
الخليل26.64°
غزة28.84°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

حالات قضت وأخرى نجت..

خبر: الانتحار بالضفة وغزة.. تفسير نفسي وحكم شرعي

شهدت الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعض حالات الانتحار، نجحت إحداها فيما فشلت أخريات، وسط حديث عن وضع اقتصادي صعب وحياة مريرة ألجأتهم لفعلتهم التي كانت في نظرهم "آخر المشوار". ففي قطاع غزة، قضى شاب في العشرين من عمره بعد أن أقدم على الانتحار عندما سكب مادة البنزين على جسده قبل أن يشعله بسبب الأوضاع الصعبة التي عاشها سواء أكانت أسرية أم ناتجة عن سوء الأحوال الاقتصادية. أما في الضفة الغربية المحتلة، فحدثت أكثر من محاولة للانتحار كانت آخرها محاولة شاب من مخيم الفوار جنوب محافظة الخليل، صباح الثلاثاء 4/9/2012م، إحراق نفسه داخل مبنى بلدية دورا، بعد أن سكب كمية من الوقود على نفسه وأشعلها، إلا أن تواجد المواطنين في المكان حال دون وفاته. حالات الانتحار في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة دفعت [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] إلى تسليط الضوء على الجانب النفسي والشرعي للمشكلة، في محاولة لمعرفة أسبابها والتكوين النفسي للأشخاص الذين يفكرون في الانتحار، فضلاً على نظرة الشرع للموضوع. [title]تفسير نفسي[/title] أكد فضل أبو هين المختص في الشئون النفسية أن الانتحار مرض اجتماعي ناتج عن الشعور بالإحباط وفقد قيمة الحياة ومتعتها، مشيراً إلى أن صعوبة الوضع الاقتصادي تدفع الأشخاص للتفكير في أفضلية الموت على الحياة. وأضاف خلال مقابلة خاصة بـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color]: "إذا انفتحت آفاق الحياة على الشخص فهو يفكر في الحياة، أما إذا انغلقت آفاقها أمامه وكرهه الناس يغلق أمله في الحياة، الموت والحياة موجودان داخل الإنسان ويفاضل بينهما". ولفت أبو هين إلى أن الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار يكون شغلهم الشاغل تحقيق هدفهم، ويصبحون في قمة السعادة عندما ينجحون في التخطيط للانتحار. [title]أمر معيب[/title] واعتقد المختص النفسي أن المرض الاجتماعي "الانتحار" أمر معيب للحكومة، كونه يعكس فشلها في تحقيق ما يريده الناس، مطلقاً تسمية "ظاهرة" على حالات الانتحار في غزة والضفة كونها تحدث في مجتمع متماسك وسط سلطة كبيرة للعائلة. وعن طرق معالجة الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار، أوضح أبو هين أن تبدلات جسدية وفكرية تطرأ عليهم نتيجة التفكير، فيما يصلون إلى مرحلة خطيرة تكون أجسادهم وانفعالاتهم مبرمجة تتجه نحو طريق واحد وهو الانتحار، مشيراً إلى ضرورة إخضاعهم لعلاج نفسي فضلاً عن بعض جرعات الأدوية حتى يتمكنوا من العودة إلى وضعهم الطبيعي. ودعا المختص النفسي وسائل الإعلام كافة للالتفات لهذه الظاهرة الخطيرة، وتوجيه نصائح لأفراد المجتمع وخاصة أولياء الأمور في كيفية التعامل مع أبنائهم حتى لا يصلوا إلى درجة التفكير في الانتحار. [title]إجماع العلماء[/title] وبالنظر إلى الناحية الشرعية للقضية، فقد شدد محمود عجور رئيس لجنة الإفتاء في الكلية الجامعية بغزة على أن حرق النفس حرام شرعاً بإجماع العلماء سواء كان ذلك بسبب أو من غير سبب. واستدل عجور بحديث رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومعه تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يديه يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً". وأشار رئيس لجنة الإفتاء في الكلية الجامعية خلال مقابلة خاصة بـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] إلى أن فكرة الانتحار فكرة تدل على ضعف إيمان الشخص، لافتاً إلى ضرورة أن يؤمن بقضاء الله وقدره حتى لو كانت المصائب في ظاهر الأمر شر له، ولكنها حكمة من الله قد لا يعلم أنها خير. [title]هروب من الواقع[/title] واعتقد عجور أن "اللجوء إلى الانتحار نوع من أنواع الهروب من الواقع، وهو في الحقيقة عذاب للشخص المنتحر الذي ظن أنه سيرتاح بانتحاره، ولكنه سينتقل إلى عذاب الله بعد أن رفض ملايين الحلول التي وضعها الله له، فضلاً عن حسرة الأهل على ابنهم". ونصح رئيس لجنة الإفتاء من يعانون من ضيق الدنيا وتأزم الأحوال إلى اللجوء إلى الله تعالى خاصة في الثلث الأخير من الليل حين يتنزل الله تنزلاً يليق بجلال وجهه إلى السماء الدنيا ويسأل عن ساءل ليعطيه، مؤكداً أن الله سيعطي العبد ما يتمنى لو كان صادقاً في اللجوء إليه. وأوضح عجور أن الحكومات مسئولة عن تحقيق السعادة للمواطنين بقدر ما تستطيع، مشيراً إلى أن الأصل في أي حكومة أن تحقق الحد الأدنى من العيش الكريم لمواطنيها بحسب الإمكانيات المتاحة، مضيفاً: "إن قصرت الحكومة في أداء ما عليها وهي قادرة فهي تتحمل شيئاً من الوزر، أما إذا قدمت ما عليها بحسب ما تقدر فلا شيء عليها خاصة إذا كانت حكومة ناشئة". وبيّن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما انتقل إلى المدينة وبنى دولة الإسلام لم يكن قادراً على تحقيق أبسط احتياجات الناس، وكان يحثهم على العمل والبذل حتى لا يبقوا أذلاء للناس أو الحكام، مضيفاً: "على كل الناس أن يبذلوا ويحاولوا حتى لا يتذللوا إلى أحد".