في جلسة الكبار على شاطئ البحر دار حديث ساخن جدا حول مدى حاجتنا لمستشارين لإجراء اصلاحات وتطورات؟ وكم نحتاج منهم؟ وانقسمت الآراء حقيقة في خيمة الصالون السياسي البحري بين مؤيد ومعارض, واحتدم النقاش, وفي منتصف "الحَمَاوَة" صرخ أبو يزن في الجالسين قائلا ً: " بِدْكُمْ تجننوني, وأنا عمري 45 سنة......عنَّا وزراء و"مدراء عامون" و"مستشارين" أكثر من الصين, مستشار رئيس الوزراء للشئون القانونية, والشرعية, والبلديات, وشئون الطاقة والكهرباء, والصحة, ووكالة الغوث, و"شئون الحرب والسلام" و"كرت المؤن", و"التَّكَاتِكْ", والطيران, والسياحة, و"البلهارسليا"... "منيح إلِّي ما عنا دولة عنجد", لصار هناك مستشار لكل شأن من شؤوننا, شئون البلاطين, والفلاحين, والزبالين, وشئون بائعي "التُّرْمُسْ" في الشوارع, وشئون "مسحراتي" رمضان, وشئون "تربية الأرانب الداجنة والزاحفة", وشئون استجلاب طائر "البطريق" من ألاسكا, وشئون "المطَبَّات" في الشوارع. أومأ أبو يزن رأسه نحو كوب الشاي الذي أمامه, وأخذ رشفة منه بصوت عالي أثار ضغينتي, ثم أردف قائلاً : " أنا مش زعلان يكون بدل الوزير عشرين, وبدل المستشار ثلاثين, وبدل المدير ملايين.... بس ما يكونوا عالفاضي, بدنا حلول ابداعية, لازم نشعر بأن مطالب المواطنين بتتحقق, والهموم بتقل, مش العجز بيصل لـ2 مليار في ميزانية السلطة, والغلاء بيزيد, والتبعية بتزيد, والاحتلال فوق روسنا .... " ثم أخذ أبو يزن نفسا عميقا وقال: " أخشي أن يصبح نصف الشعب "مستشار شؤوني" لنصف الشعب إلِّي ضايل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.