27.78°القدس
27.37°رام الله
26.64°الخليل
28.84°غزة
27.78° القدس
رام الله27.37°
الخليل26.64°
غزة28.84°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: "حجاب الموضة" بين الزينة والشرع

انتشرت في الآونة الأخيرة أشكال متعددة للحجاب وبأسماء مختلفة في قطاع غزة، بعضها "إن لم يكن أغلبها" لا يخضع للشروط الشرعية للحجاب، بل إنها تتناقض في ذاتها مع الهدف الذي فُرض له الحجاب. موقع "فلسطين الآن" يطرق باب "حجاب الموضة" الذي طفى على السطح مؤخراً وكان حديث شارع الغزي طارحاً عدة تساؤلات للإجابة عليها في هذا التقرير. ومن بين هذه التساؤلات؛ لماذا قّل الإقبال على الحجاب الشرعي في المحلات ومن على رؤوس الفتيات في الآونة الأخيرة؟ ولماذا تتوجه الفتيات إلى الأشكال اللافتة للنظر في الحجاب والتي تتعارض مع أبسط شروط الشرعية؟ وهل يخضع الحجاب للعرض والطلب فقط أو أنه حرص من أصحاب المحال على توفير ما يتماشى وما شرعه الله. [title]محجبات ولكن ..![/title] لا يخفى على أحد أن نسبة ارتداء الحجاب زادت في الآونة الأخيرة بين الفتيات بصورة ملحوظة، حتى تكاد العين لا تخطئ فتاة لا ترتدي الحجاب، غير أن الحجاب في حد ذاته أصبح يأخذ عدة أوضاع مختلفة الشكل والحجم والمسمى. حتى أضحت معظم المحجبات يرتدينه على اعتبار أنه "موضة" تتغير بين الحين والآخر كلما تغيرت خطوط الموضة وظهرت الربطات المختلفة للحجاب، فتجد ربطة تظهر الأذن وأخرى تظهر الرقبة، ناهيك عن شكل الملابس التي يتم ارتداؤها أسفل الحجاب ذاته بصورة تخل بالحجاب نفسه كما فرض وشرع. فترى الفتيات اليوم يرددن "الموضة" ما لبسته فلانة من اللامعين في الإعلام والشاشات، وحجاب اليوم عبارة عن قطعة من قماش تغطي الشعر، ولباس يبرز معالم الجسد من أعلاه إلى أدناه، حيث تقف المحجبة بجانب أختها غير المحجبة فلا فرق بينهما سوى في غطاء الرأس. [title]آخر صرخات الموضة[/title] وفي جولة لمراسل موقع "فلسطين الآن" لمحلات بيع ملابس المحجبات وخصوصاً بائعي "الشالات والإيشاربات" سألنا أصحابها والعاملين بها عن اتجاه الفتيات للحجاب، فقال محمد أبو لحية صاحب أحد محلات بيع الحجاب: "أقوم بمتابعة كل ما هو جديد في عالم الحجاب وفقًا لآخر صرخات الموضة، وأبيع كل أنواع الشالات الكبيرة والصغيرة. ويتابع أنّ عليها إقبالاً كبيرًا من جانب الفتيات، خاصة ما يتماشى مع آخر خطوط الموضة التي على أساسها يقمن بشراء "شالاتهن"، وغالبية من أتعامل معهن يقبلن على الحجاب على اعتباره "أشيك" وأجمل وليس التزاماً منهن، مضيفاً: أن نسبة كبيرة ممن يأتين هنا يسألن عن "الشالات" بأشكالها المختلفة، مبيناً أن الإقبال على "الخمار" أصبح ضعيف. والتجار يجلبون هذه الأنواع من الأحجبة والتي في مجملها تحتاج إلى الكثير من التعديل لكي ترقى إلى أدني مستويات الحجاب الإسلامي. ويقول حمد العبادلة وهو ينظر إلى عديد الموديلات المعروضة داخل المحل: "هذه الأنواع هي آخر موضة في ألمانيا وتركيا والصين ودبي ومصر نجلبها لأن هناك كثيرات من النسوة والفتيات يرغبنها". أما أسماء التي تعمل في محل لبيع "الشالات" فتقول: "الإقبال على الشكلين موجود؛ سواء الخمار أو "الشالات" بأشكالهما؛ غير أن الإقبال على الخمار ضعيف جداً مقارنة بالأشكال الأخرى، ولربما ينحصر في السيدات كبار السن، اللاتي لا يرتدين "الشالات" بألوانها المتعددة. [title]الحجاب "إكسسوار"[/title] الشابة أروى في منتصف العشرينات من عمرها تقف في حيره من أمرها في إحدى محال الإكسسوار التي باتت تعج بها أسواق قطاع غزة، أروى كانت ترتدي بنطالاً وقميصاً فتقول "لقد أغرتني ألوان هذه الشالات فجئت لأشتري ما يناسبني منها"، مضيفةً: "أشتري الشالات كإكسسوار أغطي بها منطقة الكتفين وأحياناً أستخدم الشالات الشفافة كربطة حول العنق فهي تضفي جمالاً على اللباس. في الركن الآخر من المحل كانت فاتن "30 عاماً" تقف منشغلة بانتقاء أحجبة زاهية الألوان والنقشات، تقول فاتن: "أنا ملتزمة بالحجاب لكني أحب أن يكون حجابي جميلاً ومتناسباً مع القطع التي أرتديها. أما الطالبة الجامعية مي خالد "21 عاماً" فتقول مخالفةً لسابقاتها: توجه البنات وخصوصاً الجامعات إلى الحجاب ليس موضة، فالبنات اقتنعن بأن الحجاب الآن هو الأفضل، ولكن الحجاب هو الذي يفرق بين واحدة والأخرى. أما بيان "27 عاماً" العاملة في إحدى الوزارات فكانت لها وجهة نظر مختلفة تماماً في الموضوع، فهي ترى أن هناك توجهًا عاماً لدى الفتيات لارتداء الحجاب بغض النظر عن شكله الذي يختلف من واحدة لأخرى وفقًا لقناعتها إن كان التزامًا أو موضة. وتضيف "الأغلبية يرتدينه على أنه "شياكة" خاصة مع توجه الشباب الآن للبحث عمن ترتدي الحجاب للارتباط بها أكثر من التي لا ترتديه؛ مما يدفع الكثير من الفتيات إلى ارتداء الحجاب بغض النظر عن التزامهن بشكله". [title]كماليات فاتنة[/title] وإن مما دخل عالم "الحجاب" مؤخراً من عطر ومساحيق تجميل والإكسسوارات تجميلية تلفت الأنظار أكثر من الملابس أحياناً، حيث يرى الكثيرين ممن استطلعت آرائهم "أن هذه الألبسة والإكسسوارات علامة دالة على الفكر والمعتقد لدى الفتيات". لكن معايير "الشياكة" تقتضي اليوم أن لا يكون الحجاب عبارة عن قطعة قماش مسدوله على الرأس فحسب فإذا لم تكن ذات ألوان وزخرفات؛ وإذا لم توضع على شكل وردة أو شلال بطريقة فنية تتسابق الفتيات اليوم على إبداعها وتشكيلها، لم تكن تلك "المحجبة" على "الموضة" التي ترضي بها صديقاتها، حتى أصبح الشارع اليوم يكتظ بعروض الأزياء المجانية. [title]مرفوضة شرعا[/title] من جهته قال الدكتور صالح الرقب أستاذ الشريعة بالجامعة الإسلامية بغزة، إنه لا يجوز للمسلمات أن يتشبهوا بالكفار في لباسهم بأن يلبسوا الملابس الضيقة التي تحدد الجسم، أو الملابس الشفافة الرقيقة التي تشف ولا تسترها، أو الملابس القصيرة التي لا تغطي الصدر أو الذراعين أو الرقبة أو الرأس أو الوجه. وأضاف كل ما يستعمل على وجه محرم، أو يغلب على الظن، أنه محرم؛ فإنه يحرم تصنيعه واستيراده، وبيعه وترويجه بين المسلمين، ومن ذلك: الملابس الشفافة، والضيقة والقصيرة، لكونها تظهر المفاتن والزينة، وتظهر أعضاء المرأة وتحددها أمام غير المحارم من الرجال. وأكد الرقب على أنه من الواجب على كل تاجر مسلم تقوى الله عز وجل، فلا يصنع ولا يبيع إلا ما فيه خير ونفع لهم، ويترك ما فيه شر وضرر عليهم، مستشهداً "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب". وفي نصيحة وجهها الرقب لمن تلبس الحجاب غير الكامل قال: "عليها أن تتقي الله في لباسها وتلتزم بما ورد من آداب الإسلام وضوابطه الشرعية، وتحذر تقليد الكافرين وتجار الشهوات وإياها أن يؤتي الإسلام من قبلها".