24.68°القدس
24.37°رام الله
23.3°الخليل
27.72°غزة
24.68° القدس
رام الله24.37°
الخليل23.3°
غزة27.72°
السبت 27 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.66

حارتنا

العقم و الابتزاز في مؤتمر المنامة

2
2
ناصر ناصر

على الرغم من الاجماع الوطني الفلسطيني الواسع على اعتبار خطة ترامب تكريساً لسياسات الاحتلال الاسرائيلي بصيغته اليمينية القومية الدينية ، يصر طاقم ترامب الثلاثي كوشنير-غرينبلات-فريدمان و أصدقاؤه من بعض قادة دول الخليج على دعوة شخصيات اقتصادية عالمية و اقليمية ، من بينهم وزير المالية الاسرائيلي كحلون لحضور مؤتمر أو ورشة عمل اقتصادية في المنامة يومي 25 و 26 -6-2019 ، تحت شعار ازدهار للسلام ، وذلك في ظل مقاطعة و رفض فلسطيني رسمي و شعبي .

يصر طاقم ترامب على عدم الاعتراف بفشل مقاربته السياسية لتسوية الصراع و تحريك ما يسمى بالعملية السلمية بسبب اجماع فلسطيني كبيرعلى رفض أسس خطته القائمة على تجاهل الاحتلال و تعزيز الامر الواقع كما ظهر باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل و بالجولان تحت السيادة الاسرائيلية ، و عدم التطرق للاساس التقليدي لعملية التسوية وهو حل الدولتين ، و بدلا من ذلك هرب الطاقم- الموصوف فلسطينيا باليميني المتطرف – نحو الامام بمقاربة اقتصادية جديدة قديمة و محكوم عليها بالفشل المسبق ، و ذلك فيما يبدو على انه محاولة لطرح " شيىء ما " يملىء الفراغ السياسي ، و يمنع الظهور بمظهر الفاشل لحين الانتخابات الامريكية .  يحاول المؤتمر على ما يبدو تكرار التجربة الفاشلة السابقة في المساعدات الدولية رغم توفر عنصر تعاون السلطة ، و ستكون اكثر فشلا بدون تعاونها ، فالاطار الاقتصادي الذي كان قد حدده اوسلو و دعمه البنك الدولي تحت عنوان " الاستثمار في السلام " او " السلام الاقتصادي " بأجندة نيوليبرالية تزيد الفقير فقراً و الغني غناً ، و تحت احتلال عسكري استيطاني يتسبب بخسائر سنوية للاقتصاد الفلسطيني تصل لحوالي 7 مليار دولار سنويا ، أي ما يعادل 85% من الناتج المحلي ، و في ظل تشظي فلسطيني جغرافي و سياسي لا يمكن ان يكتب لهذه التجربة النجاح بل ستعزز هيمنة الاحتلال سياسيا و اقتصاديا .  بمعنى آخر فكرة مؤتمر المنامة حتى لو افترضنا انها جدية و ليست عبثية عقيمة كما هو الرأي السائد فلن تبتعد عن النظرة الامريكية لنهج المعونة للفلسطينيين ، كما ظهرت في تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الامريكي 2014 و الهادفة لمكافحة ما يسمى بالارهاب ، أي مقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة و دعم التعايش و تعزيز الحكم الذاتي . قد يحمل الاعلان الامريكي الخليجي(-) معناً من معاني الابتزاز و المناكفة للسلطة الفلسطينية و لرئيسها ابو مازن المتهم امريكيا بتعطيل خطة ترامب ، و خاصة من خلال الاعلان بان الخطة ستتضمن استثمارات كبيرة في قطاع غزة ، الامر الذي يتطلب ووفق مسؤول كبير في البيت الابيض لهآرتس 20-5 " اتفاق وقف اطلاق نار جدي و مستمر " ، مما قد يعتبر تلويحا " صبيانيا " لابو مازن بان ظروف غزة تسمح بان تمضي وحدها في وقف النار و الازدهار الاقتصادي حتى دون موافقته او شراكته . من جهة اخرى فلا شك ان عقد المؤتمر الاقتصادي في عاصمة هامة كالمنامة و بدعم سعودي و اماراتي كامل ، و على الرغم من رفض وغيظ الفلسطينيين- ووصفهم له كطعنة خنجر في ظهرهم - سيزيد الهوة و الشرخ بين الفلسطينيين ومن ناصرهم من العرب من جهة و بين المحور السعودي الاماراتي ، كما بدأ يظهر في التقارب الفلسطيني القطري ، مما سيزيد الموقف العربي ضعفا و تشرذما ، و بالتالي تراجع فرص حل عادل لقضية فلسطين، كما سيسمح لنتنياهو بالاحتفاء بانجاز سياسي آخر على طريقته و منهجه في عزل الفلسطينيين و التقدم نحو التطبيع الكامل .  و هكذا يبدو مؤتمر المنامة - ان تم عقده - عقيما لا يحمل تأثيرا سياسيا او اقتصاديا ايجابيا على القضية الفلسطينية ، بل على العكس هو يعزز الاحتلال و يسهم في تقويض اسس عملية السلام التقليدية ، كما انه تجاوز للشعب الفلسطيني بأكمله و بصورة فظة ، و هو تساوق بشكل شبه اعمى مع اطروحات ترامب و نتنياهو و لن يزيد الوضع العربي الا تعقيدا و تخبطا و انشقاقا .