ألم العينين والاحمرار والحكة وعلامات أخرى عديدة، تقودنا لمعرفة ما إذا كان الالتهاب الذي أصاب أعيننا خطيرا أم أنه مجرد إزعاج بسيط.
وقالت الكاتبة كاري مادورمو -في مقال نشرته مجلة "ريدرز دايجيست" الأميركية- إن الصغار الذين يذهبون يوميا للحضانة أو المدرسة يتعرضون في الغالب لمشكلة العين الوردية أو ما يعرف طبيا بالتهاب الملتحمة، وهي حالة بات الآباء والأمهات متعودين عليها.
ويعد هذا الالتهاب الذي ينتقل عن طريق العدوى من أكثر مشاكل العين انتشارا، ولكن في بعض الأحيان يصعب التأكد مما إذا كان يخفي وراءه مسألة خطيرة.
ويمكن لبعض التهابات العين -على غرار التهاب الملتحمة- أن تشفى بشكل تلقائي، إلا أن بعض الأنواع الأخرى يمكن أن تسبب ضررا دائما في الرؤية، وبالتالي تتطلب تدخلا علاجيا فوريا. وبحسب الأكاديمية الأميركية لطب العيون، فإن حوالي مليون مواطن يحتاجون سنويا لهذا العلاج.
الأكثر شيوعا
أشارت الكاتبة إلى أن وجود العين الوردية أو التهاب الملتحمة يعني حدوث التهاب أو عدوى في ملتحمة العين، وهي الطبقة الخارجية للعين والسطح الداخلي للجفن، وفي أغلب الحالات يكون السبب فيروسيا، ويشفى بشكل تلقائي.
في المقابل، إذا كانت العدوى بكتيرية، فينبغي على المريض الحصول على مضادات حيوية في شكل قطرات للعين، وإذا كنت تعاني من احمرار في العينين ووجود إفرازات، فيعد هذا من علامات التهاب الملتحمة التي ينبغي أن تعرفها.
التهاب الجفن
يصيب جفون العينين، ويمكن أن تسببه عدوى بكتيريا. وعلى الرغم من أنه لا يؤثر على الرؤية، فإنه قد يسبب ازعاجا كبيرا.
التهاب القزحية
يصيب القزحية وهي المنطقة الملونة في العينين، ويمكن أن يكون سببه فيروس القوباء المنطقية.
التهاب القرنية
يصيب قرنية العين وهي الغلاف الشفاف الموجود فوق البؤبؤ والقزحية، ويمكن أن تكون البكتيريا أو الفيروسات -أو حتى الكائنات الطفيلية والفطريات- السبب وراء التهاب القرنية، وعلى الرغم من أنه قابل للعلاج، فإنه قد يسبب ضررا دائما في الرؤية إذا تم إهماله.
التهاب باطن المقلة
هي عدوى تصيب الجزء الداخلي من العينين، وتسبب التهابات في الجزء الأبيض، وبحسب الجمعية الأميركية لأخصائيي شبكية العين، فإن التهاب باطن المقلة يعد حالة صحية طارئة قد تتطلب تدخلا جراحيا فوريا.
العدوى
من بين أكثر الأسباب شيوعا لأمراض العينين ارتداء عدسات لاصقة غير نظيفة، وإذا كانت العدسات التي تضعها في عينيك أو العلبة التي تخزنها فيها تحتوي على البكتيريا فإن هذه الكائنات الضارة ستنتشر في عينيك حالما تقوم بوضع العدسات، كما يمكن أن تظهر العدوى نتيجة الإفراط في ارتداء العدسات اللاصقة التي تسبب الالتهابات وتعد بيئة ملائمة لتكون البكتيريا.
وعموما، يمكن أن يصاب الإنسان بالتهابات العينين بعد أن يستخدم مياها ملوثة، ويمكن أن يحدث ذلك في حمامات السباحة أو عند غسل العدسات اللاصقة.
ونهاية المطاف، يمكن أن تتطور أنواع من عدوى العينين مثل التهاب الملتحمة نتيجة الاحتكاك بشخص مصاب بهذا المرض.
علامات
من العلامات التي تشير إلى إصابة العين بالعدوى وجود سوائل أو إفرازات في العينين أو وجود جفاف، وكذلك الاحمرار والتورم، الحكة، الحرقة والألم، الحساسية تجاه الضوء، رؤية منخفضة أو غير واضحة، وأقصى الحالات الشعور بوجود سحابة من الضباب فوق القرنية وتعد حالة طارئة.
الأكثر تعرضا
إن الأشخاص المصابين بضعف في نظامهم المناعي أكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى العينين والالتهابات. وإذا كنت ممن يدخنون السجائر أو يرتدون عدسات لاصقة فإنك معرض لهذه الإصابات، حيث يمكن أن تسبب هذه العدسات احمرار وتورم شرايين العين.
ولخفض هذه الاحتمالات، يجب ألا تنام أبدا دون إزالة العدسات وغسلها جيدا، وتعقيم العلبة التي تضعها فيها.
كما أن الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بأي نوع من الجروح أو المشاكل في العينين هم أكثر تعرضا للإصابة بالعدوى.
العلاج
يرتبط في هذه الحالات بنوعية الالتهاب والعدوى، فإذا كنت تعاني من مشكلة العين الوردية فلا داعي للإسراع للحصول على الدواء، فقد يكون ذلك غير ضروري. وإذا كانت حالتك تحتاج مضادات حيوية موضعية، فإن هذا الدواء يتم استخدامه بشكل مباشر على العين في شكل قطرات أو مرهم.
وفي البعض الأحيان، تكون هناك مضادات حيوية تؤخذ عن طريق الفم، كما يمكن أن يصف لك الطبيب قطرات عينين ستيرويدية للمساعدة في تخفيف الالتهابات.
وبغض النظر عن نوع الالتهاب الذي تسعى للشفاء منه، فإن طبيبك أكثر شخص مؤهل لإرشادك أو نصحك، كأن تتوقف عن وضع العدسات اللاصقة لفترة.