يلعب هرمون الإنسولين دورا هاما في امتصاص الغلوكوز وتنظيم الشعور بالجوع والشبع، وهي أمور أساسية لفقدان الوزن دون المعاناة من الجوع.
ويقول الكاتب سيرخيو غوميز، في تقريره الذي نشرته صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية، إنه عندما يتعلق الأمر باتباع حمية غذائية، فإن هناك عددا من العوامل التي تلعب دورا حاسما في نجاحها أو فشلها.
ويتمثل أحد أهم هذه العوامل في الإنسولين، وهو الهرمون الذي ينتجه البنكرياس ويلعب دورا في استخدام الغلوكوز كمصدر للطاقة، كما أن له تأثيرا كبيرا على شعورنا بالشبع.
من هذا المنطلق، قد يساعدنا التحكم في هذا الهرمون بشكل كبير في تجنب الشعور المستمر بالجوع، عندما نكون بصدد اتباع حمية لإنقاص وزننا أو تجنب السمنة.
ومن أجل التعمق في هذا الموضوع، نحتاج لمعرفة بعض الأسرار حول الإنسولين، وتأثيره على مستويات الغلوكوز في الدم، وكيف يرتبط التحكم فيه بالشهية للأكل.
الإنسولين والغلوكوز
كما هو معروف، يدخل الإنسولين في تنظيم استهلاك الجسم للطاقة، وفي استخدام الغلوكوز كمصدر للطاقة، فبعد تناول الطعام يقوم الجسم بتكسير الكربوهيدرات وتحويلها إلى غلوكوز.
وعندما يحصل ذلك، يتم إطلاق الإنسولين في مجرى الدم، مما يسمح للخلايا بامتصاصه وتحويله إلى طاقة. وتقوم العضلات والكبد بتخزين الغلوكوز لاستخدامه في وقت الحاجة. ولكن إذا حدث إفراط في تناول السكر، تتحول هذه الطاقة إلى خلايا دهنية.
وعند تناول الكربوهيدرات البسيطة (مثل السكر الأبيض والعصائر والمشروبات الغازية والحلوى) فهي تصل بسرعة كبيرة إلى مجرى الدم، لترفع مستويات السكر في الدم. ويعني ذلك أيضا ارتفاع مستويات الإنسولين بشكل سريع، للاستجابة لهذه التغييرات. وكنتيجة لذلك، ينخفض مستوى الغلوكوز مجددا، وهو ما يجعلنا نشعر بالجوع مرة أخرى رغم أنه لم يمض وقت طويل على تناولنا للطعام.
بناء على ذلك، ومن أجل تعزيز الشعور بالشبع والسيطرة على الشهية، فإنه من المفيد جدا تجنب هذه الطفرات في مستوى الإنسولين في الدم. ويمكن للانتباه لمدى حساسية هذا الهرمون أن يبعدنا عن الشعور المستمر بالجوع، وهو أمر أساسي لإنقاص الوزن.
ويقول الكاتب إنه من أجل مراقبة مستويات الإنسولين، هناك عديد الجوانب التي يجب الانتباه إليها، وينصح الكاتب بالاعتماد على حمية غذائية تركز على الكربوهيدرات المعقدة (مثل الخبز الأسمر والحبوب الكاملة)، حيث إن الكربوهيدرات البسيطة مثل السكر والدقيق المكرر تسمح للغلوكوز بالدخول إلى مجرى الدم بشكل سريع، وبكميات كبيرة. ويؤدي ذلك لارتفاعات حادة في مستوى الإنسولين، ثم الشعور مجددا بالجوع بعد وقت قصير.
ولهذا، من المهم جدا التركيز على الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من الألياف، مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة.
شبع
وبهذه الطريقة، سيدخل السكر إلى الدم ببطء، ونشعر بالشبع لفترة أطول.
وينبه الكاتب إلى ضرورة الابتعاد عن الأطعمة المصنعة بالسكر والدقيق المكرر، مثل الخبز الأبيض والمعجنات والأرز، بالإضافة إلى المشروبات الغازية والأطعمة التي تحتوي على إضافات، مثل الأطباق المعدة سلفا للتسخين.
ويشير الكاتب إلى أن استهلاك الدهون المتعددة غير المشبعة، هو أمر أكثر صحية من تناول الدهون المشبعة، وكبديل عن الأطعمة المضرة، يمكننا الاعتماد على زيت الزيتون، والجوز والأسماك كالسلمون، والأفوكادو.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد ممارسة الرياضة على تحسين حساسية الجسم للإنسولين، وهو ما أكدته دراسة نشرتها المجلة الطبية البريطانية، فهذه التمارين إلى جانب مساهمتها في خفض الوزن أو تثبيته، تساعد العضلات على امتصاص الغلوكوز بكفاءة أعلى.