17.46°القدس
17.14°رام الله
16.08°الخليل
23.2°غزة
17.46° القدس
رام الله17.14°
الخليل16.08°
غزة23.2°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

أوراق الأردن القوية في مواجهة صفقة القرن

صالح النعامي
صالح النعامي
صالح النعامي

في مسعى واضح للتغطية على التداعيات الكارثية للخطة التي أعدتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، زعم جيسين غرينبليت، المبعوث الأمريكي للمنطقة بأن الخطة لا تحمل أي تهديد لاستقرار الأردن، نافيا أن تكون الخطة تقترح تدشين كونفدرالية بين المملكة والجيوب، التي سيتركها الكيان الصهيوني بعد الاستحواذ على أكثر من 60% على الأقل من مساحة الضفة.

والحقيقة أن كل المؤشرات تدلل على أن تطبيق خطة التصفية المعروفة بـ "صفقة القرن" ستفضي إلى تداعيات كارثية على الأردن تحديدا، باعتراف الصهاينة أنفسهم.

حسب التقديرات الصهيونية، الهدف الرئيس من "الصفقة" هو تمكين الكيان الصهيوني من ضم منطقة "ج"، التي تمثل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، وما تضمه من تجمعات استيطانية كبرى ومستوطنات متفرقة.

وحسب التقدير الصهيوني، فإن خطوة الضم ستزيد الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية سوءا، سيما في ظل التقديرات القائلة بأنه بخلاف مزاعم واشنطن، فإن أي من الدول العربية لم تبد استعدادا حقيقيا لتمويل الشق الاقتصادي في الخطة.

وحسب هذه التقديرات، فإن تدهور الأوضاع الاقتصادية في الضفة وتهاوي الآمال السياسية للجمهور الفلسطيني سيدفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى النزوح إلى الأردن والإقامة فيه.

ويتضح مما تجاهر به بعض قوى اليمين الصهيوني، سيكون أمام الأردن أحد خيارين، أحلاهما مر.

الخيار الأول الموافقة على فكرة "الكونفدرالية" التي تربط المملكة بالجيوب الفلسطينية في الضفة، وهو ما يعني مباركة أردنية لعملية الضم وتسويغ لها.

أما الخيار الثاني الأكثر تطرفا، ويتمثل في الدفع نحو فكرة الوطن البديل، عبر نسج سياسات تضفي إلى تكريس الأردن كالدولة الفلسطينية.

وحسب مقال نشره مؤخرا المعلق الصهيوني جاكي حوكي في صحيفة "معاريف" فإن حكومة نتنياهو القادمة ستضم أحزابا تطالب بأن يتم إسقاط نظام الحكم الحالي في الأردن لكي يتم الإعلان عن الدولة الفلسطينية هناك.

من هنا، فإن التحديات التي ستواجه الأردن وقيادته لا تقل خطورة عن تلك التي تواجه الشعب الفلسطيني، حيث أن إدارة ترامب وحكومة اليمين في (تل أبيب) ستعمدان إلى تقليص هامش المناورة أمام القيادة الأردنية.

من هنا، فإن القيادة الأردنية تحسن صنعا، إذا أجادت المناورة في مواجهة التواطؤ الصهيوني الأمريكي.

 فلدى الأردن الكثير من الأوراق القادرة، في حال توظيفها، على درء مخاطر صفقة القرن عن الأردن على الأقل.

المفارقة أن (إسرائيل) تعي طابع وخطورة الأوراق الإستراتيجية التي يملكها الأردن، والتي بإمكانها تحويل مخاطر إستراتيجية إلى وجودية، وليس أقلها الحدود الطويلة مع فلسطين.

فعلى الرغم مما تروج لها التيارات والأحزاب التي تمثل التيار الديني القومي، فإن إجماعا يسود النخب الإسرائيلية على أن أي تحول على توجهات الأردن كدولة يمكنه أن يستنزف (إسرائيل) حتى بدون أي جهد حربي.

فحسب الوزير والجنرال الصهيوني إفرايم سنيه دون تعاون الأردن فإن تأمين الحدود معه يستلزم توظيف كل ألوية المشاة في الجيش الصهيوني.

ومن أجل التصدي لمخاطر توريطه في صفقة القرن، على الأردن لفت أنظار ترامب إلى ما يمكن أن تخسره (إسرائيل) في حال كشر عن أنيابه وليس فقط تأمين الحدود، بل أيضا التعاون الأمني وصفقة الغاز، ناهيك عن أن إحداث تحول على تحالفات الأردن الإقليمية، سيمس بمكانة الكيان الصهيوني بشكل كبير.

بدون تهديد الكيان الصهيوني بالأوراق القوية التي يملكها الأردن، فإنه لا أمل في أن يعود ترامب وفريقه عن مواصلة الابتزاز خدمة لهوامش التيار الديني الصهيوني.