27.78°القدس
27.37°رام الله
26.64°الخليل
28.84°غزة
27.78° القدس
رام الله27.37°
الخليل26.64°
غزة28.84°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: يوم في حياة قناص من الجيش السوري الحر

أبو أحمد شاب في الـ25 من عمره، قادم من إحدى القرى شمال حلب، حيث يسيطر الثوار يحمل في يده بندقيته القناصة الدقيقة التصويب، وبطلقة واحدة يُصاب الهدف، متوارياً خلف حافة شرفة حجرية تطل على حلب القديمة متجاهلاً قاعدة أساسية لدى القناصة تقضي بالاختفاء بعيد الضغط على الزناد. ويلزم أبو أحمد موقعه ويعيد تلقيم البندقية وهي "دراغونوف" روسية قديمة، ليعيد التصويب ويراقب حاجز الجيش السوري الذي أغلق مدخل أحد الشوارع الرئيسة في المدينة القديمة بحثاً عن الجندي المتهور. [title]طلقات النظام"عشوائية"[/title] وقال أبو أحمد إن جيش النظام يرد على طلقات بندقيتي ولكن "عشوائياً"، وكان الشاب النحيل القصير البنية الذي رفض الكشف عن اسمه الحقيقي يركّب الستائر قبل انطلاق الاحتجاجات في سوريا، وقرر بعدها أن يكون قناصاً لأن القناص يجب أن "يتحلى بالهدوء والتركيز، ويمضي إلى جانب اثنين من رفاقه أيامهم على شرفة "شقة". وتعود هذه "الشقة" إلى عائلة كردية قررت مغادرتها لقربها من الجبهة، المكان كما كان عليه بأثاثه وستائره، ينبغي شق باب الشرفة والزحف الى موقع إطلاق النار، وهو ثقب من عدة سنتيمترات حُفر بالأزميل في حجر الشرفة الأبيض، على بعد 500 م بمواجهة الشقة تبدو أسوار قلعة حلب التي تشرف على المدينة، ويحتل قناصة الجيش النظامي فتحاتها الدفاعية. ويتسلق أبو أحمد ورفيقاه كل صباح درج المبنى عند حوالي الساعة 05,00، بعد العبور من الباحة الخلفية لتجنب الظهور. وقال: "نتتالى على الشرفة كل 3 إلى 4 ساعات، في الوقت الباقي ننام أو نراقب بالمنظار"، وتابع "الهدف هو منعهم من التقدم، وإزعاجهم بشكل دائم". وتتناثر حول أبو أحمد عشرات الرصاصات الفارغة وعلبة رصاص مفتوحة وزجاجة مياه ملفوفة بخرقة مبللة وجهاز اتصال لاسلكي ووجبات سريعة على الأرض. وأكد أبو أحمد أنه قتل على الأقل (20) شخصاً من جنود بشار، وأصاب حوالي (100) بجروح، ومع هبوط الليل ينسحب الثلاثة ويعودون إلى مقر كتيبتهم للنوم على بعد عدة شوارع، وفقاً لصحيفة "الجزيرة" السعودية. [title]نظارات للرؤية الليلية[/title] ويؤكد قائد الكتيبة الذي يعرف عن نفسه باسم "خطاب" أنه يرغب في نشر قناصين طوال 24 ساعة يومياً، لكنه يتأسف لعدم حيازة نظارات الرؤية الليلية، وقال إن :"تجار الأسلحة يرفضون بيعنا إياها"، وأضاف "الأمر سيان بالنسبة إلى الأسلحة". وأوضح أن "بشار الأسد أخبر جميع تجار الأسلحة في المنطقة بأنه مستعد لدفع مبالغ أكبر بكثير مقابل كل ما يمكنهم بيعنا إياه، ومن الصعب جداً العثور على السلاح"، وأخرج من جيبه لفافتين من أوراق المائة دولار مربوطة بحلقة مطاطية. وقال: "لدينا المال، وهذه البندقية"، مشيراً إلى بندقية قناصة بلجيكية من طراز اس سي جي عيار (7,62) تم إسنادها إلى كنبة. وتابع: "اشتريناها من أحد جنود بشار مقابل (4000) دولار". أحد رجاله باعد شفرات الستار في إحدى الغرف ليراقب بالمنظار. وقال "خطاب" إن :"جميع حواجز الجيش تتعرض لنيران عدة مواقع مثل هذا.. لا يمكنهم التحرك إلا في المدرعات، عندما نحصل على أسلحة أكثر قوة فسينتهي الأمر بالنسبة لهم، لكن الشرفة التي تنطلق منها رصاصتان أو ثلاث في الدقيقة كان يمكن رصدها وتدميرها بقذائف مدفعية من إحدى الدبابات المتمركزة في الأسفل على الدوار". وقال خطاب :"لا يجرؤون على الاقتراب"، موضحاً "فخخنا الطريق بكمية ضخمة من المتفجرات، إنهم يعلمون ذلك".