مع بداية الصيف تنتشر بعض الأمراض لدى الأطفال بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ في مجتمعاتنا العربية مما يؤثر سلبا على جودة بعض الأطعمة كالخوخ والبطيخ والتوت، لأنها تتفاعل بشكل كبير مع درجات الحرارة وتكون بيئة خصبة لانتشار فيرس "الروتا" المسبب الرئيسي للنزلات المعوية.
النزلات المعوية في العادة ليست مرضا خطيرا، ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي معرضون للإصابة بشكل أكثر خطورة عن غيرهم، مثل الرضع، فقد يكون التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي لديهم قاتلا، إذ إنه ومع عدم قدرة الجهاز المناعي على المقاومة فإن الفيروس قد يصل للمخ مؤديا للوفاة، بحسب موقع ويب ميد.
أسباب النزلات المعوية
تحدث النزلات المعوية لأسباب فيروسية من أبرزها "الروتا" والذي -وفقا لمراكز الوقاية ومكافحة الأمراض CDC- يسبب القيء كبداية لحدوث الإسهال العنيف الذي يتدفق كالنافورة، وتزيد عدد مرات الإخراج عن المعتاد وقد تصل في بعض الأحيان لأكثر من عشر مرات في اليوم الواحد.
- هناك أيضا أسباب بكتيرية كالسالمونيلا والشيجيللا، أو طفيلية مثل الأميبا والجيارديا أو الفطريات.
- يختلف نوع وشكل الإسهال باختلاف مسببه، فمثلا في حالة الإصابة البكتيرية فإن عملية الإخراج تحوي دما أو مخاطا وفي حالة سائلة، بخلاف الإصابة الطفيلية والتي يكون شكل البراز متماسكا نوعا ما.
- يزداد القيء في كل الحالات كما ترتفع درجات الحرارة، وربما يصل الأمر للحمى، بحسب مايو كلينك.
- تظهر أعراض التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي في غضون يوم لثلاثة أيام بعد الإصابة، ويمكن أن تتراوح من خفيفة إلى شديدة، وعادة ما تستمر الأعراض يوما واحدا أو يومين، ولكن في بعض الأحيان الخطيرة قد تستمر فترة تصل إلى عشرة أيام.
- تسبب النزلة المعوية الإصابة بالجفاف، وتشمل علاماته العطش المفرط والفم الجاف والبول الأصفر العميق أو القليل من البول أو عدمه، والضعف الشديد والدوار.
هل كل إسهال نزلة معوية؟
الإسهال ليس مرضا، لكنه عرض لأمراض أهمها النزلة المعوية، لكن قد تكون هناك أسباب أخرى لحدوثه مثل:
-تناول الطفل كميات كبيرة من الطعام أو الرضعات.
-إعطاء الطفل طعاما غير مناسب لعمره.
-مشكلات هرمونية.
-تحسس الطفل لأنواع معينة من الأدوية مثل "أموكسيسيلين" الذي يستخدم لعلاج العدوى البكتيرية في حال التهاب اللوزتين والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي والسيلان والتهابات الأذن والأنف والحنجرة والجلد والجهاز البولي.
-داء "سيلياك" أو مرض الاضطرابات الهضمية، وهو يتسبب في عدم قدرة الجسم على امتصاص البروتين الموجود في الحبوب كالشعير.
-قد يكون من عوامل الخطورة حدوث إسهال مدمم لأكثر من عشرة أيام مع استمرار القيء لمدة يوم كامل دون توقف، وميله للون الأخضر.
كيف تتفادين الجفاف أثناء إصابة طفلك بالنزلة المعوية؟
في كل الأحوال يجب استشارة الطبيب الخاص بك، والفحص الشامل يساعد سريعا في التشخيص وتفادي حدوث المشكلات، ومعظم حالات الإسهال الناتجة عن النزلة المعوية تنتهي بعد مرور من أربعة أيام، لكن حتى زيارة طبيبك يمكن الالتزام بعدد من النصائح لتفادي الخطورة، بحسب الدكتور محمد حمدي استشاري الأطفال وحديثي الولادة:
-محلول مكافحة الجفاف يوضع كيس من المحلول على ٢٠٠ سم من الماء بعد غليه، بما يعادل كوب صغير، ويتم إعطاء الطفل من 50 لـ100 ملي لكل كيلو جرام من وزن الطفل، بعد كل مرة تم فيها الإخراج.
-إعطاء الطفل أدوية الزنك، 2.5 سنتيمتر للطفل أقل من ستة شهور وخمسة سنتيمترات للأكبر سنا.
-تستمر الرضاعة الطبيعية مع تقليل عدد الرضعات، وتكون رضعات صغيرة ومتكررة.
- يخفف اللبن الصناعي إلى نصف التركيز بدلاً من وضع مكيال على ثلاثين سنتيمترا يوضع على عشرين سنتيمترا.
- في حال أن الطفل يتناول الطعام العادي يبدأ الأكل بأطعمة خفيفة مثل: الجيلي أو شاي خفيف وشريحة توست، أو عصائر طبيعية دون سكر.
- إعطاء الطفل نشويات مسلوقة، مثل البطاطس (البطاطا) أرز وجزر مسلوق مصفى، تفاح مسلوق مصفى، مهلبية نشا دون سكر، لأن السكر يمتص الماء من جدار الأمعاء فيزيد الإسهال.
-يمكن إعطاء الطفل كذلك الحمص المطحون، البسكويت دون زيوت، أو عصير الرمان.
-إعطاء سوائل محتوية على الملح مثل شوربة الدجاج أو شوربة الخضار أو مياه الأرز، مع الابتعاد عن المياه الغازية.
-العمل على إعطائه كميات من الماء بتمهل.
-تمنع الأعشاب خصوصا النعناع، والحمضيات (الليمون والبرتقال) والطماطم.
-يمنع الطفل من تناول الألبان ومنتجاتها.
- منع أي أغذية تحتوي على السكر والعسل مثل العصائر المعلبة والحلويات والبسكويت المحلى، وتناول العصائر الطبيعية.
-منع الألياف(البطيخ، الخوخ، المشمش، الكانتالوب والكوسة).
-منع التسرع في تغذية الطفل والضغط عليه للرضاعة أو الأكل، حتى لا يتسبب ذلك في زيادة عدد مرات القيء.
الوقاية لن تمنع الإصابة لكنها تقلل العرض
بحسب استشاري الأطفال وحديثي الولادة فإنه يمكن الوقاية في الأساس بإعطاء الطفل تطعيم الروتا المتوفر في الصيدليات ومراكز المصل واللقاح من سن شهرين، وهو لا يمنع حدوث الإصابة جذريا لكنه يقلل من أعراضها.
-الاهتمام بنظافة يد طفلك لأن الجراثيم تنتقل إلى الطعام ومن ثم إلى البطن مسببة النزلات المعوية.
- تدريب الطفل على عدم مشاركة أدواته الخاصة مثل الكوب أو زجاجة الماء أو علبة العصير مع طفل آخر.
-الابتعاد عن الاحتكاك المباشر مع أي طفل مصاب بنزلة معوية.
-الابتعاد عن تناول الطعام من الشارع خاصة في الصيف.
-بالنسبة للأم فيجب أن تتجنب ترك الطعام خارج المبرد لفترة كبيرة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة.
-التخلص من بواقي الطعام أو تناولها في نفس اليوم خاصة في الصيف.