في هذه الأثناء، يتعرض الوطن العربي لموجة حارة شديدة سوف تبلغ ذروتها بحلول يوم الخميس القادم، حيث ستتخطى الكثير من الدول العربية المعدلات بفارق كبير، ثم بعد ذلك ومع بداية الأسبوع التالي ستنخفض درجات الحرارة شيئا فشيئا.
الموجات الحارة
الموجات الحارة هي ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة عن المتوسط في منطقة ما، عادة ما يصاحبها ارتفاع مواز في درجات الرطوبة.
يتوقف تعريف الموجة الحارة، من وجهة نظر علوم الطقس والمناخ، على معدلات درجة الحرارة في مكان ما، فإذا كان المعدل الحالي في إحدى المدن هو 30 درجة مئوية ثم ارتفعت لتصبح 40 درجة لأيام عدة من السنة، فإن تلك هي موجة حارة، لذلك فإن الموجات الحارة لبعض المناطق قد لا تكون كذلك بالنسبة لأخرى.
يبدأ نشاط الموجة الحارة الحالية من شمال أفريقيا، تحديدًا الجزائر، ثم ليبيا، فمصر، ثم تنتقل بعد ذلك إلى الجزيرة العربية، في كل تلك المناطق تتصاعد درجات الحرارة شيئا فشيئًا لتتخطى حاجز 40 درجة مئوية.
[موجة الحر ستصيب دول الشرق الأوسط وشمال مصر (الجزيرة/ موقع أكيو ويذر)]
موجة الحر ستصيب دول الشرق الأوسط وشمال مصر (الجزيرة/ موقع أكيو ويذر)
تضع الموجة الحارة الحالية حياة ملايين الناس على المحك، لأن من المتوقع أن تبلغ في ذروتها 15 درجة مئوية فوق المعدلات الطبيعية لتلك المناطق.
مخاطر متوقعة
تكمن خطورة الموجات الحارة، بشكل رئيسي، في حالات الجفاف، والتي تتزايد بشكل واضح خلال شهر رمضان بسبب الامتناع عن الشراب.
تظهر أعراض الجفاف الأولى في عدم انتظام دقات القلب، مع نوبات واضحة من الإرهاق والتوتر، وصولًا إلى الصداع والغثيان. وغالبًا ما يكون الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنوبات الجفاف في منتصف العمر أو من كبار السن.
[عند اشتداد الحرارة فإن الماء أفضل وسيلة لتبريد الجسم (رويترز)]
عند اشتداد الحرارة فإن الماء أفضل وسيلة لتبريد الجسم (رويترز)
ويصيب الإجهاد الحراري، بدرجة أكبر، العمال الذين يبذلون جهدا عضليا مع التعرض للشمس، مع زيادة درجات الحرارة يستجيب الجسم بالتعرّق، لأن تبخّر العرق يبرّد الدم في أوعيتنا الدموية، مما يساعد على تبريد الجسم كله.
وفي ظروف العمل الذي يتطلب بذل جهد مع طقس حار، يمكن للشخص البالغ أن يفقد نحو 1.5 لتر من العرق في الساعة الواحدة، بالتالي يجب استبدال هذا الكم بشرب الماء، لكن مع الصيّام لا يحدث ذلك، مما قد يتسبب في انخفاض ضغط الدم، وهو وضع طبي له عواقب وخيمة.
يمكن بدرجة ما للشخص العادي أن يتجنب تلك العواقب، لكم الضرر قد يحل بالفئات كالحوامل والأطفال ومرضى السكري والضغط مثلا، ومرضى الكلى والأمراض القلبية الوعائية، ومرضى الصرع، لذلك من الواجب استشارة الطبيب في استخدام رخصة الإفطار.
كيف تتعامل مع موجة الحر؟
برّد جسمك بالماء كلما أمكن.
تجنب الوجود في سيّارات مغلقة أو ترك أطفالك بها لأي سبب لأن درجات الحرارة ترتفع داخلها بسرعة شديدة.
أغلق النوافذ التي تتعرض للشمس أثناء الطقس الحار.
تجنب التعرض المباشر للشمس خاصة مع الصيام، وبشكل أساسي في الفترة بين 11 صباحا و3 عصرا.
ارتدي ملابس خفيفة وقطنية وبيضاء، وإن قررت النزول للشارع ارتدي قبعة.
اتصل بالطوارئ فورا إذا شعرت بإجهاد شديد أو دوخة أو انقطاع في النفس أو ارتباك واضح.
تجنب أداء التمرينات الرياضية، كالمشي والجري، في طقس حار.