27.78°القدس
27.37°رام الله
26.64°الخليل
28.84°غزة
27.78° القدس
رام الله27.37°
الخليل26.64°
غزة28.84°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: "الأم" ليست من تدير المنزل وتطهو بفن

تغلب طبيعة الأم على كل الطبائع، فمهما حاولت المرأة أن تغير من نفسها أو تتشبه بالرجال لا تستطيع ولن تستطيع؛ لأن غريزة الأمومة هي الملك الذي يحكم ويتحكم في كل جوانب حياتها، لكن لأنها أم ولرغبتها في تأدية هذه الوظيفة الربانية بأرقى مستوى لها وبنجاح باهر ليس من أجلها هي بل من أجل أبنائها؛ فهي أم. لذا تسعى إلى تعزيز ما تملك من قدرات طبيعية والتزود بالمزيد حتى تصل إلى رتبة الأم المثالية، فهناك صفات معينة إذا توافرت لديك فاعلمي أنك أم مثالية، وإذا لم تمتلكيها فحاولي معنا أن تدربي نفسك عليها حتى تصبح شيئا معتادًا، "فلسطين" تضع بين يديك تلك الصفات: الأم المثالية ليست هي من تدير المنزل بمهارة فقط، ولا من تطهو أشهى الوجبات، إنما هي شخصية متكاملة من صفات معينة لا يمكن أن تتخلى عن إحداها، إنما عليها السير جنبًا إلى جنب؛ لتقدم في النهاية صورة عملية للأم المثالية. فالأم المثالية هي من لا تحاول أن تكون صديقة لأبنائها بالمعنى السطحي أي التدخل الزائد في شئونهم، إنما من تستمع إليهم بصدر رحب، تمرح معهم، مع الحرص على ألا يتعدى أي منهم الخط الأحمر في خصوصيات الآخر، ولا تنسى أيضا أنها أم. الأم المثالية من لا تنصب نفسها مفوضًا رسميًّا عن أبنائها، إنما تسمح لهم بحيز من الحرية لاختيار اهتماماتهم ومصالحهم الخاصة، مع تشجيعها كلما كان ذلك مناسبًا وممكنًا، لتنشئ نساء ورجالًا يملكون شخصية قوية قادرة على اتخاذ القرارات، شخصية مستقلة لا تابعة. [title]إنسان متكامل[/title] من لا تتخيل أنها إنسان كامل، وتعتقد أن ما تفعله شيئا جيدًا دون أن تسأل عن رأي أبنائها؛ فالكمال شيء مستحيل تحقيقه؛ فالكمال لله فقط. وهي التي لا يتأثر حبها لأبنائها مهما أساءوا إليها أو إلى أنفسهم، وتعلمهم أنها بالرغم من أفعالهم الخاطئة التي تغضبها كثيرًا وتشعرها بالحزن مازالت تحبهم، ولن يتغير ذلك مهما حدث بينهم؛ لأن بذور الحب تحارب بذور الفساد؛ فقد تساعدهم بذلك على التحسين من أنفسهم. وهي من تستمع إلى أبنائها وتسمح لهم بالتعبير الحر عن أنفسهم حتى لو كانت آراؤهم تتعارض مع أفكارها الخاصة، فإذا وجدت أن هناك رأيًا خاطئًا تحترمه وتحاول إصلاحه بطرق غير مباشرة تتناسب مع شخصية الأبناء، ليس بالتسلط وفرض مبادئها عليهم. وهي التي لا تفسد أبنائها بالتدليل أو شراء الأغراض لهم بشكل به بذخ وإسراف لا حدود له، مع تعليمهم كيف يتعاملون مع الآخرين بسخاء وكرم، والإيمان بأن كسب العلاقات الطيبة أفضل من كسب المال. وهي من لا تتخلى عن أطفالها مهما كانت الظروف، وليس لديها اختيار في ذلك، وتعلم أبناءها هذه الحقيقة التي تدوم مادامت الأم على قيد الحياة. وهي من تتعامل مع كل ابن من أبنائها على أنه شخصية مستقلة ومختلفة عن الآخر، وتتفهم أن الأبناء لا يولدون ليكونوا امتدادًا أو مساعدين لوالديهم، إنما هم أفراد لكل واحد منهم طريقه الخاص الذي سيسير عليه. وهي من تساعد أبنائها في بدء طريقهم للمستقبل بغض النظر عن رغباتها الخاصة، كما تسمح لهم بالتراجع عن ذلك الطريق إذا واجهوا صعوبة في إكماله دون أن توجه لهم أي نقد قاسٍ. وهي من تكون على استعداد لإظهار رفضها الصريح عندما تشعر أن ابنها يخطئ حتى لو واجهت منه رفضًا حادًّا لهذا الرأي وسمعت منه كلمة: "أنا أكرهك أمي"، فرغم صعوبة هذا الشعور إن الأبناء يجب عليهم تعلم اتباع القواعد وعدم العيش بهمجية. وهي من تتمسك بمعتقداتها وزرع الاحترام المتبادل بينها وبين أبنائها من خلال تعليمهم المبادئ والقيم الإسلامية العليا، هذا لأن هناك العديد من الأمهات اللاتي يتخلين عن مبادئهن ويحدن عن طريق الحق حتى يحققن رغبات أطفالهن، وفي أغلب الأحيان يقول شيئًا أو يأخذن موقفًا ما، وبعد ذلك يفعلن عكسه، ما يفقدهن الصورة المحترمة الحازمة أمامهم. وهي من تقارن نفسها بالنماذج الطيبة من الأمهات وتجاهد في تقديم الأفضل دائمًا، مع تحسين قدراتها كأم، ومقاومة ما بها من عادات سيئة، حتى يصبح جدول أعمالها مليئًا بالمهام النبيلة من أجل إسعاد أطفالها. وهي من تشعر دائمًا بأن هناك شيئًا يجب أن تفعله؛ لأن الأم الطموح تنجب أبناء طموحين، ويظهر هذا الطموح في التخطيط والانشغال الدائم بعمل شيء مفيد مثل: قراءة كتاب، والاسترخاء على الأريكة ومشاهدة شيء مفيد على التلفاز، أو الذهاب للمشي والاستمتاع بالهواء الطلق؛ حتى يتعلم منها الأبناء بطريقة غير مباشرة، أي بالقدوة الحسنة. وهي التي تؤمن وتقنع نفسها بأنها ستقدم لأبنائها حياة أفضل من التي عاشتها، لكن دون أن تتسبب في إفسادهم، أو بتذكيرهم الدائم بما عانت من ذكريات سيئة أو قاسية؛ حتى لا تشعرهم بأنها تتفضل عليهم بذلك، فالماضي لابد أن يكون ماضيًا.