20.55°القدس
20.3°رام الله
19.42°الخليل
25.77°غزة
20.55° القدس
رام الله20.3°
الخليل19.42°
غزة25.77°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

بتكلفة 650 مليون دولار

خبر: الاحتلال يبدأ بناء أكبر قاعدة تدريب بالنقب

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في بناء أكبر قاعدة تدريب لقواته، وانتقل من التدريب في بعض أغلى العقارات داخل الكيان الإسرائيلي إلى رمال الصحراء القاحلة في جنوب فلسطين المحتلة، وذلك في إطار محاولة جديدة لتحقيق حلم قديم بتعمير الصحراء. ويعد هذا أكبر مشروع بناء للجيش منذ ثلاثة عقود، وتبلغ تكلفته 650 مليون دولار، وبدءاً من نهاية عام 2014 سينقل عشرة آلاف جندي إلى القاعدة الجديدة الواقعة على بعد ثلاثين كيلومتر جنوب مدينة بئر السبع، وقد صمم لدعم التدريب على العمليات القتالية التي تجري الآن في عدة مواقع مختلفة. لكن منتقدين يتساءلون عما إذا كان المشروع سيحرك الاقتصاد في المنطقة كما وعد مسئولون، لافتين إلى أن المشروع لا يناقش الفوائد التي ستعود على العرب البدو الذين يشكلون ثلث سكان المنطقة، ويبلغ تعداد سكان المنطقة 500 ألف شخص. ومنذ انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قواعده في صحراء سيناء بمصر منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما وقع البلدان معاهدة سلام تاريخية، لم ينفذ الجيش مشروعا كهذا، من حيث التكلفة، وعدد الجنود الهائل، حسبما أكد مدير المشروع المقدم شالوم ألفاسي. واليوم، توجد بعض المباني المؤقتة التي تقف على مساحة 625 دونما مخصصة للموقع، ولكن في غضون عامين، من المفترض أن يخصص 2,7 مليون قدم مربع لبناء القاعدة لتحتوي على ثكنات، ومئات الفصول الدراسية التي تحوي حواسيب، ومواقع إطلاق نار، ولن تتدرب قوات قتالية في القاعدة، ولكن سيتم تدريب سائقين ومساعدين طبيين وجنود سيدعمون الجبهة، ولن تسحب عمليات من المقر الرئيسي العسكري لوزارة جيش الاحتلال في قلب ( تل أبيب). ويُعد هذا المشروع جزءاً من تحرك أوسع للانتقال إلى منشآت عسكرية بصحراء النقب، وقال الفاسي: "إن ما يقرب من نصف القواعد العسكرية في وسط ( إسرائيل) ستنقل إلى المنطقة بحلول نهاية العقد الحالي". وتشكل صحراء النقب أكثر من نصف الأراضي التي يحتلها الكيان الإسرائيلي، ولكنها موطن لنحو ثمانية بالمائة من تعداد السكان البالغ ثمانية ملايين نسمة، وهو ما جعل تعميرها جزءاً من رؤية مؤسس الكيان الإسرائيلي، ديفيد بن غوريون. ولكن سوء الخدمات هناك جعل المنطقة فقيرة، رغم سلسلة البرامج الحكومية لتحسين الطرق ومد خطوط السكك الحديدية التي كانت تهدف لتعميرها. ويعتقد "الفاسي" أن الأمور ستتغير هذه المرة، حيث يقدر أن المشروع سيخلق من 20 ألفاً إلى 30 ألف فرصة عمل مؤقتة لسكان النقب، مضيفا: "إن نحو 500 عامل مدني سيعملون في القاعدة وستتوفر ما بين ألفين إلى 2500 وظيفة لمتعاقدين خارجيين". وقال: "إن الجيش يتوقع أن ينقل ما بين مائتى إلى ثلاثمائة جندي أسرهم إلى الجنوب ليكونوا قريبين من القاعدة، وهو ما سيعزز الاقتصاد، وكذلك الخدمات التعليمية والطبية". وسخر إيريز تسفاديا، رئيس قسم السياسة العامة والإدارة في كلية سابير في النقب، من هذه الفكرة، وقال: "هناك نصف مليون شخص في المنطقة التي ستبنى فيها القاعدة، فهل سيؤثر نقل مائتين من عائلات الجنود إلى النقب؟". وتحدث مدير المشروع أيضا عن زيادة القوة الشرائية للنقب من خلال عشرة آلاف جندي سيكونون هناك، "لكن الجنود لا يمتلكون أي أموال"، وفقا لتسفاديا، الذي أضاف: "إن معظمهم سيشترون الفلافل في محطة الحافلات المركزية في بئر السبع، هذا لا يبني اقتصادا". ولن ينتقل أي من البدو والعشائر العربية الذين يعيشون في المنطقة منذ عقود لإفساح الطريق للقاعدة العسكرية، وهو ما يحد من أي معارضة له، فقد شابت المحاولات السابقة لتطوير الجنوب عمليات إخلاء قسري للقرى البدوية غير المصرح بها، وفي نفس الوقت، لا يعتبر البرنامج سبيلا لإشراك المجتمع البدوي الفقير، "إنهم لا يأخذون في الاعتبار أنها فئة ينبغي أن تستفيد" بحسب تسفاديا. وقال الفاسي: "إنه سيتم وضع البدو في الاعتبار لتنفيذ مشاريع، ولكن ليس لدي معلومات عن خطط تهدف لكيفية استفادتهم". ومن أكبر فوائد هذا الانتقال إخلاء عناصر الجيش من العقارات باهظة الثمن في وسط الكيان الإسرائيلي، حيث تقدر وزارة الإسكان في حكومة الاحتلال أنه سيتم بناء خمس وثلاثين ألف شقة سكنية، بينها تسعة آلاف شقة تصنف بأن أسعارها معقولة، في هذه المواقع، ويمكن أن يجلب ذلك بعض الراحة لكثير من الأسر الشابة التي لا تستطيع الحصول على شقق في منطقة يمكن أن تبلغ سعر الشقة بها 500 ألف دولار.