15.01°القدس
14.77°رام الله
13.86°الخليل
18.24°غزة
15.01° القدس
رام الله14.77°
الخليل13.86°
غزة18.24°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: لا لباريس.. لا للتهجير

مخططات لبناء مئات الوحدات الاستيطانية المجلس العسكري وحكومة قنديل في مواجهة الفلتان الأمني تبادل لإطلاق النار أمام مقر حكومة رام الله (خلونا نعيش بكرامتنا). هذا واحد من الشعارات العديدة التي رفعها المواطنون في مظاهراتهم التي عمت أرجاء الضفة الغربية ضد حكومة سلام فياض وسياساته الاقتصادية والأمنية، التي عمقت الفقر ووسعت شريحة الطبقة المعوزة إذ تجاوزت 25% من عدد سكان الضفة. إنه يجدر بنا الوقوف عند الشعارات المحمولة على أكتاف المحتجين في رام الله والبيرة والخليل ونابلس وبيت لحم وغيرها من مدن وقرى الضفة المحتلة. وقد أوردت بعض وكالات الأنباء نماذج منها مثل (يا فياض لسنا دجاج بياض) في إشارة للمعاملة من ناحية وللضريبة التي يدفعها المواطن من ناحية أخرى وتستفيد منها الشريحة المتنفذة. ومنها (معيش بنزين أعبيها خليها لفياض أولى فيها). في إشارة إلى ارتفاع أسعار البنزين والسولار حيث يترك المواطن سيارته لفياض لأنه لا يستطيع تعبئتها بالبنزين. ومنها (إلى متى سنبقى ندفع فواتيركم). وفيها إشارة إلى الفساد الإداري والمالي وغياب العدالة الاجتماعية وإلى التنديد بالطبقة المتنفذة ومن هذه الشعارات أيضًا (كنا ندور على فلسطين سرنا ندور على شوال طحين)، وهنا تدخل الشعارات على مقاربة الفساد السياسي الذي هو أساس ومصدر لهذه الحالة الاجتماعية البائسة التي وصل إليها أهلنا في الضفة. لقد تقزم هدف المواطن ومطلبه فبدل فلسطين صار كيس طحين. لا يمكن أن تكون هناك احتجاجات اجتماعية بمعزل عن السياسة والحكم، لأن السياسة والحكم هما الأب والأم للمولود غير الشرعي الذي يسمى (الفقر والبطالة والعدالة الاجتماعية الغائبة والفساد المالي والطبقي) وخذ شاهدًا على ذلك شعار المتظاهرين التالي الذي يقول (لا لحكومة ذل وتجويع) وشعار (لا لسياسة التهجير) وشعار (لا لاتفاقية باريس) في إشارة إلى ما صنعته اتفاقية باريس التابعة لاتفاقية أوسلو وخذ شعار ايضاً (عيش.. حرية.. كرامة اجتماعية). إن أخطر ما في هذه الشعارات أن يحس المواطن أن الحكومة تعمل على إذلاله ولا تعمل على خدمته وتوفير لقمة العيش له. إن هذه السياسة ربما تكون مبرمجة على قاعدة تشجيع الهجرة من الأراضي المحتلة إلى الخارج لأن هذا الاتهام يعني أن أطرافًا تخطط لهذه المعاناة وتتعاون مع الأجنبي وتساهم في إيجاد هذه الحالة الصعبة من الحياة. إن المسألة في ما يبدو تتجاوز الفشل الإداري أو الفساد المالي لحكومة فياض وتتجاوز أيضًا الأزمة العالمية المالية وتأثيراتها. إن تفريغ البلاد من شبابها المنتج هو في مصلحة المحتل الذي ربما برمج مع الآخرين للوصول إلى هذه الحالة. اتفاقية باريس سيئة السمعة، قال فيها الخبراء ما لم يقله الفقهاء في الخمر ومع ذلك يتمسك فيها فياض وغيره. الشعب الفلسطيني منذ سنين يصرخ لإلغائها لأنها تخدم المحتل ولا تخدم المواطن ولا الوطن. يزعم فياض أنه بنى مؤسسات الدولة وأنها جاهزة والسؤال الذي يؤرقه هو القائل إذن لماذا هذه المظاهرات، وما تحليله لهذه الشعارات؟! وهل سيبحث هو وغيره عن كبش فداء كحماس مثلاً أو الانقسام مثلاً أم سيكون صريحًا وعفيفًا يلوم نفسه وسياساته ثم يلوم الاحتلال ويغادر موقعه ويستجيب لمطالب الشعب؟!