18.89°القدس
18.69°رام الله
17.75°الخليل
24.52°غزة
18.89° القدس
رام الله18.69°
الخليل17.75°
غزة24.52°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

تهجير غزة وهوس "إسرائيل" الديموغرافي

ناصر ناصر
ناصر ناصر
ناصر ناصر

اعادت تصريحات المصدر السياسي الكبير والمرجح ان يكون رئيس الوزراء نتنياهو بنفسه التي نشرتها وسائل الاعلام الاسرائيلي ومنها هآرتس 20-8، حول قيام دولة الاحتلال بخطوات عملية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، التذكير بما يسمى اسرائيلياً الخطر الديموغرافي أو شبح الديموغرافيا أي ضمان اغلبية يهودية في البلاد، والذي رافق المشروع الصهيوني الكولونيالي الاستيطاني منذ نشأته. فلماذا تهجير غزة؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ وهل هناك احتمالات عملية لتطبيقه؟

استخدمت اسرائيل أسلوب التهجير بكافة الوسائل، ومنها التطهير العرقي للتخفيف من اعداد الفلسطينيين في أرض فلسطين قدر الامكان، ولتحقيق هدف الصهيونية الاول، وهو فرض أغلبية يهودية في فلسطين العامرة بأهلها منذ عمق التاريخ، لم يحقق هذا الاسلوب وحده النتائج المرجوة فجلبت عشرات آلاف اليهود من العرب وغيرهم، لتنجح في إقامة دولة اسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني في العام 48، لكن الخطر الديموغرافي عاد يهدد اسرائيل بعد احتلالها وسيطرتها على الفلسطينيين في العام 67.

لقد تشكل الخطر الديموغرافي العنصري في ذهنية المستوطنين الجدد بسبب ثبات وتمسك الفلسطينيين بأرضهم رغم كل أساليب التهجير الناعمة والخشنة، وخاصة بعدما أكدت العديد من الجهات ومنها مسؤول عسكري كبير في الجيش وفق هآرتس 26 اذار 2018 أن «احصائيات الجيش تظهر ان اعداد العرب القاطنين في اسرائيل والضفة وغزة أكثر من اعداد اليهود»، مما شكل ورطة وأزمة مستمرة للصهيونية الاستيطانية.

فكيف سيحافظون على أغلبيتهم اليهودية المصطنعة؟ وهل سيكون ذلك من خلال الموافقة على حل الدولتين للخلاص من اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، كما تطرح أحزاب الوسط واليسار في اسرائيل؟ أم سيستمر وضع الاحتلال العسكري وهو ابرتهايد زاحف باستمرار؟ أم سيقومون بعملية ضم لمناطق الـ 67 مع حرمان اهلها من حقوقهم السياسية، وبذا التضحية بالمبادئ الديمقراطية وبالأغلبية العددية مقابل مبدأ صهيوني استيطاني آخر وهو السيطرة على أرض فلسطين بالكامل، كما يطرح اليمين المتشدد في اسرائيل.

لقد جاءت تصريحات المصدر السياسي الكبير – نتنياهو على الرجح – في هذا الوقت بالذات لتعبر عن عجزه وفشله امام صمود الفلسطينيين في غزة وسائر مناطق فلسطين، ولتظهر محاولة إضافية من نتنياهو لكسب تعاطف المزيد من مصوتي اليمين في اسرائيل ممن يحلمون بترحيل الفلسطينيين بشتى الوسائل.

ان قيام اعداد معينة وصغيرة جدا من الفلسطينيين بالهجرة خارج فلسطين لأسباب مقبولة واخرى مرجوحة وثالثة مرفوضة لا تعني نجاحا يذكر للمخططات الاسرائيلية في التهجير، بل تعني فشلا اسرائيليا رغم كل الجهود والمحاولات والامكانات المسخرة لذلك وعلى رأسها حصار وقهر الشعب الفلسطيني، كما انها تعني ثباتاً وصموداً ووعياً فلسطينياً متزايداً، وما تزايد شعور اسرائيل بالخطر الديموغرافي إلا دليلاً ساطعا على ذلك.