الغثيان والقيء من المشكلات المعتادة في الحمل التي لا تدعو إلى الخوف منها على الحمل أو الجنين، ولكنها من الأشياء التي تشكو منها الحامل وتسبب لها المضايقة، وهناك من الأطباء من يربطون بين القيء والغثيان والحالة النفسية للحامل، ويحذرون أيضًا من خطورتهما إذا حدثا بشكل متكرر خاصة في أول الحمل! عن الأسباب وطرق العلاج يحدثنا الدكتور منير رءوف أستاذ طب النساء والتوليد
أسباب القيء والغثيان
كثيرًا من النساء يأخذن الغثيان بوصفه عرضًا أو ظاهرة طبيعية في أول الحمل، الذي تختفي جميع أعراضه بحلول الأسبوع السادس عشر.
ينشأ الإحساس بالغثيان -وربما القيء- نتيجة للتغيرات التي تحدث لبعض الهرمونات في أول الحمل، التي لا شك أنها تؤثر في جسم الحامل، إضافة إلى النواتج الكيمائية التي ينتجها الجسم وتأثيرها المباشر في هذه الظاهرة.
في الحمل يزيد هرمون «البروجسترون» الذي يسبب تراخى العضلات اللاإرادية في الأوعية الدموية وعضلات المعدة والأمعاء، وربما هذا يفسر هبوط الضغط الذي ينتج عنه الشعور بالغثيان، وفي بعض الأحيان فقد الوعي لثوانٍ.
الحالة النفسية للحامل -رفض للحمل أو عدم توقعه- لها تأثير مباشر في الشعور بالغثيان أو القيء في أثناء الحمل، ولكن هناك سيدات لا يتأثرن بحالتهن النفسية، ويعتبرن الغثيان والقيء مجرد أعراض أول أشهر الحمل.
بعض الحوامل يشعرن بالغثيان عند التدخين أو حتى شم رائحة الدخان، ليس غريبًا أن بعض الأزواج المدخنين يُضطرون إلى الكف عن التدخين حالة حمل زوجاتهم.
وهناك حوامل يربطن بين الرغبة في الغثيان عند تحمير أو قلى المأكولات بالدهن أو السمن، أو حتى شم رائحتهما في المطابخ.
الشعور بالغثيان يصاحبه -أحيانًا- الرغبة في الأكل، ولو أنه غالبًا ما يصاحبه فقدان للشهية وعدم الإقبال على معظم الأطعمة وفقدان الطعم والاستساغة؛ لذلك يُفضل أكل كميات قليلة على فترات متقاربة.
طرق تجنب الإحساس بالغثيان أو التخفيف منه
1 - يمكنك الاحتفاظ ببعض الحلوى أو البسكويت في غرفتك، وإذا أحسست بالجوع في أثناء الليل فلا مانع من أكل شيء قليل مع مشروبك المفضل أيًّا كان.
2 - عند الاستيقاظ في الصباح الباكر لا تتحركي من سريرك بصورة مفاجئة، ويفضل أخذ الشاي مع البسكويت قبل مغادرة الفراش.
3 - الابتعاد تمامًا عن أكل الدهنيات والزبد في أول الحمل، خاصة إذا كان هناك رابط بينها وبين إحساسك بالغثيان.
4 - دربي نفسك على تناول أكلات بسيطة متقطعة مع الشرب بكميات قليلة بين الأكلات، تناولي ست وجبات، ولكن بكميات أقل.
5 - ابتعدي عن كل الأطعمة التي تسبب لك الغثيان، وارتدي ملابس واسعة، وابتعدي عن المصنعة منها -بداخلها ألياف صناعية.
6 - لا تحاولي إفراغ معدتك أو إحداث القيء بإدخال الإصبع في الحلق؛ لأن ذلك لن يساعد على تخفيف الغثيان أو الشعور بالقيء، وأفضل شيء الابتعاد عن تعاطي الأدوية والعقاقير في الأشهر الأولى للحمل حتى الأسبوع الثاني عشر.
7 - وكل الحذر أن تزداد حالات الغثيان والقيء عن حدها لدرجة أن تصبح مشكلة؛ فالغثيان المتكرر في أول الحمل ليست حالة عادية، وتعتبر حالة مرضية، وتجب استشارة الطبيب فورًا.
8 - القيء في حد ذاته مؤلم، وإن استمر يصبح أكثر إيلامًا، وتحس الحامل بعده بهبوط شديد وإعياء، هنا يجب الحذر؛ حيث إن القيء يفقد الجسم كميات كبيرة من المحاليل وجزء كبير من الأملاح. وقد تصل الحامل إلى مرحلة الجفاف، والحالة هنا تُعد إحدى مضاعفات الحمل وليس نزلة معوية أو أي شيء من هذا القبيل.