29.42°القدس
28.74°رام الله
28.3°الخليل
27.4°غزة
29.42° القدس
رام الله28.74°
الخليل28.3°
غزة27.4°
الأحد 19 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

خبر: مناهج التعليم في (إسرائيل) محرضة ومنحرفة

دون أن تحظى الخطوة بأي رد فلسطيني رسمي، أقدمت (إسرائيل) مؤخراً على إلزام المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية بحذف كل ما يتعلق بمعركة حطين والقائد صلاح الدين الأيوبي من كتاب التاريخ للصف الرابع الابتدائي. بلدية الاحتلال برئاسة المتطرف"نير بركات"بررت الخطوة بأنها تأتي"لمحاربة مصادر التطرف والتحريض في مناهج التدريس". وإن لم يكن هذا كافياً، فقد أصدر وزير التعليم (الإسرائيلي) جدعون ساعر قراراً يحظر بموجبه على المدرسين في الداخل المحتل التعرض لقضية النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948. ولكي تشدد الرقابة على مناهج التعليم الفلسطينية، فقد استأجرت سلطات الاحتلال مكتبا متخصصا في الترجمة لمراجعة كتب التدريس والوقوف على ما يمكن اعتباره مضامين"تحريضية" ورفع تقارير للسلطات لكي تقوم بحذفها. [title]تقديس القتلة[/title] ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن "ساعر" أصدر تعليماته مطلع العام الدراسي الحالي بإلزام جميع طلاب المدارس في (إسرائيل) بدراسة سيرة مناحيم بيغن، رئيس الوزراء (الإسرائيلي) الأسبق، ومؤسس وقائد منظمة "ليحي" الإرهابية التي نفذت عشرات المجازر ضد الفلسطينيين قبل الإعلان عن الكيان الصهيوني، وعلى رأس هذه المجازر، مجزرة "دير ياسين"، التي كان فيها بيغن على رأس مجموعات الإرهابيين الذين نفذوها. هذا يعني، إنه في الوقت الذي تدفع (إسرائيل) طلابها لرضاعة التطرف والغلو والاستلاء للعنف والإرهاب من خلال تقديس كبار القتلة والمجرمين في التاريخ الإنساني، فإنه تحظر على الفلسطينيين تدريس أبنائهم الرواية الوطنية التاريخية. ثقافة العنصرية يقول الكاتب الصحفي صالح النعامي إن "هذه القضية تصلح لتشكل دليلاً آخر على حجم الخطايا التي ترتكبها سلطة "أوسلو"، التي بدت مستسلمة للسلوك (الإسرائيلي) العدواني ضد الشعب الفلسطيني، مع أنه –لو أرادت– لكان بإمكانها التسبب في كثير من الأذى لـ(إسرائيل) في كل ما يتعلق بالتحريض، وما عليها إلا متابعة ما يصدر عن مراكز الأبحاث الصهيوني من دراسات بشأن مضامين التعليم في (إسرائيل). [title]مناهج منحرفة[/title] فقد دلت معطيات بحث انجز في (إسرائيل) حديثاً على أن كتب التعليم حالت دون تحقيق السلام مع العرب. وحسب البحث الذي أعده الباحث "ايلي بوديا" المحاضر في جامعة حيفا، فإن كتب التدريس أشعلت طيلة نصف القرن الماضي جذوة الصراع الفلسطيني العربي، وكرست حالة الحرب، وحالت دون التوصل للسلام بين العرب واليهود. ووصف "بوديا" مناهج التدريس اليهودية بـ"المنحرفة"، منوهاً الى أنها تتميز بطغيان الصورة النمطية والأفكار المقولبة حيال العرب، وزرع كراهيتهم في نفوس التلاميذ، إلى حد الاستنتاج بأن ما جرى داخل جدران المدارس (الإسرائيلية) قد اثر إلى مدى بعيد في قرار الحرب والسلام لدى قادة الدولة العبرية. البحث الذي جاء تحت اسم "الصراع (الإسرائيلي) في كتب التاريخ المدرسية العبرية"، الصادر عن مؤسسة مدار لدراسة الشؤون (الإسرائيلية) في رام الله، يؤكد ان الكتب المدرسية رعت نوعاً من الصراع الصامت بين الطرفين وحافظت عليه، وقادت بطريق غير مباشر إلى اثارة الصراع المسلح. ولا يفوت "بوديا"، ان يذكر أن جهاز التعليم عندهم اختار النهج القومي الذي يخضع الماضي لاحتياجات الراهن والمستقبل على حساب الحقيقة والموضوعية في كتابة التاريخ بهدف خلق ذاكرة جماعية متميزة، منوهاً الى أن ثلاثة ارباع الكتب التي تستخدم في مدارسهم ليست مجازة، ما يعني انكشاف التلاميذ إلى مواد اكثر خطورة.