18.89°القدس
18.69°رام الله
17.75°الخليل
24.52°غزة
18.89° القدس
رام الله18.69°
الخليل17.75°
غزة24.52°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

جيش بلا قيم يواصل استهداف المسيرات السلمية

علي سعادة
علي سعادة
علي سعادة

لماذا تخيف المسيرات السلمية المتواصلة في قطاع غزة منذ نحو 71 أسبوعا متتاليا قرب السياج الفاصل بين غزة وفلسطين المحتلة عام 1948، جيش الاحتلال الذي يبعد عن المسيرات عدة كيلو مترات، وحياة جنوده ليست في خطر  لكنه يرابط قلقا مذعورا مثل فأر الحقل بجوار الساتر الترابي؟

لم يطلق الفلسطينيون في هذ المسيرات أية رصاصة، ولم تتعرض حياة الجنود الذين تشعر بأنهم يمارسون لعبة فيديو عنيفة لأية مخاطر، ومع ذلك يطلق زعران وقناصة جيش الاحتلال الرصاص على رؤوس وصدور وأطراف المتظاهرين السلميين وغالبيتهم من الشبان والأطفال.

لم تصدر عن أي جندي إسرائيلي أية بادرة احتجاج على ما يقوم به جيشهم الجبان من عملية إعدام ميداني وقتل بدم بارد لنحو 326 فلسطينيا؛ منهم 16 شهيدا احتجز الاحتلال جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصاب زعران وقطعان الجيش الإسرائيلي 31 ألفا آخرين بإصابات ألحقت أضرارا فادحة بأجساد المصابين، منهم 500 في حالة الخطر الشديد يحتاجون إلى علاج عاجل لا يتوفر في مستشفيات غزة التي بالكاد تستطيع الصمود وسط الحصار.

ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بشدة وإجرام، وببرود ممنهج وكأنه جزء من ثقافة وليس مجرد رغبة شخصية في إلحاق الأذى بالأبرياء، أو تنفيذا للتعليمات، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة.

ويشارك الفلسطينيون منذ 30 آذار 2018 في مسيرات سلمية، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة. مطالب لم تخرج عن إطار التظاهر السلمي ورفع الأعلام الفلسطينية ورفع لافتات تؤكد حق العودة وعروبة القدس.

النظام الرسمي العربي المفترض أنه مساند ومؤيد وداعم للفلسطينيين يلتزم الصمت أحيانا، وأحيانا أخرى يتصرف كما لو كان يبارك جرائم الإسرائيليين ضد أبناء أمتهم ودينهم، عبر مواصلة اللقاءات التطبيعية المخزية السرية والعلنية مع ممثلي حكومة نتنياهو العنصرية والمتطرفة، فيما يصفق العالم الغربي الذي يفترض أنه عالم حر لما تقوم به حكومة نتنياهو من جرائم غير مسبوقة بحق مدنيين يمارسون حقهم الطبيعي في مقاومة الاحتلال لوطنهم.

جيش لا يتمتع بأية قيمة أخلاقية شاهدناه يحطم أية قيمة للإنسان عبر مسيرة طويلة من الانتهاكات والجرائم التي بدأت مع إعلان قيام الدولة العبرية، وهو أمر غير مستغرب فالجيش أسس وشكل من المنظمات الإرهابية التي مارست عمليات القتل الجماعي بحق الفلسطينيين من قبل عام 1948 مثل «الهاغاناة» و»شتيرن» وغيرها وواصلت نفس الدور لكن من خلال الجيش الرسمي.

الدم الفلسطيني لن يتوقف، وربما يزداد كثافة مع سيطرة «الشريعة اليهودية» على جميع مؤسسات دولة الاحتلال، ومع الارتماء العربي المخجل والرخيص في أحضان نتنياهو العنصري والإرهابي!