18.33°القدس
18.05°رام الله
17.19°الخليل
23.85°غزة
18.33° القدس
رام الله18.05°
الخليل17.19°
غزة23.85°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

ليبرمان يطلق رصاصة الرحمة على "صفقة القرن"

ناصر ناصر
ناصر ناصر
ناصر ناصر

بعد ان نجح الفلسطينيون ومن خلال موقفهم الموحد والمقاطع لترامب وطاقمه العابث بأحد أكثر قضايا العالم حساسية: قضية فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي في ان يفشلوا خطة العصر وتفريغ مؤتمر البحرين من مضمونه التآمري وكشف هرولة بعض «الاعراب» المخجلة نحو تقبيل ايادي ترامب ونتنياهو جاء الأوكراني المتطرف أفيغدور ليبرمان ليوجه بحماقته وضيق أفقه المبارك فلسطينيا وعربيا وانسانيا ضربة التأكد من موت خطة او ملهاة القرن التي اعلنها وصدع رؤوس العالم بها رئيس الولايات المتحدة الشاذ دونالد ترامب.

من غير المؤكد ما اذا كان ليبرمان قد فهم حتى اللحظة ما أدركه الكثير من المراقبين العاديين من معاني وتداعيات موقفه الأخير والقاضي برفض المشاركة في حكومة نتنياهو، وبالتالي التسبب بحصول سابقة تاريخية هي فض الكنيست (البرلمان) 21 بعد حوالي شهر ونصف فقط من انتخابات 9-4-2019، والتوجه لانتخابات جديدة ومملة في 17-9-2019 من اهم هذه التداعيات على سبيل المثال لا الحصر: تقليص احتماليات عرض خطة ترامب هذه السنة لدرجة الصفر، أي عدم عرضها رسميا بتاتا.

لن يستطيع رئيس الحكومة القادم لدولة الاحتلال – الابرتهايد والمتوقع ان يكون مرة أخرى بنيامين نتنياهو تشكيل حكومته العتيدة قبل شهر نوفمبر من العام الجاري، هذا ان تمكن من تشكيلها أصلا، حيث تشير المعطيات والاستطلاعات الأولية في اسرائيل بعدم حدوث تغير ذي بال في طبيعة الخارطة الحزبية في اسرائيل وببقاء أفيغدور ليبرمان «بيضة القبان» في تشكيل أي حكومة قادمة، وبالتالي فلن يستطيع طاقم ترامب وعلى الارجح عرض الخطة الموعودة في هذا التوقيت الحساس، حيث اقتراب موعد إجراء الانتخابات في امريكا، وذلك بعد ان كان قد اتخذ قرارا في السابق بعدم عرضها قبيل الانتخابات الاسرائيلية كي لا يضر أو يؤثر سلبا على احتمالات فوز الحليف المدلل نتنياهو.

هكذا تبدو جهود ترامب – كوشنير – غرينبلات –فريدمان ومن مول نشاطهم ودعمهم من دول الخليج، تلك الجهود التي كادت تعصف بالشرق الاوسط والعالم بأكمله منذ اعلان ترامب المشؤوم بأن القدس عاصمة الدولة اليهودية، هكذا تبدو انها قد ذهبت أدراج الرياح، ولكن ليس قبل ان تفضح المواقف وتكشف العورات، ليس بسبب موقف الفلسطينيين الشجاع والموحد والرافض للترويض والتدجين ومعهم احرار العرب والعالم فحسب بل بسبب دوافع انتقام شخصية من ليبرمان ضد نتنياهو كمؤشر جديد على اتساع ظاهرة تدهور العقلانية والاتزان في الدولة العنصرية،

ولا عجب ولا أسف.