قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلة بعد لقائه مع وزير الحرب "الإسرائيلي" ايهود باراك في القدس المحتلة اليوم الأحد، إن ألمانيا ستأخذ مصالح "إسرائيل" الأمنية بالحسبان لدى إقرارها صفقة الغواصات مع مصر. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" عن فيسترفيلة قوله خلال لقائه مع صحفيين ألمان إن "ألمانيا ستأخذ بالحسبان المصالح الأمنية (لإسرائيل) عندما تتخذ القرار في موضوع صفقة الغواصات مع مصر". وكانت مصر قد عقدت صفقة مع حوض بناء سفن ألماني يقضي ببيعها غواصتين، لكن الحكومة الألمانية لم تصادق على الصفقة بعد. من جانبه، قال باراك إن "التعاون الأمني بين حكومتي ألمانيا و(إسرائيل) جيد جداً وينعكس، بين أمور عديدة، بالتوقيع على اتفاق حول غواصة سادسة". وحصلت "إسرائيل" على 6 غواصات من ألمانيا، حيث موّلت الأخيرة قسماً كبيراً من ثمنها، وتحاول "إسرائيل" التعتيم على أن هذه الغواصات نووية وقادرة على توجيه ما يسمى بـ"الضربة الثانية" في حال تعرّض "إسرائيل" لهجوم نووي. وحصلت "إسرائيل" على 3 غواصات كهذه من طراز "دولفين" قبل 10 سنوات، ويتوقع أن تحصل على غواصتين أخريين بعد سنتين وغواصة سادسة بعد 4 سنوات. وتناول لقاء باراك وفيسترفيلة الموضوع النووي الإيراني والجمود في المفاوضات "الإسرائيلية" – الفلسطينية. وعبّر فيسترفيلة عن تحفّظه على هجوم عسكري "إسرائيلي" منفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية، وقال إنه "ما زلنا نرى أن ثمة مكان للدبلوماسية، وسنستمر في العقوبات والضغوط الدبلوماسية وندعو إيران إلى الدخول في مفاوضات جدية" مع الغرب. وأضاف الوزير الألماني أن إيران نووية ستشكل تهديدا ليس على "إسرائيل" فقط وإنما على استقرار المنطقة كلها وشدد على أن "إيران نووية ليست خياراً وارداً". ويتوقع أن يلتقي فيسترفيلة في وقت لاحق من مساء اليوم مع رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو. وزار رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب "الإسرائيلية" عاموس غلعاد برلين مؤخراً، وقدّم طلباً يدعو ألمانيا إلى التنسيق مع "إسرائيل" بشأن بيع أسلحة إلى الدول العربية، خاصة بعد صفقة بيع غواصتين ألمانيتين إلى مصر. ونقلت "هآرتس" اليوم عن موظف "إسرائيلي" رفيع المستوى قوله إن غلعاد زار برلين يومي الأربعاء والخميس الماضيين لإجراء محادثات والتوصل إلى تفاهمات بين الدولتين حول بيع أسلحة للدول العربية والحفاظ على التفوق العسكري "الإسرائيلي" . وأشار الموظف "الإسرائيلي" إلى أنه في العام الأخير زادت ألمانيا مبيعات الأسلحة من صنعها لدول عربية وأنه تم توقيع صفقات لبيع دبابات إلى السعودية وقطر وبوارج للجزائر وغواصتين لمصر. وقال الموظف إن "إسرائيل" تسعى إلى التوصّل إلى تفاهمات مع ألمانيا شبيه بتلك التي بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، وإن الهدف هو تشكيل هيئة إستشارية تكون مهمتها التيقن من أن صفقات الأسلحة بين ألمانيا والدول العربية لا تمس بتفوق الجيش "الإسرائيلي" .