تعرضت شبكة أجهزة الكمبيوتر في أكبر شركة نفط في العالم لهجوم "فيروسي" نفذه قراصنة كمبيوتر "هاكرز"، فألحق أضراراً في نحو 30 ألف كمبيوتر، وفقاً لما كشفته مصادر على صلة بتحقيق داخلي في الشركة. ووفقاً للمصادر، فقد تعرضت شبكة كمبيوترات شركة النفط العربية السعودية "أرامكو"، أكبر منتج للنفط في العالم، للاختراق بفيروس، يعتقد أن أحد كبار المسؤولين ممن يمكنهم الوصول إلى الشبكة ساعد المخترقين "الهاكرز" باستهداف الشبكة في أغسطس الماضي. ويعتبر الهجوم بفيروس "شامون" Shamoon، الذي استهدف كمبيوترات أرامكو واحداً من أكثر الهجمات الفيروسية التي تستهدف شركة واحدة فقط. ويمكن للفيروس "شامون" أن ينتشر عبر شبكة الكمبيوترات الداخلية ويمسح محتويات القرص الصلب في أجهزة الكمبيوتر. وقالت "أرامكو" السعودية إن الضرر الذي لحق بكمبيوتراتها كان محدوداً ومقتصراً على كمبيوترات المكاتب، ولم يؤثر على أنظمة التشغيل التي قد تلحق الضرر بالعمليات الفنية، كما أن أنظمة التحكم وبيانات الحقول لم تتأثر بهذا الهجوم. وأبلغ مصدر على اطلاع على التحقيقيات الجنائية رويترز أن "شخصاً لديه معرفة بالداخل ومزايا داخل الشركة متورط في المسألة". غير أن مصدراً آخر بالشركة قال في وقت لاحق "تعرضت أنظمتنا الإلكترونية لاختراق، وهذا الفيروس جاء فيما يبدو من خارج الشركة وليس من شخص داخل أرامكو. مازال التحقيق جاريا لمعرفة ما حدث." وفي وقت لاحق أفادت شركة غاز قطرية بتعرضها لهجوم فيروسي، ما يشير إلى احتمال تعرض شركات مماثلة في المنطقة لهجمات من هذا القبيل، رغم عدم الربط بين الحادثتين. وقالت شركة "راس غاز" القطرية، التي تعد ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، الخميس إنها اكتشفت فيروساً في شبكة أجهزة الكمبيوتر في مكاتبها. وقالت "راس غاز"، وهي واحدة من شركتين منتجتين للغاز الطبيعي المسال في قطر، في بيان إن أجهزة الكمبيوتر في مكاتبها أصيبت بفيروس غير معروف تم اكتشافه الاثنين. غير أنها أوضحت أن "أنظمة التشغيل مؤمنة وأن الفيروس لم يؤثر على الإنتاج" في منشأتها بمدينة راس لفان الصناعية أو الشحنات المقررة. وأعلنت مجموعة قراصنة كمبيوتر تطلق على نفسها اسم "سيف العدالة البتار" مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف شبكة كمبيوترات "أرامكو". وقالت المجموعة إن اختراق شبكة "أرامكو" منحها حرية الوصول إلى وثائق خاصة بالشركة وهددت بالكشف عن أسرار الشركة، غير أنه لم ينشر أي وثيقة من هذه الوثائق حتى الآن. وأوضحت الجماعة أن ما قامت به له بواعث "سياسية"، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الهجوم يأتي لمواقف الرياض من سوريا والبحرين.